في صفوى.. “خارج” يصارع أمواج التجارة الإلكترونية ممرات أقدم أسواق المدينة الشعبية خالية من الزبائن
صفوى: بتول العالي، ريما الدرازي
سوق الحب.. سوق العرايس.. سوق خارج.. تعدّدت الأسماء والمكان واحد. إنه المركز التجاري الأول في مدينة صفوى، بدكاكينه العتيقة وباعته المحافظين على بضائعهم المألوفة. ربما تعود قصته إلى 60 سنة مضت، وهو ما جعله جزءاً مهمّاً من ذاكرة المدينة وسكانها، وتجارتها اليومية.
خلال كلّ هذه العقود تحوّلت صفوى كلها ـ تقريباً ـ إلى سوق مفتوح من خلال الشوارع التجارية التي امتلأت بالمتاجر والمطاعم والأعمال. لكنّ “خارج” بقيَ محور المركز التجاري، تحيط به شوارع تجارية أخرى، وتنشط داخله محلّات عمر بعضها بعمر السوق نفسه.
لماذا خارج..؟
جاءت كلمة “خارج” من كون منطقة السوق “خارج” صفوى القديمة التي كانت مسوّرة، وأصغر مما تبدو عليه المدينة المترامية في أطرافها حالياً. قبل زمن السوق كان هناك “داخل” المسوّرة، و “خارج” المسورة.
فاض عدد السكان، وبدأوا “يخرجون” من القرية المسوّرة، ومن بين المناطق التي خرجوا إليها المنطقة الغربية المحاذية للسوق، فصارت “خارج” سوقاً مع الزمن.
صار “خارج” سوقاً بالصدفة، فلم يتم تخطيط المنطقة لتكون منطقة تجارية، هي في الأصل سكنية، كان فيها ـ بحسب كبار في السن ـ خباز صغير، ثم بدأ بعض سكان صفوى “القرية” يفتحون دكاكين صغيرة.
وبعد افتتاح ثاني مدرسة في صفوى المعروفة بـ ” المدرسة الصغيرة”؛ تمّ افتتاح “بوفية”. وفي الجهة الغربية كان يوجد المبنى الأول لمحكمة صفوى قبل نقلها إلى شارع الإمام علي لاحقاً.
أخذ “خارج” يتطوّر عمرانياً مع الزمن، وبدأ الأهالي يهتمون بفرص المحلات الموجودة أسفل المباني السكنية. وهكذا تزايدت المحلات في المكان السكني الذي أصبحت كلّ الأدوار السفلية في مبانيه الموجودة محلاتٍ ودكاكين ومتاجر.
ولاء.. ولكن
استمرار السوق يُشير إلى “ولاء” سكان المدينة لسوقهم القديم.. فما هي الاختلافات التي حدثت..؟ وهل تأثرت قوته وقلّت أهميته..؟
تصطفّ في السوق محلات ذهب ومجوهرات، بينها محل “عجائب الذهب” الذي أكد العاملون فيه أن السوق قوي جداً، وبالذات في مواسم الأعياد، ولا يشهد ركوداً إلا في مواسم معينة نتيجة للمناسبات الدينية الحزينة.
وبما أن الذهب يحمل قيمة سوقية وربحية عالية كان لا بد من حماية ومراقبة المحل؛ فقد كان في السوق عسس قديماً. أما الآن فإن كاميرات المراقبة تؤدي دور الحراسة.
في السوق مبنى بمثابة مجمع تجاري متكامل بأقسام مختلفة؛ فكان يوفر الملابس الراقية المستوردة والعطور والكاميرات وغيرها. ويسمى بمعرض “بيزة” وهو مكون من أربعة طوابق يعمل فيه ٢٢ موظفاً. وقد تأسس على شراكة استمرت مدة ٢٧ سنة بين مساهمين. أما الآن فقد ماتت هذه الشراكة وتم فتح محلات متفرقة بنشاطات مختلفة.
هل مات السوق..؟
وعند العودة لسؤالنا: هل ضعفت قوة السوق وقلّت أهميته؟ يجيبنا هيثم الصالح صاحب مكتبة “افتح يا سمسم”.. وقد قال “بالتأكيد السوق لم تمت بل حال السوق الآن مقارنة بالماضي أفضل بكثير” وأشار أن السبب الرئيس هو “متابعة رغبات الزبائن وتوفير جميع الاحتياجات التي يرغبون فيها بالإضافة الى توفير بضاعة مميزة ونظيفة”.
وعندما وجهنا السؤال نفسه إلى أحمد علي آل فاران في محله المعروف بـ “علي لطيف” قال “خارج لم يمت لكن يحتاج الى أشخاص أكفاء”.
ركود متقطع
ما استنتجناه هو وجود بعض فترات الركود، بين مد وجزر في السوق الذي يتأثر بظروف البلد. وقد كانت فترة الركود والخسارة الكبيرة للغالبية العظمى في خارج في جائحة “كورونا ” التي دمرت الكثير.
هناك محلات توقفت لأكثر من 50 يوماً توقفاً تاماً، وأثناء الجائحة برزت المتاجر الإلكترونية التي أدخلت نمطاً جديداً في التسوق. ثم انتهت الجائحة، لكن التسوق الإلكتروني ماضٍ في انتعاشه بين الناس.
وما تزال آثارها حية إلى اليوم، فالزبون اليوم يتكاسل عن الخروج من منزله بوجود بدائل تعودها منذ الجائحة. وهناك أيضاً منافسة من سوق أقدم، مثل سوق السبت وسوق الخميس. وأشار بعض الباعة إلى أن قيادة المرأة للسيارة جعلها تذهب للأسواق خارج صفوى بطريقة أسهل، وهو مما جعلها تعزف عن التسوق في سوق “خارج”.
التجارة الإلكترونية
متطلبات الحياة الآن تغيرت عن المتطلبات القديمة، فعندما كانت الأسرة تكافئ أبناءها ببعض الألعاب مثل “يويو، دوامة، تيل”؛ أصبحت الآن تشتري له أشياء مختلفة غالبا تكون أجهزة الكترونية.
قد صرح بعض التجار بأنهم جددوا بعض منتجاتهم التي كانوا يعتمدون عليها، ففي السابق كان التاجر يبيع الأدوات الهندسية والبهارات في محل واحد، لكن اليوم أصبح يركز على بضاعة سوقية من نفس النوع، كما أن الغالب صرح بأنهم يحاولون جلب بضائع تناسب العصر الجديد ومتطلباته.
مكان جميل وقديم وله ذكريات جميله
سوق خارج من احلى الاسواق تفك ازمه والله
قبل ٤٠ سنه او اقل تقريبا كان السوق زحمه خاص في المناسبات ومع التوسع صار عدد الزباين قليل. اذا رحت الحين اشوف اصحاب المحلات خارج محلاتهم عددهم اكثر من رواد السوق . بس تظل له ذكريات جميله ويلبي حاجة اهل صفوى . مشكلتهم تكرار المحل وبضاعته ومايفتحو شي جديد غير الي ف السوف . يعني لحد الان ماحد فكر يفتح محل ادوات الخياطه بعد اغلاق محل سارا لادوات الخياطه. احسهم يخافو يفتحو محل غير الموجود يخافو من فشله.
سوق شعبي في صفوى والاسواق الشعبية في الممرات قلية وفيها حياة ينبغي الاهتمام فيه من البلدية مثل سوق الحب الدمام وسوق مياس