رسمياً محمية “عروق بني معارض” في قائمة اليونسكو سابع موقع سعودي مُدرَج.. وأول موقع للتراث العالمي الطبيعي
الرياض: صُبرة
الصور من المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أثناء متابعة إعلان اليونسكو
أعلنت وزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، اليوم الأربعاء، عن إدراج محمية “عروق بني معارض” على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، بحيث يصبح عدد المواقع المسجلة في اليونسكو 7 مواقع.
ويأتي ذلك امتداداً لجهود المملكة المستمرة لحماية أنظمتها البيئية الطبيعية والمحافظة عليها، والاهتمام بتراثها الثقافي، وتحقيق أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030 المتمثّل في الوصول بعدد المواقع السعودية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى الضعف. وقد اتُخذ هذا القرار أثناء الدورة السنوية الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التي تستضيفها الرياض خلال الفترة من 10حتى 25 من شهر سبتمبر الحالي.
وبهذه المناسبة، رفع صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، التهاني للقيادة الرشيدة -حفظهم الله- على هذا التسجيل الدولي المهم الذي يُترجم الدعم غير المحدود الذي تحظى به الثقافة والتراث في المملكة، والذي يعكس ما تتميز به المملكة من غنىً تراثي وتنوعٍ طبيعي في مختلف مناطقها.
وأوضح سموه أن وزارة الثقافة تلتزم بحماية التراث الطبيعي للمملكة مع الجهات المعنية، وتنميته بصورةٍ مستدامة، “لأن مشروعات المحافظة ضرورية لتعزيز جودة الحياة في جميع أنحاء المملكة”.
وأضاف سموه: “نرى أن عروق بني معارض تستوفي معايير التراث العالمي، باعتبارها صحراء رملية تقدم مشاهد بانورامية ذات مستوىً عالمي لرمال صحراء الربع الخالي، إضافةً إلى الكثبان الخطية المعقدة الأكبر على مستوى العالم، كما تحتوي ظواهر طبيعية متميزة”.
وأشار سموه إلى أن الموقع “يُعد مثالاً استثنائياً للتطور البيئي والبيولوجي المستمر لمجتمعات النباتات والحيوانات الفطرية، حيث يضم أكثر من 120 نوعاً من النباتات المسجلة، بالإضافة إلى الرمال المتحركة، والمها العربي، والظباء ومئاتٍ أخرى من النباتات والحيوانات المهدد بعضها بالانقراض، مما يجعلها أغنى منطقةٍ معروفةٍ من الناحية الأحيائية في الربع الخالي”.
وأعرب سمو وزير الثقافة عن شكره للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، على دعمه لتحقيق هذا الإدراج المتميز، مضيفاً: “نفخر جميعاً بالمشاركة في هذه الجهود الوطنية للحفاظ على المناظر الطبيعية والنباتات والحيوانات الفطرية في منطقة عروق بني معارض”.
وتقع محمية “عروق بني معارض” على طول الحافة الغربية للربع الخالي على مساحةٍ تزيد على 12.750 كيلومتراً مربعاً، وتشكّل الصحراء الرملية الرئيسية الوحيدة في آسيا الاستوائية، وتُعد أكبر بحرٍ رملي متواصل على سطح الأرض، وتتميز بتنوع نُظمها البيئية التي توفّر موائل طبيعية حيوية لبقاء العديد من النباتات المتوطنة، ومن أكثر النباتات شيوعاً فيها الغضى والأثموم وأشجار الطلح، والبان، والحرمل والطرف، والعشر. إضافةً إلى احتوائها على العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تعيش في واحدةٍ من أقسى البيئات على كوكب الأرض، بما في ذلك القطيع الحر الوحيد من المها العربي في العالم، والذّئب، والقطّ الرّملي، والثعلب الرّملي، والضبع المخطط، والوبر والأرنب البري، ومن الطّيور الحبارى والقطا والحجل والصرد الرمادي، والنسور، وعدة أنواع من القنابر، وأنواع عديدة من الزّواحف منها الضّب والورل.
ويُضفي اعتراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالمحمية كموقعِ تراثٍ عالمي طبيعي قدراً كبيراً من الأهمية عليها، ويُسهم في الارتقاء بوعي المجتمعات المحلية والحكومات حول أهمية التراث الطبيعي والحفاظ عليه، كما أن تحسين مستوى الوعي بالقيمة المتميزة لمنطقة عروق بني معارض يعزز الدعم المقدم لحمايتها، والاستفادة من خبرة لجنة التراث العالمي في مجال الحفاظ على التراث.
يُذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد أعدَّ ملف الترشيح بالشراكة مع هيئة التراث في صورةٍ تعكس التعاون الوثيق بين مؤسسات إدارة التراث الطبيعي والثقافي في المملكة، لتنضم بذلك “عروق بني معارض” إلى ستة مواقع سعودية أخرى مسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي: واحة الأحساء، وحي الطريف في الدرعية، وموقع الحجر الأثري، ومنطقة حمى الثقافية، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية في منطقة حائل.