صفوى.. حلّ فوري لمشكلة مواطن لم تحصل والدته المسنّة على “الرعاية المنزلية” 6343 زيارة نفذها المستشفى العام لـ 329 مريضاً في عام واحد

صفوى: أمل سعيد

أصبوحة توعية وتثقيف ونقاشات وعرض إنجازات في مستشفى صفوى، حول أداء المستشفى في الرعاية الصحية المنزلية. المتحدثون متخصصون والحضور نخبة من المجتمع ومستفيدون من عامة المجتمع.

قسم خاص يرعى 329 مريضاً، ويُجرى سنوياً 6343 زيارة منزلية، في خدمة بدأت منذ 10 سنوات. وجاءت الأصبوحة الصحية لتحريك انتباه الناس إلى الخدمة المجانية التي تقدمها الدولة، وإلى الطرق التي تُمكّنهم من الاستفادة منها، لمساعدة كبار السن، والمرضى غير القادرين على مراجعة المستشفيات. 

وكان من ثمرة اللقاء حلّ مشكلة مواطن من أم الساهك لم تحصل والدته المقعدة ذات الـ 95 على الخدمة، وإخبار الناس بما يمكنهم عمله من أجل الحصول على الخدمة العظيمة.

بركة البيت

كثير من بيوتنا مُباركة بوجود فرد من فئة كبار السن.. إنهم “برَكة البيت”، كما يُقال في كلام العوام. وبعد عمر من العمل والكدح والتعب والعطاء المتواصل وصلوا إلى مرحلة يحتاجون فيها إلى من يعينهم على قضاء احتياجاتهم الخاصة، وربما الأشد خصوصية.

قد يرزق كبير السن بمن يتولى كافة أموره من أرحامه، وقد يتعثر ذلك لأسباب عديدة بعضها متصل بحالة الشخص نفسه (الصحية والنفسية)، وبعضها يتعلق بأهلية المحيطين به وقدرتهم على توفير العناية به.

لذا أولت حكومة المملكة اهتماماً بالغاً برعاية من لا يستطيعون الوصول إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الصحية لأي سبب كان، وفي مقدمتهم  فئة كبار السن حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لتحسين جودة الحياة، ومن بين تلك المبادرات خدمة الطب المنزلي، التي تشمل كبار السن وفئات أخرى، ولا تزال هذه الخدمة مجهولة لدى الكثير من الناس.

وتحت هذا العنوان وغيره من العناوين؛ أقيم اللقاء صباح اليوم.

وعن التعريف بالطب المنزلي قال الدكتور عدنان الصانع اختصاصي طب أسرة “دخلت الخدمة حيز التنفيذ في مستشفى صفوى قبل 10 سنوات بأعداد بسيطة لكنها نمت بشكل كبير”.

وأكمل “نحن مجموعة من الكوادر الصحية نقدم خدمات شاملة للمرضى الذين يعانون من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية في المستشفيات، وتتنوع هذه الرعاية بين خدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية، كما يوجد لدينا كوادر صحية متدربة على أساسيات تقديم الرعاية الصحية المنزلية”.

أهداف البرنامج

وفي هذا السياق قال الصانع “من أهداف البرنامج:

  •  ١ – تهيئة وتأهيل المريض لاستعادة دوره الوظيفي حسب درجة شدة المرض.
  •  ٢ – تلبية الاحتياجات الدينية والصحية والاجتماعية للمريض وذويه حسب الإمكانات المتاحة.
  • ٣- منع وتقليل حدوث مضاعفات المرض والتي قد تنشأ من عدم المتابعة الدورية للمريض.
  • 4- التقليل من انتقال العدوى للمريض وأسرته عن طريق رعايته في المنزل.
  • ه – نشر الوعي الصحي للمريض وأسرته.
  • ٦- تحقيق رغبة المريض وذويه في بقاء مريضهم في المنزل”.

الفئات المستهدفة

وأوضح الصانع أن الفئات التي تشملها خدمة الطب المنزلي هم

  • الأطفال الذين لديهم أمراض وتشوهات خلقية منذ الولادة.
  • مرضى الأمراض النفسية (البسيطة)، أما أصحاب الأمراض النفسية الذهانية فيحالون إلى مستشفى الأمل.
  • المرضى طريحي الفراش وقرح الفراش ومرضى الجلطات وإصابات الرأس والعمود الفقري.
  • مرضى الأمراض المزمنة والقدم السكرية.
  • كبار السن والأمراض المصاحبة.

ويتكون الكادر الصحي المسؤول عن رعاية المرضى في منازلهم من:

طبيب، واختصاصي اجتماعي ونفسي، ومنسق اتصالات، واختصاصي لكل من التغذية والعلاج التنفسي ومدخل بيانات وسائق.

وقال الصانع أن “خدمات الرعاية التي تجري في منزل المريض هي خدمات متنوعة بين وقائية وعلاجية وتأهيلية وتشمل:

  • الرعاية التمريضية.
  • تقييم السلامة البيئية المنزلية
  • تقييم وإعادة تقييم المريض
  • تقييم العلامات الحيوية
  • إدارة الدواء
  • التطعيم
  • العناية بالجروح
  • جمع عينات للفحوصات”
  • معايير التحويل

وأكد الصانع إمكانية تحويل الأشخاص الذين تنطبق عليهم الشروط والمعايير اللازمة لقبول المرضى عبر:

  • 1 ـ تحويل المريض للطب المنزلي من المستشفى.

وفي هذه النقطة أوضح الصانع أن “المريض المنوم في مستشفى القطيف المركزي يجب أن يحال إلى الرعاية المنزلية بالقطيف لتقييم الحالة ومن ثم يتم توجيهها للطب المنزلي في صفوى. أما المرضى الذين يتعالجون في مستشفيات أخرى يجب تحويلهم عن طريق الطبيب المعالج وإرفاق الخطة العلاجية وتقرير طبي للحالة بالإضافة إلى التحاليل الخاصة بالمريض لمدة 3 شهور”

  • 2- أن يكون من الفئات المستهدفة.
  • 3-موافقة رب الأسرة.
  • 4- وجود مرافق مدرب.
  • 6-أن تكون حالة المريض مستقرة.

واجبات المرضى وذويهم

  • التعامل بشكل ملائم ومحترم مع الفريق الطبي
  • الالتزام في الخطة العلاجية المقدمة للمريض من قبل الطاقم الطبي.
  • في حال حدوث ظرف طارئ للمريض في أوقات الدوام الرسمي او خارجه التوجه مباشرة مع المريض الى أقرب قسم للطوارئ.
  • إلزام ذوي المريض بتخصيص مرافق مع المريض لمساعدته على أداء الأنشطة اليومية (الأكل – الاستحمام – الذهاب لدورة المياه – اللباس).

95 سنة.. ورُفضت

وبعد أن أنهى الدكتور عدنان الصانع محاضرته، استأذن غازي الشايب عضو في جمعة التنمية الأهلية بأم الساهك في الكلام ليعرض مشكلته فقال “ما سمعناه منك طيب ولكن الكلام جميل والواقع مختلف، والدتي عمرها 95 سنة، عندي تقرير من مستشفى راس تنورة رسمي بحالتها وتم رفضها في الرعاية.

وأضاف “طلب مني مستشفى صفوى ضرورة توقيع دكتور الباطنية، وكان الطبيب في إجازته السنوية، ومع أن التقرير موقع من طبيب العظام ومن أكثر من طبيب بالإضافة إلى توقيع مدير المستشفى؛ تم رفض التحويل، هذا ووالدتي عمرها 95 سنة أي من مواليد 1350هـ، ومقعدة، وها أنا من سنتين أحاول ولم يتم قبولها”.

وقد رد عليه الصانع بعد استفساره عن حالة المريضة وأحقيتها في التحويل إلى الطب المنزلي “أعطني رقمك وأنا سأتواصل معك شخصياً لمعرفة أين هي الحلقة المفقودة التي دعت إلى رفض التحويل، ولضمان سلاسة الإجراءات وسرعة تحويلها”.

العلاج الطبيعي

بعد ذلك قدمت اختصاصية العلاج الطبيعي غدير الصادق كلمة عن الرعاية الصحية التي يقدمونها “مرضانا ينقسمون إلى قسمين:

الأول: تأهيل ما بعد العمليات والجلطات، لتحسين الأداء الوظيفي وتكملة العلاج في قسم العلاج الطبيعي في المستشفى.

الثاني: هم المرضى المصابون بالوهن، وهو إما لأسباب صحية أو للتقدم في العمر، وهناك 4 حالات منها يستطيع المريض فيها أن يتحرك ويحتاج فقط إلى مساعدة بسيطة أو مراقبة، والهدف هو المحافظة على الحركة والقوة العضلية وزيادة القدرة الحركية، وتجنب السقوط، وذلك يستدعي سلامة المنزل.

وأضافت “هناك نوع من المصابين بالوهن من يحتاجون مساعدة كاملة من المرافق، إما لكون الحركة قليلة أو معدومة، والهدف هنا هو الحفاظ على المدى الحركي وتعليم المرافق الطريقة الصحيحة لنقل المريض من السرير إلى الكرسي وتجنب قرح الفراش”.

وأضافت الصادق “هناك أدوات ومستلزمات يوفرها الطب المنزلي للمرضى ومنها الأسرة والمراتب الهوائية، المشايات والعكازات بأنواعها، والكرسي المتحرك وكرسي الحمام”.

صحة الفم

ومن جهة أخرى قدمت اختصاصية الأسنان زهراء المرهون شرحاً خاصاً بقسمها قائلة “مؤخراً تم تدشين صحة الأسنان مع الطب المنزلي برعاية تجمع الشرقية الصحي، وتقريباً منذ 3 سنوات، كنا على موعد لزيارة منزلية بمعدل زيارة أسبوعياً، وغطيت خلال هذا العام حوالي 160 زيارة، شملت التثقيف والفحص المبدئي للمريض، وبعض الإجراءات العلاجية البسيطة، ومن منطلق المثل القائل “درهم وقاية خير من قنطار علاج”، يبدأ عملنا مع مرضى الطب المنزلي، أي أن شغلنا وقائي 90% أكثر من كونه علاجياً. ونحن نقدم تثقيفاً لمقدمي الرعاية للمريض وطريقة العناية بفمه وأسنانه، والأدوات التي يحتاجها، ويكون التثقيف مباشراً للمريض إذا كان قادراً على ذلك، وذلك لأهمية صحة الفم فأي خلل في هذه المنطقة يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في صحة الإنسان”.

إنجازات الرعاية المنزلية

وبصورة موجزة أشارت رئيسة التمريض نور المرهون إلى إحصاءات الرعاية الصحية المنزلية:

  • عدد المرضى تحت الخدمة حالياً 329 مريضاً.
  • عدد المرضى الذين تمت إضافتهم هذا العام 128 مريضاً.
  • عدد الزيارات الفعلية خلال هذه السنة 6343 مريضاً.

كما يتم سحب عينات دم للمرضى كل 6 شهور، بالإضافة إلى إعطاء المرضى لقاح الإنفولونزا الموسمية ولقاح الحزام الناري.

وفي نهاية اللقاء تم تكريم جمعية الصفا الخيرية وجمعية العوامية الخيرية لدعمهم ومبادرتهم بالسلة الرمضانية. 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×