مقهورات] ارحموا الزوجة العصفورة.. 27/50 كيلو في ذمة 49/120 زوجة يائسة تحكي قصة 14 سنة مُهدرة من شبابها

خاص: صُبرة
حين تزوجته كان عمري 27، وعمره 49. ولكنّ الفارق الأكثر ألماً، هو الضخامة التي كان عليها وما زال، والضآلة التي كنتُ عليها وما زلت. بالكاد يصل وزني إلى 50 كيلو، أما وزنه فقد تجاوز 120.. فيا لضآلتي أمامه، ويا لضخامته أمامي.

مضت 14 سنة على الزواج، حتى الآن ليس لدينا أطفال، على الرغم من أني قادرة على الإنجاب وفقاً للفحوصات الطبيبة التي أجريتها مسبقاً، نحيفة وأتمتع بصحةٍ جيدة ولياقة بدنية عالية، مشكلتي هي زوجي الذي أُجبرت على الزواج منه بحكم أنه ابن عمي، ولم أملك وقت كتابة عقد الزواج حق السؤال في القبول أو الرفض، على الرغم من الفارق العمري الذي بيني وبينه واختلاف الكتلة الجسدية الواضحة بيننا.

خطوبة محرجة

بكيتُ كثيراً، وحاولت أكثر أن أرفض إتمام هذا الزواج بأي شكلٍ من الأشكال، ولكن دون جدوى، فلا الدموع ولا التوسلات كانت ذات فائدة، وطوال فترة الخطوبة التي استمرّت 6 أشهر لم أحمل الشعور الذي تحس به أي فتاة مخطوبة، بل كنتُ مخطوفة المشاعر والأحاسيس، فلم أعد أنا التي عُرفت بأناقتي واهتمامي بهندامي ونوعية ملابسي المفضلة، واختياراتي لقصات شعري وأدق تفاصيل احتياجاتي اليومية.

كنّا نقضي كل لقاء في مجلسنا لا نخرج معاً حتى للبقالة، وهي رغبتي، متجنبة نظرات وهمسات الناس، حتى أنني حاولت أن أقنعه بأسلوبٍ قاسٍ وجارح بضرورة إنزال وزنه الزائد قبل تحديد موعد الزواج، واصفةً له شكلنا على الكوشة، الناس ستنفجر ضحكاً واستغراباً، وكنتُ أحاول أيضاً أن أبين له أثر السمنة والبدانة في الحياة الزوجية مستقبلاً.

ملابس خاصة

وانفجرت خيبة أمل أكثر عندما علمت أن كل ملابسه تُخاط بالعادة في خياط للملابس الرجالية، لأنه لا يجد في الأسواق مقاسه، تكلمت مع أمي عن مشكلتي التي وصفتها بالمصيبة فحاولت التخفيف عني قائلةً: هذا الشيء لا يعيب ابن عمكِ فهو رجل يحبكِ، غداً إذا كنتِ في منزله اقنعيه بتخفيف وزنه بحسن معاملتكِ وأسلوبك، وأنا أرد عليها في كل مرة هو لا يسمعني الآن ويتجنب الخوض في هذه المشكلة، فليس من العدل هذا الذي يحدث معي..!

حلول قبل الزواج
عكفت على قراءة المقالات التي تتحدث عن كيفية مساعدة الزوجة لزوجها في إنقاص الوزن، وغيرت أسلوبي معه في كل لقاء يأتي فيه لزيارتي، مؤكدةً له أني لا أشعر بالإحباط من وزنه بل إنني أخاف على صحته وعافيته، دون أن أجرح مشاعره، وأنني أريد أن أقضي كل سنواتي بجانبه، وأعددت له طعاماً صحياً قليل الدهون والسعرات الحرارية.

تنازلت عن عزلتي الاجتماعية وقررت الخروج معه في ممارسة رياضة المشي على الكورنيش ليلاً، فضلاً عن كونها رياضة فهي وسيلة رائعة للترابط، تصفحت معه مواقع للملابس الرجالية الأنيقة واطلعته على رغبتي في أن تكون ملابسه بهذه الصورة، وبهذا الجسم الرياضي الممشوق بعد انقاص وزنه، عن قصة شعره وعن تهذيب شاربه ولحيته، عن ماركة عطره المفضلة، وعن أمورٍ أخرى كثيرة، ستكمل جمال أخلاقه وطيبة قلبه، وأنه من حقي أن أراه مُهندماً مرتباً.

بلا استحياء

أسير معه في كل مكان دون استحياء من نظرات أحد، لكن كل هذا كان مجرد كلام لم يؤثر فيه إطلاقاً، بل خرجتُ عن -طوري- مرة عندما كان يأكل صحناً يقطر بالدهون، يدفعه بعلبة شراب غازي ذات حجم كبير، وصرحت لأول مرة بما أشعر به: أنتَ تقرفني بالأكل … ؟

لم يرد عليّ وكأن الكلام لا يعنيه واستمر بالأكل بكل شراهة.

وقع الفأس بالرأس
حُدد موعد الزواج فعلاً من قبله، وجهزت شقة الزوجية وفقاً لمقاسات دهون جسمه بدءاً من زيادة حجم الفراش نهاية بتوسيع الأبواب تأكيداً لأن كل محاضراتي ونصائحي عن السمنة المفرطة كانت عبارة عن – هدرة نسوان- فلا فائدة في البكاء ولا النحيب.

ولم أكلف نفسي فوق طاقتها ورضيتُ بالحال الذي أجبرتُ عليه مسلمة أمري لله تعالى، فلا أحد من أهلي ولا أهله وقف معي وساعدني في مبادراتي نحوه.

مرت أيام الزواج كما مرت أيام الخطوبة، لا شهر عسل يخفف وطأة مصيبتي، ولا أحاسيس العروس المدللة، بل زادت الخلافات والمشاكل أكثر إلى أن ظهرت في السطح مشكلة حميمية لا يجوز السكوت عنها وكنتُ ألمح لها سابقاً أحس هو بها، ولكنه كابر وغض النظر عنها، تماماً وكأن المشكلة لا تعنيه أبداً، بل زاد كسله وخموله أكثر.

بلا أحساس
السنوات تمر وتمر وهو لا يزال يكابر، وفي كل مرة اتهم فيها بأنني زوجة نكديه تبحث عن المشاكل في كل لقاءٍ عاطفي حتى تنفره وتسد أبواب مشاعره، وأنانية ومتطلبه أكثر مما ينبغي.

لم يشعر يوماً بتعلقي بالأطفال وحبي لهم، كم صرخت في وجهه حرمتني من أشياء كثيرة من حقي أن أشعر بها والآن تحرمني من أمومتي وأنا قادرة عليها، لم يحاول ولا مرة أن يرضيني ويتنازل عن دهون جسمه من أجل طفل يضمه إلى صدره.

الشق أوسع
توسع الشق بيننا أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، وبدأت انسحب من غرفته أولاً لأنام في الصالة، ثم اتغيب عن شقته أياماً لأبيت في بيت أهلي، ليشعر بحاجته إليّ ويلين في تنفيذ ما أرغب، وكم تدخل أبي في حل الموضوع عندما وصلته أخبار مشكلة ابن أخيه الزوجية ودّياً، وعرض عليه طرقاً لإنقاص وزنه؛ كإجراء عملية تكميم المعدة المجانية من الدولة أو أي طريقة هو يرغب فيها فقط لإنجاح زواجه.

لكنه لا يسمع لأحدٍ ولا يُوّد أن يسمع، فلا أبي قادر على أن يقول لابن أخيه سرّح ابنتي سراحاً جميلاً، ولا هو قادر على أن يخطو خطوة واحدة ويضحي من أجل إنجاح زواجه. الحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة، طالما هو لا يملك ـ أصلاً ـ إرادة جسدية ونفسية لإجراء أي تعديل على نظامه الغذائي، أو نمط حياته وسلوكه الرياضي..

فما بقى إلا أن أخلعه بنفسي لتنتهي مشكلتي معه.. كفى 14 عاماً مُهدرة من حياتي وشبابي.

‫5 تعليقات

  1. شكرًا صبرة .. لسان هذه المقهورة يحكي عن قهر العديدات من بنات المجتمع بتعدد الامراض و المشاكل الصحية التي يحملها الرجا. لو كانت القصة بالعكس لكان صوت العقل هو الغالب للرجل باما الزواج من زوجة ثانية و تطليق هذه الزوجة التي لا ترغب بالاستماع

    اما لأن البائح بالشكوى بنت ، فالردود ستكون من شاكلة : وش تبغينا نسوي لك ؟ احترمي خصوصية عائلتك و لاتنشري تفاصيلك في النت ، الخ

  2. عندكا قرأت بداية القصة كانت عندي الكثير من الملامةعليك، وعندما تعمقت في كلامك، وانهيت قراءة مشكلتك، عذرت، وتعاطفت كثيراً مع مشكلتك، إذا كان تسلسل الأحداث يمشي كما تفضلتي في طرحك، فـ عداك العيب.

    الحل ان شاء الله يكون في اتخاد خطوة جادة، فأما الأنفصال دافع الضرر -وهذا مقبول قانوناً وشرعاً- أو اجراء عملية تكميم لان زوجك للأسف لن يستطيع انزال وزنه وهو في هذا العمر وبهذه الروح الانهزامية أمام الأكل.

    تحركي بمعونة والديك، فالعمر يمر سريع، وانت على عتبات الأربعين،
    كان الله في عونك

  3. و لا تنسوا الفضل بينكم …هذا انتهاك لمساحة و خصوصية الطرف الاخر .
    لا يوجد زواج بالاجبار كان باستطاعتك الرفض وقت عقد القرآن
    حتما كان لك رغبه بالارتباط و لك اسبابك في ذلك الوقت و لا داعي للتقليل من زوجك بهذا الاسلوب ..و كما يمكنك الانفصال بدون طرح مشكلتك الشخصيه

  4. كان الله في عونك . تقبلتي وصبرتي ونصحتي وتنازلتي عن أمور كثيرة تدل على معدنك وتربيتك الأصيلة . فصبرأ جميلا وبالله المستعان .. اعتقد بانك طرحتي المشكلة والحلول ولست بحاجة لأكثر .. أستفزفتي كل الحلول .. ونسأل الله لزوجك الرشد والهداية والعوض الجميل لك في صبرك وأيامك .. كلنا أمل في ان الحظ سيحالفك يوما ما

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×