عبدالخالق] المؤرخ الاستثناء.. والمشروع البصمة

عبدالله بن علي الرستم

رحيل أخٍ وصديق بحجم أبي طاهر الجنبي، أمرٌ مؤلم ومفاجئ، خصوصاً أني وبعض الأصدقاء كنا نتأمل شفاءه، حيث كنا نعيش وضعه الصحي بشكل متكرر، ناهيك عن زيارتنا المتكررة له، حيث قبل رحيله بأسبوعين كان يتلقى العلاج بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لمدة شهر ونصف تقريباً، وكانت آخر زيارة له قبل خروجه من المستشفى بأيام لتحسن ملحوظ وكبير في صحته، حيث كانت الابتسامة تعلو محيّاه، وحتى إبّان إبلاغنا بدخوله العناية المركزة مؤخراً كنّا نأمل خروجه بالسلامة، لكنه القدر الذي لا مفرّ منه.

الباحث الجنبي، بصمة كبيرة في تاريخ المنطقة بعطائه العلمي الكبير، ومشاريعه الكثيرة التي يُطلعنا عليها أو نناقشه فيها، حيث نجد الهمّة الكبيرة في التتبع والتروّي وتقصي المصادر المتصلة ببحثه هذا وذاك، بالإضافة إلى أريحيته، وحضوره الذهني في الأخبار التاريخية، واستحضار الشواهد الشعرية والنحوية، والأقوال المختلفة، وكل ما يعزز من فكرة توصل لها، وهذا الحضور ليس أثناء البحث والتوثيق، بل ينقله لنا عن ظهر قلب.

ويبقى مشروعه الكبير بصمة في حياته، وهو: تاريخ شرق الجزيرة العربية أو ما يُسمى بـ(البحرين الكُبرى) التي تشمل الأحساء والقطيف والبحرين، حيث حرصه الكبير في القراءة والتتبع والتقصّي ديدنه في كل لحظة، وكل ما يمت لهذا الجزء من شبه الجزيرة العربية فهو تحت عينيه، بمعيّة عنايته بالتاريخ عموماً، خصوصاً وأنه يتمتع بمواهب كبيرة، التحليل التاريخي، وتذوق الشعر وقرضه، والمهارة اللغوية، وأشياء أخرى.

ولذا .. يبقى الجنبي استثناء، وخير عبارة تختزل شخصية الراحل الجنبي، كما قالت صحيفة صُبرة (الوطن يخسر الكبير عبدالخالق الجنبي) فهو كبير بحق، وهو بحجم الوطن بعطائه وحبه في خدمة تاريخ الوطن، ويبقى القلمُ عاجزاً عن وصف حكايتي وأصحابي مع الجنبي الكبير.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com