سوداني مولود في القطيف يتذكر “المحموص” و “زرانيق” القلعة ودفن “المنيرة” محمد يوسف تجوّل بـ "سيكله" وصاحب "القطافة" في قطف اللوز

ابن معلمَين جاءا سنة 1967هـ.. وعاشا في السعودية 47 عاماً

القطيف: ليلى العوامي

وُلد في القطيف، وعاش فيها، وتعلّم في المدينة الأم وفي تاروت، وسكن في “الدخل المحدود”.. وبعد أكثر 30 سنة على مغادرتها؛ ما زال قلبه متعلّقاً بها، متذكراً “محموص عاشور”، ودفن حيّ المنيرة، وجولات “السياكل” مع “القطافة”، وقطف اللوز والرمان من البساتين، في سبعينيات القرن الماضي..!

محمد يوسف

محمد يوسف محمد سعيد، السوداني، قال لـ “صُبرة” إن أول هواء استنشقه في حياته كان هواء القطيف، حيث ولد سنة 1972، في مستشفى “الشويكة”، حين كان والده ووالدته يعملان في القطيف، منذ قدومهما من السودان إلى السعودية عام 1967م، معلمين في مدارس إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية.

وأضاف “عمل أبي في مدرسة القطيف الثانوية معلماً لمادة اللغة العربية حتى عام 1985م تقريبًا، وبعدها تم نقله إلى مدرسة تاروت الثانوية حتى عام 1997م، وبعد 30 عاماً من حياته في القطيف انتقل إلي الصرار معلماً، ومنها الى النعيرية حتى عام 2000 م. بعدها انتهت خدمته، وغادر إلى السودان واستقر بها إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 26 اكتوبر2021م”.

وعن والدته قال “والدتي أسماء القرشي؛ درّست مادة الرياضيات، وأول مدرسة عملت فيها هي الابتدائية الثالثة بالقطيف “القديح” ثم انتقلت لابتدائية البحاري، وأخيراً كانت مديرة في الابتدائية التاسعة بحي الدخل المحدود”.

محمد يوسف مع والده خلال طفولته

محمد ورغم انتقاله من السعودية إلى السودان وتجاوز عمره الآن حوالي 52 عاماً الا انه لم ينسَ رفاق القطيف وشوارعها وساحاتها والناس الطيبين.. قال “درست مرحلة الروضة في الروضة المعروفة بـ “الشؤون”، (تابعة لمركز الخدمة الاجتماعية حالياً) وكانت قريبة من مدرسة الحسين بن علي، والدفاع المدني في حي البحر، أمَّا المرحلة الابتدائية فقد تعلمت في مدرسة الفلاح الابتدائية الواقعة عند شارع الإمام علي في وسط القطيف، وما زلت أتذكر من أصدقاء تلك المرحلة كل من الزملاء: علي العوبلة، وحسين المنسي، وعلي الزاير”.

يضيف: “بعد تخرجي من الابتدائية انتقلت لدراسة المرحلة المتوسطة في القطيف المتوسطة النموذجية وكان مديرها في ذلك الوقت الأستاذ أحمد الجار، ومن الأصدقاء الذين أذكرهم بهذه المرحلة: على الزاير، وعلي عبدالكريم الصفار، وحسين العوامي، وحسين المرهون، ومهدي الخنيزي، والأساتذة علي العوامي، وحسين الخنيزي، وعلي الولو “فلسطيني” الجنسية.

ويقول: درست المرحلة الثانوية في تاروت الثانوية وكان مديرها أنذاك الأستاذ ابراهيم الهارون.

ويتذكر: “حينما انتقلنا للسكن في منطقة الدخل المحدود كان منزلنا في شارع التألف بالمنطقة (أ) وكانت لي فيها ذكريات جميلة مع الأصدقاء ولعب كرة القدم في فريق العربي، ولا أنسى جارنا “أبو أيمن” سعيد بزرون”.. هذا الرجل النبيل الطيب”.

من اليمين المعلم يوسف فضل الله ثم يوسف محمد سعيد والتجاني خليل

ويروي: “ونحن في المرحلة المتوسطة كانت بداية ردم جزء من شاطىء البحر في منطقة المنيرة، وكان تنقلنا كشباب بالسيكل (الدراجة الهوائية) من الدخل المحدود إلى القطيف، وأحياناُ نحو الشرق إلى سنابس، وفي نهاية الأسبوع كنا نذهب إلى مزارع النخيل في لتناول الرطب الرمان، واللوز واللومي”.

ويحكي الشاب ابن السودان عن أيام طفولته عندما كان يخرج من المدرسة إلى القلعة، ويتجول مع زملائه بين الأحياء والبراحة وساحة الخيل أو عند ذهابه معهم إلى الحسينيات في محرم، أو مع والديه إلى سوق الخميس، وسوق السمك، وسوق الطيور، ونادي الترجي، ومنتزه القطيف القديم “قلعة القطيف الترفيهية” الآن”، وسوبر ماركت النصر.

الثاني من اليمن الأب المعلم يوسف محمد سعيد مع بعض أصدقائه في القطيف

وأضاف في إجازة المدرسة أيام محرم كنت أذهب مع زملائي وأصدقائي من أبناء القطيف للحسينية وحضرت الكثير من القراءات للشيوخ حيث كانت لها عظيم الآثر في نفسي. كما لا أنسى أسرة الخنيزي فقد أستأجر منهم أبي بيتاً في القطيف، كما سكنا أيضاً في منزل مستأجر من أسرة السيد طالب في منطقة الدخل المحدود.

وعاد للماضي الجميل متذكراً باص المدرسة في المرحلة المتوسطة المليء بالطلاب وهم يضحكون ويلعبون حتى يصلن لمنازلهم، ويقول “الترحيل من المدرسة إلى بيوتنا كان مع سائق الباص أبو زكي هكذا عرفناه وكان يسكن في الدخل المحدود بالقرب من مستوصف البطي الطبي.

المعلم يوسف محمد سعيد مع بعض طلابه في القطيف

ومازال يتذكر كل شيء حتى الرز المحموص في شهر محرم يقول: وما لا أنساه وجبة العيش في يوم عاشوراء، فقد عشت تفاصيلها، وعرفت مفهومها في أيام المحرم، وذكرى السيدة فاطمة الزهراء كرمها الله، وذكرى سيدنا الحسن والحسين كرمهما الله”.

وذكر: “رغم وجودي فى السودان الإ اننى تأقلمت على العيش في القطيف وأحن اليها؛ فوالدي وأمي عاشوا فيها لأكثر من 47 عاماً ولنا فيها ذكريات جميلة مختتما حديثه بقوله: “الوطن مو بالجنسية.. الوطن مكان ما ولدت وعشت وتعلمت”.

‫6 تعليقات

  1. الاستاذ يوسف سعيد درست عنده بمدرسة تاروت الثانوية معلم بمعنى الكلمة متمكن من مادته وفعلاً كان بارعاً ومن أفضل المعلمين في مادة اللغة العربية زد على ذلك أخلاقه الرفيعة ومعاملته لنا كأبناء… أسأل الله له المغفرة والرحمة

  2. ذكرتنا بأستاذنا المحترم الأستاذ يوسف رحمه الله تعالى. حياك الله تعالى عزيزنا الغالي ولكن للأسف القطيف ليست كما كانت فقد انحسرت الرقعة الزراعية ونضبت العيون التي كانت تتميز بها ونسأل الله تبارك وتعالى أن تنتهي المشاكل في السودان وتعود دولة مستقرة ومنتجة ومرحبا بك في القطيف بين أحبتك وأصدقائك إذا قررت زيارتها.

  3. تغمد الله الأستاذ يوسف بواسع عفوه ورحمته، وطيَّب ثراه، وجزاه عنَّا وعن القطيف خير الجزاء، كان من خيرة المعلمين الذين أدُّوا رسالتهم التعليمية والتربوية على أكمل وجه، ولا تزال ذكراه عطرة ومفعمة بكل المعاني السامية، حشره الله مع محمد وآله الطاهرين في مستقر رحمته. لروحه الفاتحة

  4. ماشاء الله عليك اصلك طيب مانسيت العشره كل العالم اهل من ام واب واحد السعوديه تبقى بلدك في كل وقت تتشرف بالطيبين امثالك

  5. رحم الله الاستاذ يوسف سعيد فقد كان نعم الوالد والمربي والمعلم بأخلاقه قبل علمه. درست على يديه اللغة العربية في المرحلة الثانوية (ثانوية تاروت) وكان من أفضل اساتذة اللغة العربية الذي عرفتهم. اسأل الله له المغفرة والرحمة ولذويه التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×