2] ابدئي من المرحلة الجنينية
د. أمل آل إبراهيم
في تلك المرحلة الجنينية الأولى؛ يبدأ التأثير الأول. كلُّ ما يزرع فيها يُحصد فيما بعد. هذه الحقيقة تقف وراء ما نجده في التشريعات الدينية ذات البعد التربوي بالذات. لقد ركزت شريعتنا السمحة على موضوع تربية الجنين في بطن أمه، بدايةً من أهمية الزواج بصفته شراكة بين طرفين.
والطفل هو نتاج هذه الشراكة، وكل ما هو موجود عند الزوجين له قابلية الانتقال إلى الطفل من صفات وأمراض وراثية وسلوكيات وعادات.
لذلك حث الشارع على حسن اختيار الزوج والزوجة، ووضع لذلك شروطاً ومواصفات، ليس من أجل تقوية أواصر المحبة والاستقرار بينهما فحسب، بل من أجل تحسين إنتاجهما من كافة النواحي.
والاسلام لم يقتصر على تفصيل مواصفات الزوجة والزوجة، بل تطرق إلى موضوع الأطعمة التي تتناولها المرأة في فترة الحمل، لأن ذلك يؤثر في الجنين. إذ يجب أن تحرص الحامل على الطعام الحلال الطاهر، وأن تكون على طهارة، وتبدأ بالتسمية، كما بينت الكثير من الأحاديث فوائد تناول بعض الأطعمة ومنها: السفرجل والرمان والبطيخ واللبان.
ومما يُروى عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم “كلوا السفرجل فإنه يجلو البصر وينبت المودة في القلب واطعموه حبالكم فإنه يحسن أولادكم”. ومما ورد أيضاً؛ “أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر فإن ولدها يكون حليمًا نقيًا”.
كما يجب الاهتمام بالحالة النفسية للحامل والابتعاد عن القلق والعصبية، وأي شيء من شأنه التسبب في الأذى للأم وجنينها.
ومثلما تجب العناية بتغذية الحامل وحالتها النفسية؛ تجب العناية بصحة الفم والأسنان ولكن متى تجب العناية ولماذا..؟
للحديث بقية
* طبيبة أسنان