بين يوم الرجل العالمي ويوم التسامح العالمي
عبدالله حسين اليوسف
شعار هذه السنة ليوم الرجل العالمي 19/ 11/ 2023 م
لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عن أموال الناس، والتجاوز عنهم.
أما يوم التسامح العالمي 16/ 11/ 2023 م
الذي يأتي كما يقول الشاعر طرفة بن العبد:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
الفقرة الأولى: من الشعار ليوم الرجل العالمي.
(لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عن أموال الناس)
عندما يكون الرجل عفيفا عن أموال الناس لا ينظر الى مال الغير ويستحقر ما لديه حتى لا يقع فريسة سهلة إلى من هب ودب، وإلى قراصنة سلب المال ويتبع كل شاردة وواردة من تخفيضات وتسهيلات وعروض واهية ليس لها حقيقة، إنها مجرد فخ وشبكة صيد كبيرة من أصحاب النفوس المريضة، أو يستهلك ما في رصيده ويستخدم البطاقات الائتمانية في غير محلها، أو يطلب القرض أو السلف ويتحدث مع الآخرين أنه يمر بضائقة مالية. نعم لابد الاعتراف أن هناك من يمر بحالات يحتاج فيها الى مساعدة كشراء بيت أو حادث مروري أو فقد عزيز أو غيرها وهنا يبين معدن الرجال في الصدق والأمانة، وحتى لا يسلب الخير من معدن الرجال لابد أن يكون هناك صدق في الطلب ومن يقدم المساعدة يرى أثر ذلك على الشخص بالأسلوب الذي لا يقع فيه حرج أو أي مساءلة قانونية والحذر من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو تبادل المعلومات البنكية من خلال أشخاص مجهولة أو من يصطاد في الماء العكر
أما الفقرة الثانية
من الشعار: (التجاوز عنهم)
فهو يذكرني بيوم التسامح العالمي حيث التجاوز عن أخيك أو أي شخص آخر حدث لك معه موقف ما، مثل: في الطريق أثناء قيادة السيارة كأن يتجاوز من اليمين أو اليسار أو مضايقتك أو التعامل معه في مراجعة الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والخاصة أو يتجاوز عليك في المجالس العامة مثل سلب حقك، في الكلام أو يحاول أن يصادر رأيك في قضية ما أو يتدخل في كل شاردة وواردة في حياتك حتى يقوم بالسؤال وإحراجك أمام الناس وبعد ذلك تحاول أن تبرر له أو تطلب منه عدم التدخل فلا يستجيب لك ويرفض أن يتحدث معك
ولنا في حديث الرسول الأعظم (ص)
درس كبير وخطة طريق: “احمل أخاك المؤمن على سبعين محملا من الخير”.
وكلما تحاول مع بعض الأشخاص يزداد طغيانا ولا يفهم ويقدر ذلك. لكن علينا زراعة الخير ربما تثمر يوما ما من أجل حياة أكثر إشراقا وسعادة.
وفي الدعاء الموروث عن الإمام زين العابدين (ع) في دُعائه يَوْمِ الاثنين
“وَأَسْأَلُكَ فى مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدي، فَاَيَّما عَبْد مِنْ عَبيدِكَ اَوْ اَمَة مِنْ اِمائِكَ كانَتْ لَهُ قِبَلي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها اِيّاهُ، في نَفْسِهِ اَوْ في عِرْضِهِ اَوْ في مالِهِ، اَوْ في اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، اَوْ غيبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها، اَوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ اَوْ هَوىً، اَوْ اَنَفَة اَوْ حَمِيَّة اَوْ رِياء اَوْ عَصَبِيَّة. غائِباً كانَ اَوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ اَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدى وَضاقَ وُسْعى عَنْ رَدِّها اِلَيْهِ وَاْلتَحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ، وَهِىَ مُسْتَجيبَةٌ لِمَشِيَّتِهِ وَمُسْرِعَةٌ اِلى اِرادَتِهِ اَنْ تُصَلِيَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تُرْضِيَهُ عَنّي بِما شِئْتْ، وَتَهَبَ لي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، اِنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ وَلا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.”
وكما قيل من حكمة في حق الإخوان:
كذب سمعك وبصرك عن أخيك.
وهل نحن نعي ذلك ونوطن النفس والروح لتقبل ذلك. ولكن علينا المحاولة، وبذل الجهد. وكما يقال: “وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي”.
وكما ورد في يوم الثلاثاء:
“اللَّهُمَّ اجْعَلْ غَفْلَةَ النَّاسِ لَنَا ذِكْرَاً، وَاجْعَلْ ذِكْرَهُمْ لَنَا شُكْراً، وَاجْعَلْ صَالِحَ مَا نَقُولُ بِأَلْسِنَتِنَا نِيَّةٌ فِي قُلُوبِنَا.”
وكما قال أيضا الشاعر طرفة بن العبد.
الخَيرُ خَيرٌ وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ
وَالشَرُّ أَخبَثُ ما أَوعَيتَ مِن زادِ
أو كما قال:
فَيا لَكَ مِن ذي حاجَةٍ حيلَ دونَها
وَما كُلُّ ما يَهوى اِمرُؤٌ هُوَ نائِلُه
ويحتفل هذا العام بهذا الشاعر على مستوى محافظة الأحساء الحبيبة هوية وانتماء وعذوبة وحكمة من أبيات
تحتاج التأمل والتوقف عندها.