عبدالله آل ناصر.. الوردة التي آلمت قلوب القطيف طالب "الحسين بن علي" تعلّق بأمه كثيراً.. ورافقها في رحلة الموت
القطيف: معصومة المقرقش، ليلى العوامي
مشاركة: زينب العرفات، أفراح آل شويخات، فاطمة آل محمود
إذا كان الجمال يؤثر في الحكم؛ فإن الوجه الصبوح الذي تبادلت وسائل الاجتماعي صوره، في القطيف، خلال هذا الأسبوع دليلٌ على وجاهة هذه المقولة.
وجهٌ طفوليٌّ، ممتليء حياةً، مُورّد كزهرة، قريبٌ إلى القلب كأنّ كلّاً عرفه؛ قبل أن يخترمه الموت في فاجعة غامضة.. وصادمة..! جمال أملى على إحدى قريباته أن تكتب على صورة الطفل في تساؤلٌ فاجع ما معناه إن هذا الورد يُدفن في البستان.. فما الذي أتى بك إلى القبور..؟ وما الذي عرّفك بها”؟
دخل الناس في غمرة تساؤلات، حول ما حدث للطفل ـ ولأمه ـ بعد تناثر معلومات عن وقوعهما ضحية تسمم غامض، والبلاغ الذي باشرته شرطة القطيف الشمالية، والنيابة العامة، والطب الشرعي، وتفاصيل لم تتبيّن بعد حول سبب الوفاة السريعة للأم وطفلها.
عبدالله آل ناصر.. الزهرة التي آلم رحيلها قلوب الناس في القطيف، أكان عبد الله يدعو ربه سراً أن تُلحق روحه إذا عاجلها الأجل بروح والدته زينب؟ أم كانت زينب ذاتها في مناجاتها لخالقها تدعوه تضرعاً أن يجمع بينها وبين عبد الله في يوم واحد، وقبر واحد..؟ حتى لا ينتابها شعور الأسى، ومواجع الفاقدات، ومرارة الرحيل، ليتركا كل هذه التفاصيل الحزينة لعائلةٍ انفجرت حزناً عليهما، حتى كادت أن تموت معهما ما أن أعلن الناعي خبر رحيلهما بحادثةٍ هي الأغرب، والأشد ألماً على مجتمعٍ لم يتعود على حوادث مثلها، ونعته بوجع واصفةً جماله بالزهرةٍ التي تغرس في البساتين بين الرياحين والورود لا بين القبور.
عبدالله علي عبد الرحيم آل ناصر 12 عاماً، طفل جمع بين الحُسنيين حُسن الخُلق، وحُسن الخَليقة، لُقب بـ “القمر”، لوسامته المعروفة، كان طالباً ذكياً وهادىء الطباع، ومرحاً وكثير الابتسامة والضحك، ومحبوباً، طيباً ودوداً، متعاوناً، ومتفوقاً دراسياً على مستوى صفه السادس بمدرسة الحسين بن علي الابتدائية بمحافظة القطيف، وعلى مستوى مدرسته كذلك.
لم يشتكِ منه طالب أو معلم، كان حنوناً على زملائه وأشد حناناً وعطفاً على جدته لأمه، وملاعباً مشاكساً بحبِّ للأطفال الذين يصغرونه بكثير، وفضلاً عن تعلقه الشديد، بخالاته فقد كتبت إحداهن ناعية إياه عبر حسابها الشخصي انستقرام “آه على ولد أختي، آه على عبودي على قمرنا، وش هالفجيعة اللي نزلت علينا”، لتنهال التعليقات الأخرى المواسية لها والمستبشرة خيراً أن هذا الجمال لا يسكن إلا الجنة “واضح من شكله خفيف دم وحبوب هنيئاً له نعيم الجنة”، والأخرى “المفروض الورد يندفن بالبستان شجابك للقبور شعرفك بيها”…!!
تعلقه بأمه
وعبد الله الذي عُرف كذلك بنظراته البريئة والإطلالة الخجولة التي لم يكتب لها أن تكبر، وخلقه الرفيع بين زملائه وأهله، والاحترام الذي يحظى به في مدرسته ووسط عائلته، كان شديد التعلق بحضن أمه التي لم تفارقه يوماً، حتى في أيامه الأخيرة أختار أن يكون بجوار أمه ويقضي ما سمح له الوقت أن يقضيه معها وفي جوارها، وقضى إجازته المطولة التي بدأت الخميس يوم 4 يناير برفقتها، ولا يغيب عن ناظرها لحظة واحدة لعباً كثيراً، تسليا، حتى لحقت روحهما معاً نحو السماء.
المواقع تنفجر حزناً
وعمت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بعد خبر وفاة الطفل آل ناصر ووالدته بشبهة التسمم، كما ضج مجتمع القطيف بأسره حال نشر الزميلة القطيف اليوم، خبر رحيل الطفل في تمام الساعة 8:47 مساءً، بين مكذب للخبر ومصدق، وبين مُعزي ومصدوم من هول الفاجعة التي حلت في ذلك المساء، وتفاعلت مع الخبر تماماً كما تتفاعل مع أي خبرٍ أو ألم يلم بأحد أفراد عائلتها وتعاطفت معه تعاطفاً شديداً وحذراً.
من يعيد ترتيب الحقيبة؟
عبد الله الطالب الذي عرفته مدرسة الحسين بن علي منذ سنة ونصف تقريباً، لن يعود مجدداً إلى صفه ولا إلى مقعده الدراسي، ولن يركض في فناء مدرسته يلعب الكرة مع أصدقائه وزملائه، ولن يتفقد الغائب منهم ويضاحك الحاضر، ولن يشارك مصروفه مع من فقده أو نساه في منزله، حتى أنه لن يركض ليصافح معلم قضى كل وقته في حصته مستمعاً، بل حتى حقيبته المدرسية التي تركها الخميس قبل الماضي لن تُفتح أبداً ليعاد ترتيب كتبها وكتابة واجباتها، فقد انتهت مهمتها بانتهاء حياة صاحبها…!
مدرسة الحسين بن علي التي آلمها خبر رحيل عبد الله كتبت عبر حسابها الرسمي انستغرام تعزية ومواساة لعائلتي آل ناصر والمياد نيابة عن منسوبيها، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الطفل ووالدته بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته.
الله يرحمه ويرحم والدته وحشرهما الله مع النبي الاكرم واهل بيته الكرام ويصبر قلوب الفاقدين بالصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
الله يرحمه ويرحم والدته وحشرهما الله مع النبي الأكرم وأهل بيته الكرام ويصبر قلوب الفاقدين بالصبر والسلوان إنا لله و إنا إليه ر واللهاجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الله يرحمه ويرحم والدته وحشرهما الله مع النبي الأكرم وأهل بيته الكرام ويصبر قلوب الفاقدين بالصبر والسلوان إنا لله و إنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .