في السعودية لن ينجو “حاميها حراميها”…!
حبيب محمود
بيانات حملة الحرب على المخدرات متلاحقة ـ وبكثافة عالية ـ منذ مطلع شوال الماضي. آحاد من البيانات اليومية تكشف تساقط المهربين والمروجين والمتعاطين.. كلّها صدرت عن أجهزة الأمن بلا أسماء ولا مناصب، إلا البيان الذي صدر اليوم عن تورط وكيلي رقيب في تشكيل عصابي لترويج المخدرات في العاصمة؛ الرياض..!
وبعد البيان غرّد وزير الداخلية، بصفته واسمه شخصياً، قائلاً “لن ينجو أحد”. وهذه العبارة القصيرة سبق أن قِيلت بلسان ولي العهد شخصياً أيضاً، في إشارة إلى كلّ فاسد. وعلى أرض الواقع؛ شهد السعوديون التفعيل العملي المباشر لإلغاء ما كان يُظنّ أنه حصانة ونفوذ فاعل، ووجود من هم أعلى من النظام..
سقط فاسدون، الواحد تلو الآخر، لا صاحب سمو، ولا صاحب معالي، ولا صاحب سعادة. لا مدني ولا عسكري. ولم يبقَ “كبير” ملوّث بالفساد؛ إلا ووضعه النظام في موقعه الذي يستحقه، حيث “صغّر” نفسه بنفسه، حين كان يظنُّ أنه فوق المساءلة..!
حتى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، نظّفت نفسها بنفسها، وأعلنت عن فاسدين فيها، ووضعتهم على “مسطرة” النزاهة، حسماً وجزماً وصراحة.
واليوم؛ فعلت وزارة الداخلية الإجراء عينه، وأعلنت عن وجود فاسدَين متورطَين في ترويج المخدرات، ووضعتهما على “مسطرة” الأمن، حسماً وجزماً وصراحةً، بل وكشفاً عن اسميهما ورتبتيهما.
وهو على غير ما عوّدت السعوديين من الكشف عن الجريمة ومكانها ونوعها، وحجب معلومات الهويات.
وزارة الداخلية فعلت ذلك ليس لتنظّف نفسها بنفسها فحسب، إنها تفعل ذلك من تلقاء إجراءاتها. بل لأنها تريد أن تؤكد رسالة شديدة العمق لمن كان يظنّ أن بإمكانه أن يكون “حاميها” و “حراميها” في الوقت نفسه. فمن يخلط بين كونه “حامياً” و “حراميّاً”؛ سيجد نفسه “حرامياً” فحسب، وسيكون عقابه أشدّ وأوضح لأنه “خان” أمانة لديه، وخذل وطناً وثق فيه، واختار أن ينتقل من مسؤولية الأخيار إلى بيئة الأشرار.
القول الحاسم: لن ينجو أحد كائناً من كان.