[كيف تشقى 1] قل ما تريد لا ما ينفع
علي زكي الخباز
منذ مدة وأنا أفكر في الكتابة عن بعض الأفكار التي تجول بخاطري والتي أجد أنها محورية في حياتي في حين أنني أجدها غير حاضرة في حياة الكثيرين ممن حولي، وأزعم بأن غيابها وبنسب مختلفة يسبب الشقاء لهم. وها أنا ذا بعد تسويف طويل أبدأ هذه السلسلة آملا أن أوفق لإكمالها والنفع بها.
سأطرح هذه الأفكار كدليل لمن يريد أن يكون شقيا (غير سعيد)، وذلك لإضفاء عنصر المتعة من جهة ولأنني أعتقد أن وصف المرض هو أول خطوات العلاج.
النصيحة الأولى لكي تكون شقيا عزيزي القارئ، هي ألا تفكر فيما تقول، وإنما “خلي قلبك على لسانك”، أهم ما في الأمر هو أن ترتاح، ولو كانت هذه الراحة مؤقتة أو خدعة تطليها على نفسك، ففي النهاية أنت أهم مخلوق على هذا الكوكب (وربما خارجه).
الجميل في هذه الصفة أنها لا تسبب لك الشقاء بشكل مباشر، ولكنها تجعلك مسؤولا عن زيادة نسبة الشقاء في العالم من حولك، وبالنتيجة يمنحك العالم هذا الشقاء.
إن كنت معلما في مدرسة – على سبيل المثال – فكر كيف يمكنك أن تشرح دروسك كاملة وأنت تغطي جميع التفاصيل المطلوبة منك، ولا تشغل نفسك بمدى فهم الطلاب لما تقول.
إن دخلت يوما ما في شجار مع زوجتك، فقل كل ما من شأنه أن “يزيح الغل من صدرك”، ولا تفكر في الآثار القريبة أو البعيدة لكلامك، فليس من واجبك أن تفكر إن كان ما تقول يحل المشكلة أو يزيدها تأججا، كما أنه ليس عليك أن تهتم إن كان ما تقول يأكل شيئا فشيئا من علاقة الود بينكما.
إن وجدت نفسك يوما طرفا في صراع اجتماعي، فهذه أفضل فرصة لديك لنشر الشقاء على نطاق واسع، كل ما عليك هو أن تتبنى أحد الآراء (ما يصير يقولوا عنك ما عندك رأي)، ثم تشهر هاتفك “الذكي” وتبدأ بالتغريد بكل ما من شأنه أن يزيد من قناعتك أنك على صواب، وأن الفئة الأخرى مجرد أغبياء لا يستطيعون رؤية البديهيات.
يمكنك عزيزي القارئ أن تطبق هذه النصيحة في جميع تعاملاتك اليومية، وهي وصفة مجربة للشقاء.
تذكر دائما “قل ما تريد، لا ما ينفع”.
مقال رائع دكتور ومهم ويجلب السعاد لا الشقاء ويعزز الصحة النفسية والسعادة