“طبعاً طبيعي”.. قصة نجاح كتبتها “أم علي” وأولادها بـ “السمسم” أسرة منتجة حرفياً تعاملت مع متجر إلكتروني ومقاهي ونقاط بيع محلية
القطيف: نور المسلم
غالباً تبدأ المشاريع بفرد واحد من العائلة حتى يحظى بدعم من باقي أفراد أسرته، وأي كان حجم هذا الدعم، إلا أنه عامل مهم وضروري على الصعيدين الشخصي والمهني لصاحب المشروع، وفي حين كان المؤسس للمشروع هو الأب أو الأم لا يمكن للأبناء أن يقفوا في وجه هذا النهر الجاري، دون أن يكون لهم نصيب ودور بارز فيه، ولا شيء يضاهي سعادة الأب أو الأم حينما يرون الأبناء مبادرين ومساعدين على العمل لتطوير المشروع والمساعدة على انتشاره، فضلا عن أن تمام المشروع بهذا الشكل يعطيه عمرا افتراضيا طويلا؛ لأنه لن يقف عند جيل أو جيلين، بل ربما يكون امتدادا وذاكرة لهذه العائلة.
وتجيء حكاية “أم علي” بمشروعها “طبعاً طبيعي” وبشعار “شغل الوالدة كله فايدة” مؤكدة استمرار مشروعها لعشرة أعوام ليس بالأمر العجيب، فكان حجر الأساس الذي شيدت به هذا المشروع والذي جمع بين روح العائلة وصناعة منتجاتها بكل حب.
“أم علي” التي تفردت باختيارها للسمسم كمكون رئيسي في منتجاتها، لم تغفل عن أن تكون بقية المكونات مختارة بما يتوافق مع معايير الغذاء الصحي الطبيعي، وبطبيعة الحال يعد السمسم نوعا من أنواع الحلويات الشرقية المعروفة، إلا أن الطرق المتبعة لإعداده تجعله غير مناسب للجميع؛ مما يؤثر في صحة الجسم لكونه مليئاً بالزيوت والمحليات غير الصحية.
لم تقتصر “أم علي” على نوع واحد من السمسم، بل سعت لمزج ثلاثة أنواع من السمسم الأبيض، البني والأسود يختلف كل منهم عن الآخر بفوائده، وبدأت تجاربها المتعددة بإضافة المكونات الأخرى ليكون المنتج مكتملا، فاستخدمت العسل والعديد من المحليات الطبيعية، حتى وصلت إلى النتائج النهائية باستخدام دبس الإخلاص، دبس القصب، جوز الهند والطحينة.
وبهذا تكون لديها المنتج ذو النكهة الأصلية؛ ومن ثم بدأت تضيف العديد من النكهات حتى وصلت لعشرة نكهات فريدة ومميزة، ولم ينطفئ شغف أم علي تجاه إضافة المزيد لمشروعها، فهذا الشغف كان منطلقا من اهتمامها الأول بنوعية الغذاء الذي تقدمه لعائلتها قبل أن تقوم بهذا المشروع.
مرت “أم علي” بكثير من الصعوبات من بينها توفر المواد الأساسية للمنتجات بشكل دوري، إلا أنها كانت قادرة على تخطي الصعوبات بدعم لا متناهي من قبل العائلة، وشاركت في العديد من الفعاليات والمهرجانات، حتى تتمكن من الوصول إلى الناس وتسهيل عملية انتشار المنتجات وبيعها.
وتسعى إلى تطوير المشروع من المنزل إلى المصنع، إلا أن هذه العملية ما زالت تحتاج إلى الكثير من الوقت، أما في الوقت الحاضر فتقوم ببيع منتجاتها عبر المتجر الإلكتروني وبعض المقاهي ونقاط البيع المحلية وصولا إلى البحرين وسلطنة عمان.
وعبرت “أم علي” عن امتنانها لوجود العائلة والأصدقاء والمعارف والزبائن الدائمين المرافقين لها في رحلتها منذ البداية حتى الآن وبأن وصول منتجاتها للعالمية حلم تسعى لتحقيقه.