سلامٌ على قلب غزَّة النَّازف

إلى غـزَّة الجريحة الصابرة المحاصرة والمدمَّرة، إلى كل الشهداء والأطفال الذين سقطوا في هذه المذبحة الوحشية التي ترتكبها عصابات القتل والترويع الفاشية وجيش الاحتلال الصهيوني، لكم المجد والخلود وللغزاة المحتلين شُذَّاذ الآفاق الخزي والعار..

الآن يَنداحُ..

الظَّلامُ على المَدى

والموتُ يَحتلُّ..

الجِهاتَ ويَزحـفُ!!

الآن غَـزَّةُ..

لا أمان، ولا حِمًـى..

أين المَـلاذ،

وكلُّ شِبـرٍ يُقصَفُ؟

الآن غَـزَّةُ..

أصبحت مَوؤُدَةً!!

تحت الرُّكامِ

فمَن يُغِيثُ ويُنصِفُ؟

هل ثَـمَّ صوتٌ..

في المحافلِ ناصِرٌ؟

أم ذاك صمتٌ..

كنهُهُ لا موقِفُ؟

كم صرخةٍ دَوَّت

وما مِن سامِـعٍ؟

لَـمْ يُنصَر المظلومُ..

والمُستَضعفُ!!

القُدسُ والأقصـى

بها في مِحنـةٍ

كم آهـةٍ حَرَّى

وجُرحٌ يَرعـفُ؟

الآن تُمتَحـنُ..

العروبـةُ كُلُّهـا

هل في العروبـة..

مَن يَثورُ ويَعصِفُ؟

خجلَـى تُواري..

عجزها بِسكوتهـا

وكأنَّهـا عن…

حقِّهـا تَستَنكِفُ!!

أين الجحافلُ..

والأسودُ وسُوحُهـا؟

أين البطولـةُ..

والحُسامُ المُرهفُ؟

إنْ كُنتمُ عربـاً..

فهبُّوا وانهضـوا!!

حتَّى متى الأقصى..

أسِيـرٌ يَرسفُ!!

الآن يُمتَحَـنُ..

الضَّميرُ فهل تُرى ….

يَهتَزُّ أم فـي..

صمتهِ يَتَلحَّفُ؟

صمتٌ رهيبٌ..

والدِّمَـاءُ غزيرةٌ..

تَجري، ولا عينٌ..

تَرفُّ وتَـذرفُ!!

ماذا بَقـي..

من غَزَّةٍ غير الإبا؟

هِيَ كربلاءُ العصرِ

حين تُوصَّفُ!!

ما ظلَّ بيـتٌ..

في ثراهـا قائِماً

وكأنَّهـا قَفْـرٌ..

وقاعٌ صَفصفُ!!

عَاثوا بهـا حِقـداً..

ولمَّـا يَكتفوا..

الكلُّ فيهـا..

بالرَّدَى مُستَهدَفُ!!

أشلاؤهم…

تحت الرُّكام تَناثَرت..

لَـمْ يَرحمُوا..

طفلاً بها أو يَرأفوا!!

لا شيئ إلا الموتُ..

فيهـا حاكِمٌ..

لا مَـاء.. لا مأوى..

ولا مَن يَعطِـفُ!!

ياغَـزَّةَ الشُّهداءِ..

عفوكِ فاعذُري..

لا تَشتكـي جُرحاً..

فما لكِ مُسعِـفُ!!

شُدِّي الجِراحَ..

على الجِراحِ وصابري..

الليلُ عن عينيك

حتماً يُكشَفُ

دُكِّـي الحِصارَ..

وحطِّمِي أسوارَهُ

فالنَّصرُ وعـدٌ..

نازلٌ لا يَخلِـفُ

أحمـد الخميـس

١٨ أكتوبـر ٢٠٢٣

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×