القطيف تعود إلى الخوص والسفن والمكرميات والفخار الواجهة البحرية معرضاً للأسر المنتجة 5 أيام
القطيف: أمل سعيد
افتُتح مهرجان الأسر المنتجة، على الواجهة البحرية في القطيف، عصر اليوم الخميس، ولكنه كان افتتاحاً وجلاً من تقلبات الطقس، فبعد أن أعد القائمون المكان لاستقبال الضيوف والزوار، كان للرياح والأمطار كلمة أخرى، جميع الأركان الخارجية تدثرت بخمار الحماية عن المطر، واكتفى المنظمون بافتتاح الخيمة الرئيسية.
وبالرغم من سوء الأحوال الجوية بالنسبة إلى فعاليات تقام في سماء مفتوحة إلا أن الحضور كان جيداً ومتفاعلاً مع ما احتشد أمام عينيه من أركان قاربت على 40 ركناً.
وافتتح المهرجان، الذي يستمر لمدة 5 أيام، نائب المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالشرقية المهندس خالد الحمادي.
وعن الغاية من إقامة المهرجان قال المنسق والمشرف العام المهندس محمد الرشيدي، أن المهرجان يستهدف توفير فرص تسويقية للأسر المنتجة، وتعريفهم بالدعم المقدم من ريف السعودية، وكيفية التقديم وشرح آلية البرنامج وتوضيح المستحقين للدعم.
وأضاف الرشيدي “هناك 38 ركناً مشاركاً في المهرجان بالإضافة إلى الأركان خارجية”، أما الجهات الحكومية المشاركة فتمثلت في وزارة الصحة، والضمان الاجتماعي بالقطيف، وصندوق التنمية الزراعية بالقطيف، والتنمية الاجتماعية”.
وفي جولة لـ”صُبرة” في الخيمة الرئيسية أوقفتها الحرف الناطقة لتترك الحديث لأصحابها، ومن بينها نحت الأخشاب وتشكيلها، قال مصطفى الحمران “أنا هاوي للأخشاب بشكل عام وأعمل على تشكيل الأخشاب الطبيعية، أقوم بتصنيع الصواني والمباخر والتحف، وأمارس هذه الهواية منذ أكثر من 12 عاماً، وهذا هو ثالث مهرجان أشارك فيه وألاحظ إقبالاً كبيراً على المنتجات في هذا المهرجان”، وأضاف “عندما ابتدأت هذه الحرفة لم تكن مطروقة بشكل كبير، لكن اليوم، الكثير من الشباب وحتى الفتيات أيضاً يمارسن هذه الهواية”.
وفي زاوية من زوايا الخيمة كانت ترسو سفن القلاف، حاملة تفاصيل تاريخ أفل، وفي لحظات زهو بإرث الآباء قال القلاف لقد “ورثت هذه الحرفة عن والدي، ولم تكن هي الحرفة الوحيدة التي يجيدها رحمه الله، لكنه بدل أن يورثنا المال أورثنا عدة حرف تقاسمتها وأخوتي، فإلى جانب صناعة السفن كانت حرفة صناعة شباك الصيد بمختلف أنواعها، وصناعة القراقير أيضاً”.
وأكمل “أعمل في هذه الحرفة منذ 40 عاماً، وقد شاركت في 5 مهرجانات معظمها في القطيف والدمام، كما شاركت في مهرجان لأرامكو عندما كنت موظفاً فيها كقائد سفينة” وبالنسبة للإقبال على منتجاته ومنحوتاته أشار القلاف إلى أنه “قليل جداً، وهذا يرجع لاهتمامات الناس وتقيمهم للسلعة المعروضة، فليس الجميع على دراية وفهم بقيمة التحف، والشخص لا يشتري شيئاً لا يعرف قيمته”، وتابع ضاحكاً “إذا قدم لي شخص طير شاهين بـ 400 ألف ريال وطلب مني تربيته لن أستطيع قبوله بهذا المبلغ لأنني لا أعرف ماذا أفعل به، ولا أرى أنه يستحق ذلك، ببساطة لأني لا أعرف قيمة هذا الطير”.
وأضاف “أفضل صديق لي هو الخشب، يفهمني وأفهمه، لقد خصصت لنفسي ورشة صغيرة في ديوانيتي أجلس فيها وأمارس حرفتي، فبعد أن كنت أعمل قائد سفينة في شركة أرامكو طوال 21 عاماً، استقلت، ثم عملت فني تابع لحرس الحدود، واليوم بعد أن تفرغت من العمل تماماً، تملأ هذه الهواية وقتي، وتأخذني إلى عالم أحبه”.
وفي جهة أخرى تقف الحرفية في إعادة تدوير الورق، ماجدة آل أمان أمام منتوجاتها “أعمل على إعادة تدوير الورق وتحويله إلى فخاريات، ولا يقتصر عملي على نوع معين من الورق، فكل ما نراه من أوراق قد تكون صالحة للشغل، فورق الطباعة وورق الكرتون، وحتى ورق البيض كلها أوراق تنفع في إنتاج الجمال” وأضافت “يتم العمل على مراحل منها غسل الورق وبعض الأنواع يحتاج للخلط والعجن، وممكن أن تأخذ مني قطعة واحدة شهر كامل من العمل، لأنها تتم عن طريق أجزاء ثم أقوم بتجميعها”.
كما استعرضت الحرفية ضحى أخضر أعمالها ضمن فن المكرميات أو فن العقدة قائلة “كل المعروضات صناعة يدوية بالقطن الطبيعي، أقوم بصنع ميداليات وقواعد أكواب، وكذلك المعلقات الجدارية التي أستخدم فيها الأخشاب أو الجذوع”.
وأضافت “بعض الأعمال تستغرق أسابيع، مثل الأرجوحة التي أستخدم فيها 3 كيلو قطن وتتحمل 100 كيلو وزن، ويوجد الميداليات التي تأخذ ساعة عمل، كل ذلك يعود إلى نوع الغرزة ونوع الخيط”.
وتابعت ضحى “قمت بتدريب 290 متدرب ومتدربة، لأنه فن البحارة وفن العقد البحرية، كما دربت عدد من ذوي الإعاقة وكذلك مستفيدي الجمعيات الخيرية”.
جدير بالذكر أن المهرجان يستهدف التعريف ببرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة ”ريف السعودية“، ويهدف إلى تحسين القطاع الزراعي الريفي، ورفع مستوى معيشة صغار المزارعين، وزيادة الكفاءة والإنتاجية، وتحسين نمط الحياة.
عنوان الخبر مو مناسب
القطيف تعود؟؟
هذه الأشياء ما اندثرة من القطيف لكي تعود