99% من حوادث المرور سببها البشر.. والحل في الذكاء الاصطناعي في الجلسة الأولى بملتقى السلامة المرورية السادس
الدمام: صُبرة
أكد الباحث في جامعة كولومبيا البريطانية بكندا طارق السيد، أن إجمالي وفيات الطرق يتجاوز 5 مليون شخص سنوياً في مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن أرقام الوفيات المرتفعة تستدعي البحث عن الأسباب، و العمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخفض الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية.
تقليل وفيات الحوادث
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى بملتقى السلامة المرورية السادس، تحت عنوان “نحو شبكة طرق أكثر أماناً”، حيث قال أن “المسؤولية كبيرة على الجهات المتخصصة للبحث في أسباب الوفيات المستمرة جراء الحوادث المرورية، مشيرًا إلى أن الدراسات توضح تراجع إجمالي وفيات الحوادث المرورية خلال العقد الأخير في البلدان الاوروبية، لافتاً إلى أن إجمالي الوفيات الناجمة عن إساءة استخدام الطرق بالطرق السليمة يتجاوز 1,3 مليون نسمة، مؤكداً في الوقت نفسه، أن الحوادث المرورية تسببت في زيادة الوفيات بنسبة 20% بالولايات المتحدة خلال 2020.
وطالب السيد، بضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقليل إجمالي وفيات الحوادث المرورية من خلال استخدام الإجراءات الوقائية، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تحليل طرق السلامة المرورية بشكل منفرد عوضاً من التحليل بشكل عام، من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، عبر التوسع في تقنيات الاتصالات و الدعم الفني، مما يسهم في الحصول على النتائج الدقيقة و القدرة على التنبؤ قبل وقوع الحوادث المرورية.
وذكر السيد، أن البيانات الضخمة تساعد على إدارة السلامة المرورية بشكل مباشر، من خلال تحليل كافة البيانات المتوافرة للحوادث خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي يعطي معلومات دقيقة لتفادي المخاطر في المرحلة القادمة، لافتاً إلى أن تكنولوجيا ( القيادة الذاتية ) تقوم بجمع البيانات المستخدمة على مسافة 50 متراً حول المركبة نفسها، الأمر الذي يسهم في توفير بيانات ضخمة قادرة على رفع مستوى السلامة المرورية.
الذكاء الاصطناعي والحل
بدوره أوضح البرفسور فريد مانويل بجامعة فلوريدا الأمريكية، أن المسببات البشرية عنصر أساسي في الحوادث المرورية، خصوصاً مع صعوبة التنبؤ بالسلوكيات البشرية في الطرق اثناء القيادة، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في حل المشاكل و المساعدة في اتخاذ القرارات، مشدداً على ضرورة النظر في المسببات و العمل على التحليل الإحصائي، مما يسهم في توفير الكثير من البيانات التي تساعد في التنبؤ بالمستقبل، بحيث يفضي إلى تقليص حجم الحوادث المرورية.
وأضاف، أن النماذج الإحصائية تكتسب أهمية بالغة في السلامة المرورية، حيث تسهم في توفير المعلومات، وبالتالي المساعدة في تطوير نماذج قادرة على توظيف الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق، لاسيما أن التحليل الإحصائي يكشف الكثير من الأسباب الناجمة عن الحوادث المرورية، منها سلوك قائد المركبة، و كذلك الظروف المناخية السائدة، مشيراً إلى أن سلوك قائد السيارة في عام 2002 يختلف عن سلوك قائدي السيارات في عام 2023، معتبراً أن التعرف على العوامل المعقدة في سلوك قائدي السيارات يؤدي إلى حل الكثير من المشاكل، وبالتالي الوصول إلى السلامة المرورية، مطالباً بضرورة تصميم أنظمة قادرة على تحديد سلوك قائدي السيارات عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وشدد على أهمية دمج البيانات الضخمة مع الذكاء الاصطناعي للبحث في المسببات عن السلوكيات لدى قائدي السيارات على الطرق.
6 آلاف حالة وفاة سنوياً
من جهة أخرى قال البرفسور أسد خطاب، أن إجمالي وفيات الحوادث المرورية بالمملكة يتجاوز 6 آلاف شخص سنويًا، مضيفاً أن 99% من الحوادث المرورية ناجمة عن أخطاء بشرية، الأمر الذي يستدعي التحرك للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقليص إجمالي الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، مضيفاً أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بنحو 95% قبل وقوع الحوادث المرورية.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس قادراً على معالجة جميع الأمور المتعلقة بالطرق، مثل التعرف على الأشياء بالطرق، لاسيما بالنسبة للسيارات ذاتية القيادة، مضيفاً أن المشاكل في النظر تتسبب في وفاة أكثر من 7.5 آلاف شخص في أمريكا، فيما نحو 70% من الحوادث تحدث في ساعات المساء جراء صعوبة الرؤية أو نتيجة الظروف المناخية.
وشدد على أهمية التحرك لخلق البيئة المثالية لإيجاد الطرق الآمنة والسيارات الآمنة، خصوصًا وأن البشر معرضين على الدوام للحوادث جراء بعض السلوكيات البشرية، داعيًا في الوقت نفسه إلى استخدام البيانات الضخمة في تحليل المشاكل، و العمل علي تعزيز السلامة المرورية، مؤكداً أهمية استخدام النماذج الهجينة لمنع الحوادث على الطرق.
من جهة أخرى أوضح البرفسور بجامعة أثينا الوطنية جورج مانيرنك، أن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر تحليل البيانات عملية أساسية لتحسين التنبؤ بالحوادث المرورية، مضيفاً أن السلامة المرورية من المشاكل المجتمعية على المستوى العالمي، مما يستدعي الكثير من الاستثمارات، لافتاً إلى أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تتوافر فيها الكثير من الفرص الاستثمارية في مجال السلامة المرورية، مؤكداً أن البيانات الضخمة تأتي من المركبات ذاتية القيادية و قائدي السيارات المحترفين و الخرائط الرقمية، الأمر الذي يسهم في معالجة الكثير من المشاكل المتعلقة بالسلامة المرورية.
وأضاف أن أحد المشاكل الحقيقية تتمثل في إساءة استخدام البيانات الضخمة لدى أصحاب النيات السيئة، مما يستدعي إدارة البيانات بطريقة صحيحة لتفادي استغلالها بأساليب غير سليمة، معتبراً أن البيانات الضخمة فرصة جيدة لوضع تصنيفات متعددة و فئات مختلفة، بهدف الاستفادة منها لتحسين السلامة المرورية على الطرق و غيرها من الطرق غير التقليدية، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على مراقبة قائد السيارة عبر استخدام أجهزة الاستشعار لقياس السلوكيات، مما يسهم في توفير بيانات بالغة الأهمية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي و البيانات الضخمة يساوي السلامة المرورية، فالاعتماد على البيانات الضخمة دون الاستفادة من الذكاء الاصطناعي و بدون دراسة دقيقة، يسهم في إعطاء معلومات انحيازية إيجابية.