البازعي من معرض الكتاب: بعض الترجمات أعطت النصوص الأصلية قيمة مضاعفة النماصي: المترجمون يعملون في منطقة رمادية بحتة

الرياض: واس

 نظّم معرض الرياض الدولي للكتاب 2030 ندوةً حوارية حول الترجمة وجهود المترجمين في تعزيز أبعاد الثقافة والتبادل الحضاري بين الشعوب والثقافات، بمشاركة الناقد الدكتور سعد البازعي والمترجم راضي النماصي، وأدارهما المدوّن سامي البطاطي، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض المقام في رحاب جامعة الملك سعود بالرياض.

 وقال الدكتور سعد البازعي: “إن الترجمة إعادة صياغة للنص، ضرورة أن يعي القراء إشكالياتها، ومن أبرزها أن قراءة النص المترجم لا تعني أن القارئ يقرأ النص الأصلي بالضرورة، بل الأمر يختلف تماماً، إذ ليس من المستطاع، بحسب رأيه، نقل النص إلى لغة جديدة كما هو في لغته الأم.

 وأكد البازعي: أن المهمة الرئيسة للمترجم هي العمل بمثابة “جسر بين الحضارات”، وأن الترجمة تعتمد على قدرات المترجم في نقل المعارف والآداب، وتمرّ عبر تفكيره ولغته، وأن مهارات المترجم الفردية تؤثر بشكل مباشر في براعة النص”، مشيراً إلى أن هناك ترجمات أسهمت في رفع بعض النصوص الأصلية وأعطتها قيمة مضاعفة، وأخرى أثرت فيها سلبياً وقللت منها.

 وأضاف: “المترجم يؤدي دور الناقد في الآن نفسه، ولا ينبغي أن يتخلى عن هذه المهمة، وعليه الوقوف بتمعن أمام كل كلمة، وإعطائها حقها من الوقت والدقة والاحتياط عند نقلها إلى لغة الأخرى”.

 ووصف الناقد السعودي مشاريع الترجمة في المملكة بأنها “تقود مشهد الترجمة إلى مستوى جديد، وأن مبادرة “ترجِم” تعد خطوة نوعية، والمترجمين فيها أكفاء، وتتمتع بمعايير عالية ترشح من خلالها الأعمال. كما أسهمت في نقل أعمال مهمة إلى العربية من اللغات المختلفة.

 وطالَب “هيئة الأدب والنشر والترجمة” بأن يكون لها دور أكبر في اختيارات الكتب التي يحتاج إليها القارئ العربي، من منطلق أن الترجمة مسؤولية ثقافية وحضارية كبرى، والضرورات الثقافية للمنطقة تتطلب نقل أعمال مهمة من لغات أخرى إلى العربية.

 من جانبه أوضح المترجم السعودي راضي النماصي: أن الفرق الجوهري بين الترجمة الأدبية وسواها من الفنون يكمن في أن الترجمة الأدبية تعتمد على معجم متخيل، وهو ما يوصف بـ”السياقي” الذي يحيل المفردة الواحدة إلى معاني متعددة.

 واستشهد النماصي بعبارة الكاتب البرتغالي غونزالوا تفاريس، الذي وصف الترجمة بأنها بمثابة “نقل الماء باليد”، وهو ما يشير إلى أن هناك ما سيفقده النص خلال الترجمة.

 وأفاد أن المترجم العربي لا ينجو من “وصمة الإخلال”؛ لأنه يتعامل مع لغات أخرى تنطوي على لهجات متعددة. مشيراً إلى أنه خلال عمله قد يضطر إلى الدخول في خيار تحريري؛ بسبب ما تفرضه قوة السياق المعاصر من تحديد حيوية المفردات ودلالاتها، وهو ما يؤكد أن الترجمة معقدة وشائكة وأن المترجمين يعملون في منطقة “رمادية بحتة”.

 وعن ظاهرة إعادة ترجمة بعض الأعمال خلال فترات زمنية مختلفة، قال النماصي: إن الأمر قد يعزى إلى أغراض تجارية أو ثقافية، وقليلاً ما يكون السبب هو الحاجة إلى إعادة النظر في جودة ترجمة النص من لغته الأصلية.

 وحول الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الترجمة اتفق البازعي والنماصي على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، على رغم تطورها، تظل قاصرة عن الارتقاء إلى المستوى المأمول، لا سيما في التعامل مع النصوص المركبة والمعقدة، التي تنطوي على نظام معقّد من المشاعر والأفكار العميقة.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×