في غزة.. حقوق الإنسان “حبر على ورق” الأمم المتحدة: الوضع في الأراضي الفلسطينية وصل إلى مستوى خطير
رفض سعودي قاطع لدعوات التهجير القسري .. ومجلس الأمن يجتمع غداً لبحث الأزمة
متابعة: صُبرة، ووكالات، ووسائل اعلام
لليوم الثامن على التوالي، تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة والضفة حاجز الـ2000، فيما ناهزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1300، إضافة لآلاف الجرحى من الجانبين.
يأتي ذلك في وقت تواصل قوات الاحتلال قصف قطاع غزة بالمدفعية وشن الغارات الجوية، ما تسبب في محو أحياء سكنية بكاملها، قبل أن ترد فصائل المقاومة برشقات صاروخية على مستوطنان ومدن إسرائيلية.
ففي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 1950 قتيلا، بينهم 614 طفلا، كما جرح 7696 شخصا، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.
ووفق بيان للوزارة التي تديرها حركة “حماس”، فإن 256 فلسطينيا، من بينهم 20 طفلا، استشهدوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في حين أصيب 1788 آخرون.
وقالت الوزارة في بيان آخر، إن “جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق عوائلنا الفلسطينية أدت إلى إبادة 50 عائلة داخل منازلهم وخلال نزوحهم القسري وهذه المجازر راح ضحيتها 500 شهيد من أفرادها”.
وأشارت إلى خداع الاحتلال للفلسطينيين، حيث فرض عليهم النزوح واستهدفهم ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
قصف بلا هوادة
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان لها اليوم السبت إن الوضع في قطاع غزة كارثي، في ظل قصف بلا هوادة وزيادة هائلة في نزوح الأطفال والأسر وعدم وجود أماكن آمنة.
وأشارت إلى أن الوصول إلى المحتاجين بات أكثر صعوبة، خاصة في ظل نزوح ما لا يقل عن 420 ألف شخص من منازلهم.
وأكدت أن الوقف الفوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية يأتي على رأس الأولويات في المرحلة الراهنة.
وقف فوري لإطلاق النار
يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة، الأحد، لبحث “العنف في الشرق الأوسط”، في وقت قدمت روسيا والبرازيل، مشروعي قرارين منفصلين، يدعوان فيهما إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، اتفاقاً للعمل على خطة تتضمن 3 أهداف رئيسية لوقف إطلاق النار في غزة.
وذكر مجلس الأمن في بيان صباح اليوم السبت، أنه سيجتمع غدا الأحد عند الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي لنيويورك (19:00 توقيت جيرنتش)، لبحث “الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية”.
وقال مصدر دبلوماسي، إن المشروع الروسي، الذي وزع خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن حول التصعيد في الأراضي الفلسطينية، يدعو إلى وقف إنساني وفوري لإطلاق النار.
ويعرب مشروع القرار الروسي عن القلق البالغ إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ويؤكد وجوب حماية السكان المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون ذلك.
ويدين المشروع الروسي “كل أعمال العنف ضد المدنيين، والأعمال الإرهابية”، ويدعو لإطلاق سراح “كل الرهائن”، في إشارة إلى الإسرائيليين الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية في الساعات الأولى من عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها قبل أسبوع.
ووفق وكالة “رويترز”، فإنه ليس واضحا متى، أو ما إذا كانت روسيا ستعرض مشروع القرار للتصويت عليه.
وبُعيد توزيع مشروع القرار الذي قدمته بلاده، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن القصف العشوائي للمناطق السكنية في غزة أمر غير مقبول.
وأضاف نيبينزيا، أن قطع المياه والكهرباء عن غزة يعيد إلى الأذهان ذكرى حصار مدينة لينينغراد الروسية من القوات النازية، خلال الحرب العالمية الثانية.
وتابع المندوب الروسي، أن التصعيد مقلق للغاية والمنطقة على شفا حرب شاملة وغير مسبوقة، متهما واشنطن بترويج ما وصفها بالأكاذيب دعما لإسرائيل ضد الفلسطينيين، دون إيجاد حل.
في المقابل، قال نيبينزيا، إن لإسرائيل “الحق في حماية مواطنيها”، مبديا استعداد روسيا للقيام بوساطة من أجل وقف القتال.
ورحبت حركة “حماس” بالمبادرة الروسية، وقالت في بيان: “نثمن موقف الرئيس الروسي الرافض للعدوان والحصار على غزة، ونرحب بالجهود الروسية الرامية لوقف العدوان”.
وفي وقت لاحق أمس الجمعة، قدمت البرازيل، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، مشروع قرار منفصل يدعو بدوره إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وقال مصدر بمجلس الأمن الدولي، إن مشروع القرار البرازيلي يركز على توفير المساعدات للمدنيين في غزة، ويصف مشروع القرار الهجمات التي شنتها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل بـ”الإرهابية”، ويدعو تل أبيب إلى التراجع عن مطالبة سكان قطاع غزة بإخلاء منازلهم، وقُدّم مشروعا القرار الروسي والبرازيلي وسط انقسام بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
وعقب إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى”، اجتمع مجلس الأمن لبحث التطورات، لكنه أخفق في الخروج بموقف موحد.
من جهته، دعا مندوب الصين تشانغ جون، مجلس الأمن لتحمل مسؤوليته والتحرك إزاء ما وصفه بالوضع المؤلم في غزة، أما المندوبة البريطانية باربرا وودورد، فقالت، إن هناك حاجة إلى وقت للتشاور الجاد.
إنهاء الصراع والحرب
في غضون ذلك، أعلنت المجموعة العربية في الأمم المتحدة، الجمعة، اتفاقاً للعمل على خطة تتضمن 3 أهداف رئيسية لوقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد اجتماعها لبحث الوضع الراهن في القطاع، والتصعيد الإسرائيلي للحرب.
وقال متحدث باسم المجموعة خلال مؤتمر صحفي، إنها اتفقت أولاً على “تنفيذ القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة العربية، الأربعاء، وهو إنهاء الصراع والحرب والتوصل على الأقل إلى سبل لوقف إطلاق النار”.
والنقطة الثانية، وفق المتحدث، فهي “تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من أجل تجنب المأساة والكارثة التي تتكشف أمام أعيننا”، وأضاف: “أما النقطة الثالثة، فتتعلق بالأمر الذي أصدرته إسرائيل صباح الجمعة، بإخلاء مناطق في شمال غزة”.
وقال إن المجموعة العربية “تعمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل وقف مثل هذه التصرفات التي من شأنها أن تؤدي إلى نزوح جماعي للفلسطينيين”، مضيفاً: “نتحدث عن أعداد تتجاوز 1.2 مليون شخص طُلب منه إخلاء شمال غزة”.
رفض سعودي للتهجير
وشددت السعودية، أمس الجمعة، على رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك.
وجددت في بيان لوزارة الخارجية، مطالبة المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف جميع أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، ومنع حدوث كارثة إنسانية، وتوفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة لسكان غزة، مؤكدة أن حرمانهم من هذه المتطلبات الأساسية للعيش الكريم يُعد خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وسيفاقم من عمق الأزمة والمعاناة التي تشهدها تلك المنطقة.
ودعت إلى رفع الحصار عن الأشقاء في غزة، وإجلاء المصابين المدنيين، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، الرامية إلى إيجاد حلٍ عادل وشامل، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، عاصمتها القدس الشرقية.
القوة الأخلاقية
من جانبه، قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إنه يعتزم طرح هذه الخطة على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وأضاف خلال مؤتمر صحفي: “سوف نلتقي مع الأمين العام بعد الانتهاء من الاجتماع في مجلس الأمن، وسنطلب منه أن يستخدم (القوة الأخلاقية) لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة لمساعدتنا على تطبيق هذه النقاط الثلاثة، وزاد أن هذه الخطة تستهدف “وقف إطلاق النار، والمساعدة الإنسانية، وعدم السماح بالتطهير العرقي”.
وتابع: “نحن ضد إيذاء أي مدنيين من أي مكان، وأعتقد أن هذا قد تم الإعلان عنه في الاجتماع الوزاري ومع الرئيس (محمود) عباس، هذا هو موقفنا الأخلاقي”.
وفجر اليوم السبت، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.