أسباب الانجذاب إلى الجلاد
صادق المحسن
إن من أهم الأسباب التي تدفع الفرد إلى الانجذاب إلى الأشخاص غير تامتوفرين عاطفياً هي الجروح العاطفية.
ومن أهم تلك الجروح؛ جرح الرفض، والصدمات، فمثل هذه الحالة غالباً ما تأتي مباشرةً بعد حادث الانفصال عن الذات.
والمقصود بذلك هو: انفصال المشاعر عن الذات الحقيقية، حينها يصبح الفرد غير مدرك لمشاعره، وتختفي حينها العلاقة بين الإدراك والجسد المشاعري.
والخطر الحقيقي: حين تنفصل الذات عن المشاعر، فيبني حينها الفرد حياة قائمة في محاولة مستميتة منه للحصول على قبول الآخرين له، والخوف من أحكامهم الصادرة بخصوصه، والذعر الناجم عن جرح الرفض.
فتنتج عن كل ذلك ردود أفعال مختلفة؛ كالهروب، والوسواس الدائم.
والنتيجة الصادمة هي: أن يؤدي كل ذلك إلى حبس النفس في إطار صورة مثالية لا يستطيع الحياد، أو الخروج عنها.
وهنا يبدأ العقل في مرحلة التقليد في محاولة مستميتة للانتماء.
في هذه الدوامة ذاتها هناك اختبار حقيقي يمر به الفرد، إذ يحاول أن يقترب من الشخص الآخر ليحصل على الحب، لكن للأسف إذ إن هذا النوع من الحب مرتبط بالألم، لأنه ببساطة يقوم على الاستجداء.
وبالتالي يستوعب أن هذا النوع من الحب لا يسبب له إلا الألم وذلك لإحساسه الداخلي بالرفض، إذا فهو على استعداد للقيام بأي عمل من أجل تقبل الآخر له.
وعند حدوث علاقة عاطفية، وتوفر الشخص الذي يقدم الحب والاهتمام له، يقع الشخص المنفصل عن ذاته في دهشة، ويرفض هذا النوع من الحب، وذلك لعدم قدرته على تحمله، بل زد على ذلك شعوره بالاشمئزاز، كونه يشعر في أعماق ذاته بعدم استحقاقه لهذا النوع من الحب، وهذا هو الاختبار الذي يكشف عن مدى انفصال هذا الفرد عن الذات.
هناك ردات الفعل التي تحميه في البداية، ويستطيع وقتها الابتعاد عن الألم الحقيقي. لكنه يظل محبوساً في إطار الصورة التي رسمها لنفسه والدوامة التي وضعها.