“امْنبّهْ على رزْقَهْ” فعلاً.. “حسين” نام مطلوباً بـ 67 ألف ريال وصحا بريء الذمة محسنون في منصة "إحسان" سدّدوا عنه وأنهوا إيقاف الخدمات والمنع من السفر

صفوى: أمل سعيد

تمامًا؛ كما يقولون في القطيف “امْنبّهْ على رزقه”، قاصدين أن الإنسان يستيقظ صباحاً؛ ليجد رزقاً نازلاً عليه من السماء من دون أن يدري، أو يتوقعه، أو حتى يسعى إليه..!

وهذا عين ما حدث لشاب من مدينة صفوى اسمه “حسين ـ ع ـ ت” صباح أمس، إلى حد قوله عما حدث  “كان كالحلم”. فقد بات الليلة السابقة وهو “مديون” لأحد البنوك بمبلغ 67 ألف ريال. ولهذا السبب تمّ إيقاف خدماته، ومُنع من السفر، لسنوات طويلة. لكنّه أصبح أمس الخميس مقضيّ الدين وحلت جميع أموره، وهو لا يعلم شيئاً..!

بحسب القصة التي سردها “حسين” لـ “صُبرة”؛ فإن قصة الدين تعود إلى ما قبل 15 سنة.. الشاب سعودي يقيم في مدينة صفوى..

يقول “كنت أعمل في شركة خاصة براتب لا يتجاوز 3 آلاف ريال، وكأي شاب مُقبل على الزواج كان مطلوباً مني تأمين تكلفة الزواج التي فاقت الميزانية المرصودة عندي، فاضطررت للحصول على تمويل شخصي من أحد البنوك، وكان المبلغ المطلوب 60 ألف ريال”.

يكمل “نزل مبلغ التمويل في حسابي. وذات يوم ذهبت لصراف بنك آخر لأسحب 5 آلاف ريال، وقد خرجت الأوراق النقدية من الآلة، وما كدت أسحب البطاقة لأخذ المال حتى ابتلعت الصرافة النقود وأعادتها إلى داخلها مرة أخرى”.

ثم “عدت إلى منزلي ومن فوري اتصلت بالبنك الذي منحني التمويل الشخصي وحكيت للموظف ما حدث، وكل ظني أن المسألة سهلة بإجراء بسيط يعيد الأمور إلى نصابها. لكن الموظف وحتى قبل أن يبدي أسفه قال “يظهر عندي في الشاشة أنك فعلاً سحبت المبلغ”.. فحلفت له أني لم آخذ ورقة واحدة، لكنه قال بشكل قاطع “لا نستطيع فعل شيء لك، حل مشكلتك مع البنك صاحب جهاز الصرف”.

يضيف حسين “لم يكن في مدينتي وقتها فرع لذلك البنك صاحب الصرافة فذهبت في اليوم الثاني لفرعه في مدينة أخرى، وأعدت الحكاية على المسؤول عن مثل هذه الشكاوى، وقلت له ما دار بيني وبين موظف البنك الآخر، وبكل برود أجابني بجواب مشابه “لا نستطيع فعل شيء لك، مشكلتك ليست معنا، بل مع البنك صاحب المال”.

أخماس بأسداس

احتار حسين في أمره ولم يعرف ما الإجراء المناسب الذي يجب عليه أن يأخذه، لكنه لم يترك سبيلا إلا وسار فيه.. يقول “لم أعرف كيف أحل المشكلة وصرت أضرب أخماساً بأسداس، وأصبحت كالبندول المعلق بين نقطتين، فبينا أنا في هذا البنك أحاول معهم حتى أكون في البنك الآخر لعل وعسى يتغير شيء أو يجد في الأمور أمور، لكن كل التعب والمحاولات ذهبت أدراج الرياح”.

يضيف “بعد أن تزوجت زادت تكاليف الحياة ومتطلباتها، والحقيقة، أيضاً، أن ما فعله البنك معي جعلني ساخطاً جداً، فقررت معاملة البنك بالمثل، وتجاهلته تماما”.

يكمل حسين “مضت السنوات، والمسؤوليات تتزايد، والأمور تصبح أصعب، وطوال هذه الفترة لم أتصل بالبنك ولم يتصل بي منهم أحد. ولكن ما حدث قبل سنتين غيّر كل شيء، فكنت عائداً مع عائلتي من البحرين وبعد أن اجتزنا بوابة الدخول وصلتني رسالة على SMS مفادها لقد صدر أمر بإيقاف جميع خدماتك ومنعك من السفر.. صُدمت من الرسالة، فلم يخطر ببالي قضية البنك، وحين دخلت حسابي في “أبشر” عرفت أن أمر الإيقاف بسبب عدم تسديدي أقساط التمويل الشخصي”.

رسالة الفرج

يقول حسين “كان الوضع صعباً قبل 15 سنة فكيف سيكون اليوم مع تضخم الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة، في مقابل زيادة طفيفة في الرواتب، ومع أن إيقاف الخدمات ضيّق عليّ عيشي، وصعّب إدارة الحياة، إلا أنني كما تركت الأمور تسير سابقاً تركتها لتسير كما يشاء الله”، يكمل حسين بفرح “لكن ما حدث أمس الخميس كان أشبه بالحلم، فقد وصلتني رسالة على جوالي يقول نصها:

تيسرت بحمد الله..

نبشرك بأن المحسنين في منصة إحسان قد ساهموا في سداد فاتورتك رقم ****، في خدمة تيسرت – التنفيذ القضائي بمبلغ 67955 ريال

إحسان”

يقول حسين “عندما قرأت المبلغ فوراً تذكرت قرض 60 ألف قبل 15 سنة لكن كيف يكون ذلك؟، فأنا لم أرفع معاملة لمنصة “إحسان” ولا أحد يعلم بعُسري إلا الله وعدد بسيط من المقربين مني.

بقيت الأسئلة تلح والأمل يكبر، مع خوف من أن تكون رسالة احتيال مما ينتشر هذه الفترة، فاتصلت بمحام أعرفه وسردت له ما حدث فقال: تستطيع ببساطة التأكد من ذلك، ادخل حسابك في “أبشر” وتأكد من رفع إيقاف الخدمات، أو اتصل بالبنك واستفسر عن مديونيتك”.

يكمل “ومن فوري اتصلت بالبنك وأجابوني بأنه تم سداد المبلغ، ولزيادة التأكيد دخلت حسابي في البنك وقمت بتحويل مبلغ مالي صغير لابن أخي، فاتصل بي في نفس اللحظة مندهشاً: ها خال وصلني تحويل من حسابك؟!

عندها أيقنت بأن الحلم أصبح حقيقة، وأن الحال الذي نمت عليه ليس هو الحال الذي استيقظت فيه”.

منصة إحسان

يقول حسين “وبدافع الفضول دخلت منصة “إحسان” وأدهشني تنظيم المنصة وتعدد فروعها وكثرة المحسنين، فمن التبرع لبيوت الله إلى سداد فواتير الكهرباء إلى دعم الأسر المنتجة والكثير الكثير من أوجه الخير”

إحسان في أرقام

  • إجمالي التبرعات: 4713044958
  • عدد المستفيدين من البرامج الخيرية والتنموية: 4978265
  • عدد عمليات التبرع: 91335482

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×