“مَحارق” القديح و “وَسْطية” صفوى في قائمة الدحول السعودية 510 في العليا و 87 في الحفر و 70 في الأحساء و13 في القطيف.. منها 4 خطرة

القطيف: صُبرة، خاص

في الأطلس السعودي الخاص بالكهوف والدحول؛ تبرز عين “المحارق” في القديح، وعين “الوسطية” في صفوى ضمن القائمة المكونة من 1826 دحلاً وكهفاً. الأولى ما زال فيها بعض الماء، أما الثانية فإنها “خسيف” كما يُعرّفها الأطلس. وفي هذا التقرير رصد واستقصاء لما قدمه الأطلس من ثروة معلوماتية مهمة.

بـ 680 كهفاً ودحلاً تتربع المنطقة الشرقية على قمة مناطق المملكة من حيث عدد الكهوف والدحول الموجودة فيها، تليها منطقة الحدود الشمالية بـ 542 كهفاً ودحلاً، وذلك لطبيعة تكوين الصخور الجيرية وطبوغرافية المنطقتين.

يأتي ذلك ضمن 1826 دحلاً وكهفاً في عموم مناطق المملكة. ويُعرف الدحل بأنه فراغ متكون بشكل طبيعي داخل الأرض في مادة أرضية كبيرة بما يكفي لدخول الإنسان.

الكهوف والدحول الخطرة

وبالتطرق إلى عدد الدحول والكهوف في محافظات المنطقة الشرقية، نجد أنها تتوزع كالتالي:

ـ القرية العليا 510،

ـ حفر الباطن 87،

ـ الأحساء 70،

القطيف 13.

ومن حيث التصنيف، نجد في القطيف 13 كهفاً ودحلاً، منها 4 تتسم بالمخاطر، و 2 منها سياحية، و 7 للري.

ومن حيث الكهوف والدحول التي تشكل خطورة في باقي محافظات المنطقة الشرقية، تحوي الأحساء 48 من مجموع 70، و حفر الباطن 41 من مجموع 87، والقرية العليا 357 كهفاً ودحلاً يشكلون خطراً من مجموع 510.

تغذي الخزانات الجوفية

وبالتطرق إلى الدحول التي يمكن الاستفادة منها في تغذية الخزانات الجوفية في كل منطقة، نجد أن الشرقية تتربع على القمة بمجموع 63 كفهاً ودحلاً، تليها الحدود الشمالية بعدد 24، ثم الرياض بـ 10 كهوف ودحول، و 10 في الجوف، ثم 3 في القصيم، و 2 في حائل.

ومن أشهر الدحول في المنطقة الشرقية دحل أبو الهول في الأحساء، ويقع جنوب غرب هجرة الحني، ويبعد عن طريق الهفوف حرض 34 كم، وطول فتحة الدحل 32.05 متراً، وعرضها 27.11 متراً، وعمق الدحل 32.07 متراً.

الدحول المدفونة

وهي الدحول التي المدفونة بالكثبان الرملية، وتوجد حولها حواجز ترابية، أو كتل خرسانية، وبعض منها عليها لوحات إرشادية.

ويوجد في المنطقة الشرقية 22 دحلاً مدفوناً، وفي الشمالية 38، و 83 في الجوف، و17 في الرياض، و3 في القصيم، و واحد في عسير.

أنواع الدحول

ووفقاً لما ذكره “أطلس الدحول في المملكة العربية السعودية”، الذي أصدرته وزارة البيئة والمياه والزراعة، بهدف حصر وتصنيف الكهوف والدحول في المملكة والاستفادة منها في تنمية مصادر المياه الجوفية، واستثمارها سياحياً، يوجد 4 أنواع من الدحول.

عين “الوسطية” في صفوى يعرّفها الأطلس بـ “الخسيف”

النوع الأول من الدحول هي الدحول القائمة أو البالوعة، وتكون على شكل بئر بالوعية مثل دحل الهشامي،

أما النوع الثاني فهو الكهوف والدحول الأفقية الملتوية وتقع على عمق من 10 إلى 15 متراً تحت سطح الأرض،

ويسمى النوع الثالث بالدحول الانهيارية وهي الناتجة من انهيار صخري، ومن أمثلتها خفس المستظلة في الثمامة.

عين “المحارق” شمال القديح

أما النوع الرابع والأخير منها يسمى الدحول المغطاة أو المدفونة مثل دحل أبو سدرة المدفون في المجمعة.

دحل أبو الهول في الأحساء

أنواع الكهوف

1- كهوف المحاليل: وهي توجد في صخور الكربونات والكبريتات، مثل الحجر الجيري، والدولومايت، والرخام، والجبس.

2- كهوف الحمم البركانية: وهي أنفاق أو أنابيب في الحمم البركانية.

3- الكهوف البحرية: وهي التي تنشأ بفعل الأمواج المستمرة، التي تؤثّر على الأجزاء الضعيفة من الصخور المنكشفة على شواطئ المحيطات والبحيرات الكبيرة.

4- الكهوف الجليدية: وهي تتكون من الماء الذائب الذي يحفر أنفاق للصرف في الجليد.

أهمية الدحول والكهوف

شبه الجزيرة العربية من المناطق القاحلة؛ لأن مصدر المياه السطحية فيها نادر، ويمكن الاستفادة من الدحول التي تقع في مجاري الأودية في تغذية الخزانات الجوفية عن طريق تحويل مياه السيول التي تجري خلال فترات الأمطار من الأودية والشعاب إلى داخل الدحول.

وتعد الدحول والكهوف في المملكة العربية السعودية تراثا تاريخيًا إذ يمكن أن نسميها الحدائق “الكارستية” تحت سطحية للمملكة العربية السعودية، وهي نادرة الوجود، ويجب المحافظةٌ عليها وحمايتها.

تكمن أهمية الكهوف والدحول أيضًا في قيمتها السياحية؛ لما تحويه من أشكالٍ وتكويناتٍ جماليّة رائعة، وهي مقصد لمحبّي الرحلات البرية والصحراوية.

كما تحتوي الكهوف والدحول على معادن اقتصادية مثل معدن الكالسيت، والعقيق، والجبس، والجيوثايت، والصوديوم.

دحل أبو رضام في حفر الباطن

كما أن تحليل معادنها قد يعطي دلالات على أنواع الأشجار التي كانت سائدةٌ في تلك الحقبة الزمنية.

من جهة أخرى تستخدم بعض الدحول والكهوف في الدراسات الأكاديمية والأبحاث العلمية، وكذلك في النواحي السياحية، وإمكانية الاستفادة منها كثروة اقتصادية؛ حيث تفتح المجال لمشاريع اقتصادية جديدة، وتوفر الفرص الوظيفية للسكان، وكذلك تفتح مجالاً أوسع للتعليم الأكاديمي، ونشر الأبحاث الوطنية.

دحل الفري في القرية العليا

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×