تمساح سيهات.. هذا امْهَيْرشْ اكليْهْ.. مَحْدٍ يشاركِشْ فيه..! الباحث الزاير: ما نصنعه في الطبيعة يرتدّ علينا.. والحلّ في احترامها
القطيف: صُبرة
“هذا امْهَيْرشْ إكليه.. مَحْدٍ يشاركِشْ فيه“.. مثل شعبي يمثّل الحال تماماً، في موضوع تمساح سيهات، وموضوعات أخرى مشابهة..!
تمساح سيهات.. قرد الآوجام.. ثعالب دانة الرامس.. حيات كورنيش القطيف.. كلها ظواهر طبيعية أصلها سلوك الإنسان، بطريقة أو بأخرى. الإنسان هو من يصنع المشكلة، وعليه هو أن يوجد الحلّ، من أجل الحفاظ على البيئة السليمة الشاملة، والحدّ من المشكلات التي تُشكّل تهديداً له، وللحيوانات التي تشاركه البيئة في الوقت نفسه.
ويؤكد الباحث البيئي محمد الزاير أن ما يفعله الإنسان في الطبيعة يرتدُّ إليه في النهاية في شكل من أشكال الخطر، مشيراً إلى أن “تمساح سيهات ظهر خطره في الشارع بسبب تصرف بشري سابق”، بمعنى أن “هذا الحيوان ليس من بيئتنا الفطرية أصلاً، وقد جُلب ـ في وقت من الأوقات ـ لأسباب تجارية ترفيهية، ربما لعرضه في حديقة حيوانات، أو للاقتناء الشخصي، في مزرعة أو حديقة منزلية”.
الباحث البيئي محمد الزاير
يضيف “مثل هذه الكائنات تخرج عن السيطرة عاجلاً أم آجلاً، فالتمساح قد يتسلل في غفلة المسؤولين عنه إلى خارج المكان الذي وُضع فيه، وقد يضع بيضه في منطقة مجهولة”. يُضيف أيضاً “قد يُباع وهو صغير، ثم يكبر فيصبح خطيراً، وعندها نتصارخ في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بحثاً عن حل يجنّب البشر الخطر، مع أن البشر هم السبب الأول لهذا الخطر”.
ثعلب دعسته سيارة غرب الجارودية في مايو 2018 (أرشيف صُبرة)
مشاكلها.. مشاكلنا
“لكنّ القصة لا تنحصر في تمساح جاء من بيئة بعيدة إلى بيئتنا” يقول الزاير. فهناك “حيوانات بيئتها قريبة منا، ثم عمدنا إلى تصرُّفات تسببت في الجور على موائلها الطبيعية، فظهرت مشاكل نظنّها مشاكلنا، لكنها مشاكل الحيوانات قبل كل شيء”. ويشرح الزاير الفكرة قائلاً “الثعالب التي نشاهدها بين فترة وأخرى في مواقع سكنية.. فهي لن تأتي إلينا لو لم نذهب إليها نحن”.
يوضّح أكثر “هذه الثعالب تعيش في مواقع منعزلة عن الناس، تقتات على قائمة طعام موجودة في الطبيعة، ثم جاء الإنسان وخطط الأراضي وشيّد المباني، فضاقت على الحيوانات فرص الطعام، لذلك فهي تقترب من المناطق السكنية باحثة عن طعام، وهنا نظنّ أنها تسبب خطراً عليها، بينما الحقيقة هي أننا نسبب خطراً عليها”.
ومثل ذلك ـ يقول الزاير ـ الحيات التي تظهر في مواقع بحرية.. يضيف “أغلب الحياة الموجودة في بيئة القطيف ليست خطرة، بسبب ضعف سمّيتها، وبعضها غير سامّ أصلاً، لكننا نخافها ونهرب منها، وبعضنا يقتلها جهلاً بطبيعة الحياة الفطرية لهذه الكائنات الزاحفة”.
ويقول “إنها الطبيعة التي تبحث لنفسها عن حل في مواقع دمّرها الإنسان”. والحل ـ بحسب الزاير ـ هو أن “نتحلّى بالمعرفة البيئية السليمة، ونتحاشى إيذاء الحيوان الذي ظهر في مواقع سكننا، وإبلاغ الجهات المعنية لتتعامل مع الخطر الذي نتوقعه بالطرق البيئية السليمة”.
حية غير سامة وجدها مواطن في كورنيش القطيف في مارس الماضي (أرشيف صُبرة)
بلّغ رسمياً
المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية هو المؤسسة الأكثر تخصصاً في التعامل مع مثل هذه الظواهر، كجزء من عملها القائم على “تنمية الحياة الفطرية” بكامل مكوناتها النباتية والحيوانية، وتحقيق “الاستدامة” البيئية، ضمن 5 مراكز وطنية تعمل تحت مظلة وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وقد خصّص المركز وسائل للاتصال والإبلاغ عن أي ظاهرة تخص الكائنات الفطرية، مثل الحيوانات المفترسة، أو الحيوانات الدخيلة، أو الحيوانات التي تحتاج إلى رعاية. ويتمّ التعامل مع البلاغات على نحو سريع، إما عبر فريق عمل، أو بالتنسيق مع أجهزة حكومية أخرى.
كلّ حيوان يتم الإبلاغ عنه يعمل المركز على السيطرة عليه أولاً، قبل أن ينقله إلى مركز خاص في العاصمة الرياض، دوره إيواء الكائن الفطري، ثم التعامل معه بالطريقة البيئية المناسبة، دون إيذائه أو تركه في بيئة لا تناسبه.
بإمكانكم الاتصال بالرقم
19914
أو دخول منصة “فطري” وتسجيل البلاغات، عبر الوصلة التالية:
اقرأ أيضاً
شاهد] “الحياة الفطرية” تسيطر على تمساح سيهات وتنقله إلى مركز إيواء في الرياض