الشاعر الفلسطيني مصطفى أبو الرز يعتذر من تاروت

مصطفى حسن أبوالرز

“‏تاروتُ” يا ذاتَ الجَمالِ السّاحِر ِ

أيقظتِ في الإحساس ِ فيضَ مشاعرِ

أنّى نظرتَ رأتْ عُيونُكَ آيةً

من حُسنِها أوحَتْ خَيالَ الشاعِرِ

هل للشَّواطئِ في سِواكِ كما لها

 رَملٌ بِشطّكِ لامِعٌ كجَواهرِ!

 أو للنخيلِ وقد تعانَق َهائِمًا

يحنو على وَردِِ الرُّبا المُتَناثِرِ

 والكَرمَةُ التَفَّتْ على أغصانِهِ

 كَيَدِ العروسِ تزيَّنَت بأساوِرِ

 وَشَّتْ رِداءَكِ في الرَّبيعِ أزاهرٌ

 مَلَأت سَماءَكِ فيهِ عِطرَ أزاهِرِ

 والماء ُيجري بينَ خُضرِ حَشائِشٍ

 بِجداوِلٍ تَلتَفُّ مِثلَ ضَفائِرِ

 وتَمَدَّدَتْ بينَ المُروجِ حَدائق ٌ

 رَفَّتْ كأنّ لها جَناحَ الطائرِ

 وتَراقَصَتْ فَوقَ الغُصونِ حَمائمٌ

 هَمَسَتْ لها سِرًّا بِعِشقِ مُسافِرِ

 أخذت لُبابَ النّاظِرينَ بِحُسنها

 مَلَكَت بِفتنَتِها فُؤادَ النّاطرِ

 ِ فإذا بساكِنِها كأنّ عيونَهُ

 في كُلِّ يَومٍ فُوجِئَْت بمَناظرِ

 سِفرُ الجمالِ تَتابَعَت صَفَحاتُهُ

 لا فَرقَ بَينَ أَوائِلٍ وأَواخِرِ

    ****

حَلَّقتِ يا “تاروتُ”ُ طَيفًا مُلهِمًا

 أيقظتِ في الإحساسِ شَوقَ مُهاجِرِ

 فإذا رآكِ رأى حَبيبَةَ قَلبِهِ

 ولقد نأى عنها برُؤيةِ صابرِ

 فيكِ اخضرارُ ربوعِها وربيعِها

 وَبِهِ يُؤرِّقهُ حَنينُ مُغادرِ

 “تاروتُ” هل تَدرينَ ما أخبارُها

 وهي التي ابتُلِيَْت بِوَحشٍ ‫كاِسرِ

وَعَدا عليها الذئبُ ساعةَ أَمنِها

 لَكنَّهُ لا قى امتِناعَ حَرائِرِ

 أَدمَتْهُ تَجرَحُهُ بِحَدِّ حُليِّها

 ومضت تُمَزِّقُهُ بِحَدِّ أظافرٍ

 تَعِب َالزمانُ ولا تَمَلُّ على المَدى

 فِعلَ العَجائبِ في جِهادِ الغادرِ

     ****

 “تاروتُ” ما عِشقي لِغيرِ حَبيبتي

  لَكِنَّني ألقى جَمالَكِ آسري

 يا حُلوةَ الرُّمانِ والرُّطَبِ الذي

 زيَّنتِهِ أَبَدًا بِخَصْر ٍضامِرِ

هل تَسمَحينَ بِقُبلَةِ فلَعَلّني

 فيها أُُلاقي ما يَجولُ بِخاطِري

فإذا أبيتِ حبببتي لا تغضبي

وتقبلي مِنّي اعتذارَ الشاعرِ

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×