شاهد] مشروع تطوير يُصيب قلب القطيف التجاري بـ “شلل نصفي مؤقت” محلات بلا مبيعات على امتداد 2500 متر.. ومطالب بحلول هندسية تجنّبها الخسائر

دعوة لمُلّاك العقارات لتخفيض الإيجارات مؤقتاً رأفة بالخاسرين

شاهد الفيديو

القطيف: جمال أبو الرحي

مشروع تطوير مهم، في شارع حيوي يكاد يكون قلب القطيف التجاري في الوقت الراهن. ويمكن وصفه بأنه هدية نوعية لواجهة مدينة القطيف الجنوبية، بناءً على ما شرحته بلدية المحافظة، في مخطط التطوير.

لكن إغلاق الجزء الجنوبي من شارع القدس، وطريقة التنفيذ، كلّ ذلك وضع ما لا يقل عن 120 محلاً تجارياً في حالة “شلل كامل”..! وشلل نصفي مؤقت في الشارع كاملاً.

مبيعات صفرية، اختفاء للزبائن، بعد توقف حركة المرور الكلي.. حدث ذلك على امتداد 2500 متر من المسار الغربي، وهو أمرٌ سوف يتكرر في حالة بدء العمل في المسار الشرقي..

بعض المحلات لديها بعض الحظ، بوجود مداخل خلفية، فعمد أصحابها إلى استقبال الزبائن من الشارع الموازي الخلفي، لكن أكثرهم ليس لديه هذا الحظ..

“صُبرة” استطلعت المشكلة في هذا التحقيق،،

محل مراتب:

آخر فاتورة يوم 2 ديسمبر

“آخر فاتورة أصدرناها كانت في 2 ديسمبر، وبعدها توقفت المبيعات إلى صفر، ولم نبع أي شيء”..

هذه العبارة قالها مسؤول مبيعات في محل مراتب سليبي، بعد ستة أيام من اغلاق مسار الشارع الغربي. كلّ شيء بدأ فجأة، وعلى امتداد 2500 متر من المسار الغربي للشارع في حي المجيدية؛ توقّف العمل في عشرات المحلات التجارية الواقعة بمحاذاة المسار. وتراجعت المبيعات إلى “صفر”، في بعض المحلات، وإلى 50%، و 70% في محلات أخرى.

ويؤكد مسؤول المبيعات، نفسه، أنهم لم يعلموا شيئًا عن موضوع الإغلاق، بل فوجئوا به، ومنذ يوم الـ 3 من ديسمبر؛ لم يعد بإمكانهم عرض ولا بيع منتجاتهم بسبب أعمال الشارع، وهذا ما أثر بالسلب فيهم وفي أسرهم والعاملين معهم.

الشيوخ:

مطعمي مهدد بالإفلاس

قد يكون هذا المحلّ فرعاً لشركة كبيرة قادرة على امتصاص صدمة التوقف المفاجي. لكن القدرة نفسها غير متوفرة لدى شاب هو عبد المحسن الشيوخ، صاحب مطعم شاورما بايتس الذي لم يمضِ على افتتاحه إلا 6 أشهر، وهو يقول عن نفسه إن المشكلة تهدده بـ “الإفلاس”..

ويقوف “كان من المفترض من بلدية القطيف إخبار أصحاب المحلات قبل شهر من اغلاق الشارع لوجود ترتيبات خاصة بأصحاب المحلات وإعطاء العمالة إجازاتهم السنوية في هذه الفترة التي من الصعب إعطائهم رواتبهم الشهرية لعدم وجود إيرادات كافية”.

ويوضح الشيوخ، “من الأمور التي زادت من معاناتي بدلا من إعطاء العمال إجازات أنني عملت على استقدام أحد العمال من مصر وعندما تمت التأشيرة وحجزت له تذكرة جاء خبر إغلاق شارع القدس ولا أدري الآن كيف أدبر راتب هذا العامل، فلو أخبرتنا البلدية بإغلاق الشارع بفترة كافية لتفادينا الكثير من هذه المعاناة الحالية”.

وقال الشيوخ “أنا الآن معرض للإفلاس وإغلاق المشروع الذي لم يتعدّ افتتاحه 6 أشهر، فدخل المطعم الآن لا يتعدى الـ 150 ريال وفي بعض الأيام 100 ريال والبيع منحصر في الأونلاين”.

وتمنى الشيوخ من أصحاب العقارات التعاون مع أصحاب المحلات وتخفيض أجور المحلات في هذه الفترة أو أن يُعفوا منها حتى لا يضطر أصحاب المحلات للتخلي عن بعض مشاريعهم.

البيك:

لكل مشروع سلبيات وإيجابيات

ميرزا صالح البيك “صاحب مصنع باب البيك للصناعة”؛ فيقول “لكل مشروع سلبيات وإيجابيات، ومن ايجابيات تطوير شارع القدس أنه سيصبح من الشوارع المتكاملة من جميع النواحي، ونشكر الحكومة على اهتمامها الكبير بتخطيط المدن وصيانة الطرق على أفضل وجه”.

أما السلبيات فيقول عنها “البلدية في مشروع تطوير شارع القدس لم تعمل على إيجاد الحلول المناسبة لتقليل الآثار الاقتصادية السلبية في أصحاب المحلات التجارية، وكان بالإمكان تفادي تلك الآثار بإيجاد حلول مناسبة كتجزئة الشارع لمرحلتي عمل، وتهيئة الشارع الخلفي ليقوم بجزء من المهام التي كان يشغلها الشارع الرئيس.

مطليق:

كيف أدفع رواتب 10 موظفين..؟

صادق مطيلق، مسؤول تنفيذ في بيتزا ريم، قال “انخفضت المبيعات في الأسبوع الأول بعد إغلاق الجزء الأيمن من الشارع إلى أقل من النصف، لهذا سوف يكون من الصعب الاستمرار في الإلتزام برواتب الموظفين، وهم 4 كاشيرات سعوديات يصرفن على أنفسهن أو عوائلهن، بالإضافة إلى 6 طباخين، وهؤلاء  لهم رواتب متأخرة منذ جائحة كورونا، ونحن لا ندري كم هي المدة التي سوف نستطيع الإلتزام برواتب الموظفين فيها، ونتمنى ألا نضطر للإستغناء عن أي من الموظفين وخصوصاً السعوديين.

وأضاف “كخطة أولية قمنا بتكثيف العمل على الدعاية والإعلان وهذا بالطبع مكلف جدا لكي يتجه الزبائن للطلب عن طريق التطبيقات الإلكترونية وهي بالطبع أقل بنسبة 50% من المبيعات عن طريق المحل”.

الشاخوري:

مكتبتي بلا زبائن

راجي الشاخوري، صاحب مكتبة بوكيش، يؤكد أن جميع المحلات تأثرت بشكل كبير بسبب الإغلاق الكلي للشارع، موضحاً أن المحلات المواجهة للشارع الخلفي كانت هي الأقل ضررًا من بين المحلات. لكن عدم جاهزية الشارع الخلفي للسير مع عدم إضاءته كان له أثر كثيراً في تفاقم معاناتنا.

رسول:

دخلنا لا يعطي الكهرباء

 بشير رسول، صاحب محل عيون السيف للنظارات، ‏فتحدث عن مشقة وصول الزبائن للمحلات من الشارع الخلفي بسبب الظلام الدامس، ‏وخلال الأيام الأربعة الأولى كان دخلنا صفراً. ‏أما الثلاثة أيام السابقة فكان الدخل اليومي أقل من قيمة استهلاك الكهرباء اليومي.

وقال رسول “كان يجب على البلدية تهيئة الشارع الخلفي للسير والحركة قبل إغلاق شارع القدس حتى تقلل من معاناتنا، مشيرا بأن أحد زبائنه مشى سيراً على قدمية مسافة طويلة ليصل للمحل لإستلام بضاعته لعدم معرفته بموقع المحل من الشارع الخلفي”.

أبو السعود:

نطالب بتمديد العمل إلى 16 ساعة

 

عادل أبو السعود، مدير بيت المهنا للمعدات الطبية، يقول إن هذا “المعرض هو الوحيد الموجود في محافظة القطيف من نوعه، وهو يخدم المرضى وكبار السن وذوي العلاقة”.

يضيف “بعد إغلاق الشارع وجدنا صعوبة سواء في وصولهم إلى المعرض، أو في إيصال احتياجاتهم إلى منازلهم، وبالذات الاسرة الطبية ولوازمها والكراسي الكهربائية والعادية وغيرها من معدات طبية، إما لكبر حجمها، أو لزيادة وزنها مثل الأسرة التي يزيد وزنها أكثر من ١٠٠ كيلو بسبب عدم تمكن وصول السيارات لباب المعرض.

ونأمل من بلدية محافظة القطيف التنسيق مع المقاولين الذين يعملون على تطوير الشارع من أ<ل تقليص المدة المتفق عليها من العمل 8 ساعات إلى ١٦ ساعة أو أكثر يومياً.

آل عبيد:

تخفيض الإيجارات مؤقتاً

مؤيد محمد آل عبيد، المدير التنفيذي لشركة عالم السرير للمراتب تحدث عن نقطتين رئيسيتين: “الأولى، أن اغلاق شارع القدس كان مفاجئأً للجميع، فقد سمعنا عن الإغلاق من مواقع التواصل كبقية الناس”.

يضيف “لو أن البلدية أخبرتنا قبل أعمال تنفيذ المشروع بشهر أو بأسبوعين أقلها لرتبنا أوضاع محلاتنا التجارية وهيأناها من حيث الأبواب الخلفية وكذلك دبرنا أمور عمالنا واعطائهم إجازاتهم السنوية تقليلاً للمصاريف ولعدم وجود أي عمل في هذه الفترة الحرجة”.

وفي النقطة الثانية يطالب آل عبيد أن “يتعاون أصحاب العقارات مع المستأجرين حتى انتهاء مشروع التطوير بخفض الايجار حتى اكتمال الرصف والتطوير”.

ويؤكد آل عبيد أن تطوير شارع القدس مشروع جبار وسوف يضُيف الكثير إلى القطيف، لكن كان من الأفضل تنفيذه بطريقة أفضل من الإغلاق الكلي والمفاجيء.

السيف:

على مجلس مجلس الأعمال أن يتحرك

هشام السيف، نائب رئيس مجلس الأعمال في القطيف السابق، يرى أن هناك حلولاً عديدة على البلدية أن تعمل عليها من أجل فك الإختناق المروري في شارع القدس، ويتلخص الحل فى العمل على أجزاء وفى اتجاه واحد مع فتح منافذ خروج في شارع المستودعات الخلفي حتى تتحقق سيولة المرور أولاً، فهناك تكدس رهيب عند الخروج من جهة مزايا الغذاء وشركة الدهان في شارع الرياض”.

أضاف “ثانيا من العاجل المهم فك الضرر عن أصحاب المحلات التى هجرها الزبائن بسبب صعوبة الوصول اليها حتى أصبحت مبيعاتها لاتتعدى 100 ريال فى اليوم ولاتغطى تكاليف الكهرباء، وهناك من سيغلق محله ويتوقف عن العمل، ولابد أن تتعاون البلدية مع الجميع للصالح  العام”.

وأكد قائلاً “نعلم إن الهدف لصالح القطيف، لكن هناك حلولاً كثيرة يمكن الآخذ بها لتخفيف الضرر على أصحاب المحلات، ولابد أن يتبني مجلس أعمال القطيف المشكلة لحلها مع المسؤولين بشكل عاجل”.

بلدية القطيف:

بدورها تواصلت “صُبرة” مع بلدية محافظة القطيف، يوم الأربعاء 6 ديسمبر الجاري، لاستيضاح الأمر من جهتها، وذلك عبر الرسالة التالية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

تواصل مع الصحيفة بعض أصحاب المحلات التجارية الواقعة في شارع القدس، حي المجيدية.

وواقع الأمر هو أن لديهم استياءً شديداً من إغلاق المسار الغربي كلّياً.. وهو الأمر الذي تسبب لهم بأضرار مباشرة،

نأمل التفضل بإيضاح ما لدى البلدية من إفادة حول الآتي:
1 ـ هل هناك إمكانية لتنفيذ المشروع جزءاً جزءاً، وفتح مسار جزئي لحركة السيارات لتغذية الشارع بالحركة ومن ثم تردد الناس على المحلات بشكل أفضل من الواقع الحالي..؟
2 ـ كم مدة تنفيذ المشروع؟
3 ـ هل هناك طمأنة لهم؟ خاصة أن بعضهم قال إن مبيعاته اليومية انخفض إلى مستويات خطرة جداً.

مع خالص الشكر وعميق التقدير.

ومساء البارحة؛ ورد إيضاح البلدية،  وفيما يلي نصه:

بلدية محافظة القطيف تعمل على تنفيذ حزمة من المشاريع التنموية للمحافظة ضمن استراتيجيتها التطويرية لأعمال أنسنة المدن وجودة الحياة.
ومنها شارع القدس باعمال شبكة تصريف مياه الأمطار ومسار للدراجات ومضمار مشي
واعمال الإنارة التشجير
وروعيت انسيابية الحركة المرورية باتاحة طرق بديلة للمتجهين للجنوب باتجاه الدمام (طريق الخليج – طريق الملك عبدالعزيز).

وكذلك استخدام الشارع الموازي لشارع القدس (حي المستودعات) لقاصدي المحلات التجارية.

محلات بلا زبائن

المحلات المحظوظة لها مداخل من الخلف