المعلمة هدى الجشي ما زالت تسكن القلب والذاكرة
في أروقة الذكريات يأخذني الحنين إلى عام 1422هـ، كنت حينها طالبة بالصف الأول المتوسط، في المتوسطة الأولى بالقديح، ولطالما سمعت الصديقات وقريباتي يتحدثن عن معلمة ويصفنها بأنها ذات شخصية قوية، فكانت الطالبات يهرعن للفصول عند سماع صوتها ومع ذلك كان الجميع يحبها.
هدى الجشي
لم تكن معلمة عادية، بل كانت مختلفة ومتميزة، كانت تدرّس مادة الاجتماعيات، وكنت أراها لطيفة جداً بابتسامتها التي لا تفارق وجهها، رغم شخصيتها القوية التي تجعل لوقع أقدامها صوتاً مختلفاً نحسب له حسابات مختلفة.
مرت السنوات سريعاً وتخرجت من المرحلة المتوسطة، وبعدها الثانوية، والتحقت بمعهد الخليج وتخرجت في تخصص الإدارة والتسويق، وكان من متطلبات التخرج إنهاء فترة التدريب الميداني،
فكان خياري الأول للتطبيق هو المدرسة المتوسطة الأولى بالقديح، بحكم قرب المسافة.
بعد سنوات طويلة عدت إلى مدرستي، كانت الذكريات تتزاحم أمام عيني، وكم كان الأمر مربكا حين دخلتُ غرفة معلمتي هدى الجشي رحمها الله، ومع أني دخلت متدربة ولست طالبة إلا أنها بقيت في نظري المعلمة.
وهنا تعرفت إليها من زاوية أخرى، وإن كانت الشخصية اللطيفة هي القاسم المشترك في الحالتين، كانت كما عهدتها لطيفة جداً، وجميلة جداً، كما أنها كثيرة الضحك والممازحة.
بداية مسيرتها
بدأت المرحومة هدى الجشي مسيرتها في مهنة التعليم عام 1414هـ، وتقاعدت عام 1441هـ، أي بعد 27 سنة قضتها بين الطالبات، ثم وافاها الأجل بعد تقاعدها بعدة أشهر، حيث توفيت يوم الجمعة 15 من شهر صفر عام 1442هـ، رحمها الله.
وكم آلمني خبر وفاتها، نعم لقد رحلت المعلمة المثالية التي استطاعت أن تجمع بين الحزم والطيبة، استطاعت رغم شدتها أن تستحوذ على قلوب كل من عرفها..
هدى الجشي معلمتي وزميلتي أيتها الطيبة أهدي لك، في يومك (يوم المعلم) باقة من الشكر والعرفان، وأسأل الله أن يرفع قدرك ويعلي منزلتك في دار البقاء.
إيمان مهدي العرفات – القديح
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته ونسأل الله لها الفردوس الأعلى من الجنة يارب
رحمة الله عليها وحشرها مع سادات البشر النبي محمد وآله صلوات ربي عليهم أجمعين.. وجزاك الله الف خير لإخلاصك ووفاءك لمعلمتك الطيبة