في وداع صاحب تجربة “نصف مواطن محترم”.. هاني نقشبندي

الدمام: صُبرة

غيّب الموت الكاتب والروائي والإعلامي السعودي المعروف هاني نقشبندي، مساء أمس الأحد، الموافق 24 سبتمبر 2023 عن عمرٍ ناهز 60 عاماً، بعد مسيرة حافلة في مجال الأدب والفكر والإعلام، بدأت عام 1984 واستمرّت نحو أربعين عاماً.

اسمه بالكامل هاني إبراهيم نقشبندي، ولد في المدينة المنورة عام 1963، ودرس العلاقات الدولية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة.

بدأ ممارسة العمل الإعلامي منذ عام 1984، وكتب للعديد من الصحف في السعودية قبل أن يترأس تحرير مجلتي “سيدتي” و”المجلة” الصادرتين باللغة العربية في لندن.

وبجانب عمله الصحفي، قدم هاني نقشبندي البرنامج التليفزيوني “حوار مع هاني” لقناة “تلفزيون دبي”، وعندما سئل هل سننتظر “الهنواتي” في موسم ثالث؟ ومتى؟ قال “قد لا يكون هناك موسم ثالث”.

وصدرت له رواية قصيرة بعنوان “اختلاس” عام 2007 في بيروت، ومنع نشر روايته في عدد من الدول العربية، ورغم ذلك بيعت نسخ كثيرة منها، وجرت إعادة طباعتها باللغة العربية 6 مرات، كما ترجمت إلى اللغة الروسية.

وقال “نقشبندي” في حديث سابق إن روايته “اختلاس” مقتبسة من تجربته الشخصية في عالم الصحافة، خاصة فترة رئاسته لتحرير مجلة “سيدتي” على مدار 5 سنوات.

وأضاف: “على مدار هذه السنوات، كانت تصلني آلاف الرسائل عبر البريد الإلكتروني، حملت الكثير من المعاناة التي تواجهها المرأة في المجتمع، ومن هنا جاءت فكرة رواية اختلاس”.

وبعد “اختلاس”، أصدر هاني نقشبندي العديد من المؤلفات، منها: رواية “سلام” عام 2009، رواية “ليلة واحدة في دبي” عام 2011، رواية “نصف مواطن محترم” عام 2013.

كما صدرت له رواية “طبطاب الجنة” عام 2015، كتاب “يهود تحت المجهر” عام 1986، وكتاب “لغز السعادة” عام 1990، ورواية” الخطيب” عام 2017، ورواية “قصة حلم”.

شغل هاني نقشبندي العديد من المناصب القيادية في كبريات الصحف والإصدارات العربية، وساهم في تأسيس مجلة “الرجل”، وعمل نائبا لرئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، وانضم إلى قناة “المشهد” في أكتوبر 2022.

قدم “نقشبندي” برنامجا بعنوان “هنواتي” على شاشة “المشهد”، ويقول في حديث سابق عن تسمية البرنامج: “الهنواتي اسم مقتبس من الحكواتي. وتحاشيا لتكرار أسماء البرامج، قررتْ إدارة القناة أن يحمل الاسم طابعا إنسانياً شخصيا يرتبط بصاحبه، فكان الهنواتي”.

وأضاف أن فكرة برنامجه تقوم على سرد روايات الشخصيات تاريخية، عبر تقديم قصص غير معروفة لشخصيات معروفة. على سبيل المثال، شخصية مثل نزار قباني. كلنا نعرفه، لكن لا أحد يعرف كيف ولا أين انتهى، وهنا يأتي دور “الهنواتي”.

وكان هاني نقشبندي آخر الإعلاميين الذين حاوروا رغد ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كما ساعدها في تحرير روايتها عن أبرز الأحداث التي عايشتها في حياة والدها وبعد رحيله.

ورداً على سؤال لماذا لا تثق بالتاريخ؟ قال الراحل في آخر مقابلة له في 4 يونيو 2023 مع صحيفة “الشرق الأوسط”: “لأني لا أثق بمن كتبه، ولا أعتقد أنه على المثقف أن يثق بكتاب وُضع قبل مائة عام، فكيف بما كُتب قبل ألف عام مثلاً، ثم إننا على يقين أن التاريخ يكتبه المنتصر والمنهزم أيضاً، كلٌّ يكتب من وجهة نظره. فكيف تثق بصحّته؟

آخر تغريدة

عُرف نقشبندي بمواقفه الوطنية ودعمه للقضايا العربية، وكتب في آخر تغريدة له قبل 22 ساعة من وفاته، أكثر ما جاءتني من تهنئة باليوم الوطني السعودي، كانت من غير سعوديين. يقيمون في البلد منذ عقود، ما يعني أن المواطنة الحقيقية هي في الحب والانتماء لا في الهوية فقط”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×