الحربش.. فارس أوفيد

أديب بن محمد سعيد الخنيزي*

عند الكتابة عن قامة من القامات الوطنية في وزارة حيوية مثل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية تتحير الأقلام في الحديث عن انجازات مثل هذه الشخصيات المرموقة.

وما نحن بصدده هنا في هذه المقالة شخصية وطنية بامتياز شخصية جمعت مقومات يندر أن تجتمع في شخصية واحدة ، الحديث عن معالي الاستاذ سليمان بن جاسر الحربش، متعدد الجوانب ،مترامي الأطراف ،واسع المساحة… فهو يتمتع بشخصية قيادية قوية و انتاجية قولا وعملا وخلقا ،وابتسامة دائمة على وجهه تعبر عن التفاؤل والنجاح ، وانه لا شيء هنالك مستحيل مادامت الارادة موجودة .

لقد تقلد معاليه عدة مناصب في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية سابقا منها وزيرا ًللبترول بالنيابة ومحافظ اوبك، وقد عملت تحت ادارته في اللجنة التنفيذية لشركة تكساكو العربية السعودية قبل ان يعين مديرا عاما لصندوق اوبك للتنمية الدولية (اوفيد) في نوفمبر2003 م.

سليمان الحربش

كما تميزت هذه الشخصية بارادة قوية وعزيمة متجددة ،تنداح من بسمات وجهه وثقته بنفسه مما جعلته يحوِّل اوفيد الى مؤسسة عملية منتجة، أحدث فيها نقلة نوعية متميزة على مدى خمسة عشر عاما، شملت مائة واربعة وثلاثين دولة فقيرة وذلك ضمن توجه المملكة العربية السعودية في القضاء على فقر الطاقة في الدول الفقيرة خارج دول الاوبك حيث دعمت المملكة هذه الفكرة وتبنتها القيادة العليا ورسمت لها مساراً و قدم مسودتها الأستاذ الحربش في قمة الرياض عام 2007 م قبل عرضها على الدول الأعضاء حيث لاقت القبول والدعم من خادم الحرمين الشريفين كما تمت المصادقة عليها من قبل الدول الأعضاء.

ومن هنا بدأ الحربش بوضع أوفيد على خارطة الطريق للتنمية الدولية للدول الفقيرة التي تفتقر الى الخدمات الصحية والمواصلات وخدمات المياة بشتى اشكالها المعتمدة على الطاقة كمحرك ومشغل رئيسي وكذلك دعمه ومساندته للاجئين في الدول العربية والشعب الفلسطيني (اونروا)  وتقديمه المنح التعليمية لهم.

كما يشهد للحربش بانه هو الرائد لإضافة فقرة مكافحة فقر الطاقة لبرنامج الامم المتحدة ليتم اعتماده كهدف اضافي رئيسي في عام 2015م ويتغير برنامجهم من اهداف التنمية الالفية (MDGS) الى اهداف التنمية المستدامة (SDGS) حتى 2030 م.    

ان هذه المهمه الشاقة تتطلب عزيمة قوية ومجابهة الصعاب وتحمل المخاطر فهي اشبه بالنهاية المغلقة في أدغال افريقيا ان لم تكن العزيمة متوفرة والاصرار على التنفيد والنجاح، لذلك كان الحربش فارسا لهذه المهمة على مدى خمسة عشر عاما وعلى ثلاث دورات متتالية حيث انتهت دورته الثالثة في بداية نوفمبر ٢٠١٨ م.

ان هذا التجديد لم يتم عشوائيا وخاصة ان هذا الصندوق تشترك فيه عدة دول حيث يبلغ عدد موظفيه مايقارب من 200 موظف وكل دولة تريد ان تقدم مرشحها عند انتهاء الدورة ولكن هذه القامة وهذا الفارس المغوار غمر الساحة بقيادته المتميزة للصندوق واكتسابه المحبة في قلوب الناس من حوله لما يقدمه من تفان واخلاص في انجاح عمله لاوفيد وايصاله لمستوى التميز العالمي بدعم من القيادة الرشيدة، حيث عمل على خلق بيئة عمل صحية لموظفيه وهو اول من استقطب الموظفين السعوديين في اوفيد وزرع ثقافة عمل متميزة وشحذ الهمم لتحقيق الاهداف الانسانية وجعلهم يعملون كجسد واحد يذوبون شغفا في عملهم بالتفكير الجدي لمحاربة الفقر في الدول الفقيرة.

واخيرا هنيئا لك ابا زهير بهذا النجاح الباهر الذي حققته خلال فترة ادارتك لأوفيد وحفرت بصماتك في تاريخ الانسانية وطبعت الابتسامة المشرقة التي لا تفارق وجهك على افواه ووجوه الفقراء والمحتاجين واللاجئين ليذكروك بالخير دائما ويدعو لك بالصحة والعافية وطول العمر.

واخيرا ان من يكتبون التاريخ بمداد الإنسانية والضمير الحي لن يتوقفوا عن عمل الخير حتى تكون لهم جولات إنسانية أخرى.

* مستشار، مهندس بترول بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية سابقًا.

‏Akhunaizi@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×