المصري محمد مهنا العوامي: أبحث عن أهلي في عوامية السعودية "العواميات" كثيرة في مصر وليبيا واليمن والمغرب.. فهل يُستدل بتشابه الأسماء على وجود علاقة؟

القاهرة: محمد السيد

محمد مهنا حسن العوامي، صعيدي مصري، وتحديداً من قرية  اسمها العوامية بمحافظة الأقصر، أخذ على عاتقه البحث عن أصول عائلته، وجذورها في محاولة يزعم أن هدفها جمع شمل العائلة التي تنتشر في أقطار الوطن العربي –بحسب وصفه-.

لأيام تواصل مع “صُبرة”؛ مصرّاً على إيصال  صوته إلى من قال عنهم إنهم أهله ومشتركون معه في نسب قديم واحد. وكان دافعه في ذلك هو استناده في رحلة البحث عن جذوره إلى ارتباط عشيرة العوامي في مصر بالبلدة السعودية، العوامية  الواقعة في محافظة القطيف، شرقيّ السعودية تحديداً، بحسب زعمه.

قرية العوامية في محافظة الأقصر – مصر

– أعمامي في القطيف

“لي أعمام في القطيف، وليبيا واليمن، والقبيلة تنتشر في الوطن العربي”، هذا ما ادعاه المصري محمد مهنا، الذي أكد أن طبيعة عمله في التجارة الحرة وتصدير المحاصيل الزراعية، لم تمنعه عن مواصلة ما بدأه بعد العهد الذي أخذه على نفسه.

مهنا حسن العوامي – والد محمد

يستند العوامي في مسيرة بحثه، إلى ما توارثه من أحاديث أجداده حتى والده، وتنقل لكم “صُبرة” تصريحات العوامي كما جاءت على لسانه:

يقول ابن محافظة الأقصر معرفاً نفسه “محمد مهنا حسن العوامي، من عشيرة العوامي الهاشمية التي يعود نسبها إلى آل عبدالمطلب، ومجال عملي التجارة الحرة وتصدير المحاصيل الزراعية”.

يضيف العوامي “لي أعمام في القطيف، وفي مكة، وأيضاً في المدينة، وحقيقة لم أتواصل معهم من قبل، وذلك لأنني لم أسافر إلى السعودية، ولكنني أريد أن أتعرف عليهم، وأن أصل رحمي في المملكة، وهي الموطن الأم لعشيرة العوامي المنتسبين إلى آل عبدالمطلب الهاشمي، وعوامية القطيف هم أبناء عم جدي حسن العوامي”.

محمد العوامي أمام منزله في قرية العوامية – الأقصر

– تجميع العشيرة

يتابع العوامي “عقدت النية على أن أجمع القبيلة مرة أخرى من أقطار الوطن العربي، لصلة الرحم، والتقارب، ومعرفة أنسابنا، وأرجو من كل غيور من عشيرة العوامي أن يساهم معي في تجميع العشيرة مرة أخرى”.

يستكمل العوامي حديثه قائلاً “نرتبط بقبيلة العوامي في السعودية، فالعوامي واحد في أقطار الوطن العربي، ومنذ الفتح الإسلامي ترابط منهم أعمامي وأجدادي في عوامية الأقصر، وتفرع منها عدة أبناء، ومنشأ العوامي من مكة المكرمة ولكنني أتحدث عن الأخوة الأشقاء لجدي حسن هم الآن في القطيف”.

بيانات العوامي كما جاءت في جواز سفره

واستطرد محمد “هاجر جدي حسن من السعودية إلى الأقصر، وفي الأقصر سميت قرية العوامية نسبة إليه، ثم تفرع منها أعمامي في سوهاج، وفي محافظات صعيد مصر، وأيضاً جدي صوان العوامي في فلسطين، وأعمامي في بنغازي في ليبيا، وجدي عمر في اليمن الشقيق”.

وأشار محمد مهنا، إلى أن جده الأكبر عبدالرحمن العوامي مازال مقامه في محافظة مطروح، وهناك مسجد باسمه بني في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، فيما حاول الكثير من ضعاف النفوس أن يزوروا في هذا النسب”.

كتاب أنساب العرب – استند إليه العوامي في بحثه

وحين سؤاله عن بعض الأدلة التي يمكن أن نستند إليها فيما زعمه، استدل محمد مهنا بكتاب أنساب العرب، مشيراً إلى أنه من السهل العثور عليه، والرجوع له لتأكيد النسب. ولكنه لم يحدد نصّاً بعينه في الكتاب.

– مقام “سيدي العوامي” في مطروح

وبالبحث في بعض المراجع التاريخية، وما نشرته وسائل إعلام مصرية، وعربية، عثرنا على بعض المعلومات حول مقام أو ضريح العوامي في محافظة مطروح المصرية، الذي ذكر محمد مهنا في تصريحاته أنه يعود لجده.

مقام “ضريح” سيدي العوامي – مطروح – مصر

ووفقاً لمخطوطة تم تثبيتها على لوحة معلقة داخل ضريح العوامي، أو كما يصفونه في مصر “سيدي العوام”، فإن اسمه الحقيقي هو العربى بن محمد بن عبد القادر بن أحمد شهيدة، وينتهى نسبه إلى الإمام على بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، عليهما السلام. وأن من ألقابه ” الأطرش، وأبي البحار”، وولد فى ولاية مستغانم بالجزائر.

كما ذكر على اللوحة المعلقة داخل ضريح العوامي، سبب ظهور جثمانه في شواطئ مطروح، وتقول الرواية – التي لا تخلو من غرابة – إنه كان في رحلة للحج على متن سفينة وفي صحبته ثلاثة من أبناء أخيه، وعقب أداء مناسك الحج، وأثناء عودتهم توفي العوامي، و لم يبلغ أقاربه ربان السفينة بوفاته.

مسجد العوام – محافظة مطروح

وبحسب معلومات اللوحة، فإن الحجاج الآخرين أبلغوا ربان السفينة بوفاة السيد العربي “سيدي العوامي”، فأمر الربان بإلقاء الجثمان فى البحر حسب المتبع في مثل هذه الحالات، فرفض أقارب العوامي ونشب بينهم وبين الربان خلاف، وبعدها رأى أبناء شقيق العوامي كل منهم رؤيا على حدة (!!!)، يأمره فيها عمه بأن يلقوا جثمانه في البحر وأنه سيرافقهم إلى ما شاء الله، فأبلغوا الربان أن يتخذ الإجراءات المطلوبة، وبعد صلاة الجنازة ألقي الجثمان في البحر، ولاحظ ركاب السفينة أن الجثمان يسير بمحاذاة السفينة.

بعد غروب الشمس ودخول الليل لاحظ الجميع نوراً بجانب السفينة –بحسب ما ذكرته الرواية على لوحة الضريح-، واستمر الوضع لمدة يومين أو ثلاثة، ولم يروا الجثمان في اليوم الأخير، فسأل أقاربه عن أقرب شاطئ لاختفاء جثمان عمهم، فأخبرهم الربان بأنهم شمال مدينة مرسى مطروح المصرية بعدة أميال، وعثر على جثمان العوامي على شواطئ مطروح وهو مازال بالكفن، فقرروا أن يكون له “مقام” في هذا المكان.

صورة لقرية العوامية – سوهاج – مصر

– عوامية مصر وليبيا

وذكرت مراجع تاريخية أن هناك بلدات كثيرة مشابهة في الاسم لعوامية القطيف، وتتجاوز المملكة وقارة آسيا، فعلى سبيل المثال عوامية مدينة سوهاج المصرية تبدو الأقرب إلى عوامية القطيف، نظراً للتشابه بينهما في جوانب عديدة، وعوامية سوهاج هي إحدى القرى التابعة لمركز ساقلتة، ويبلغ عدد سكانها 15.644 نسمة بحسب إحصاءات أجريت عام 2006م.

تنتسب قبيلة العوامة في سوهاج إلى الوالي المغربى عوام بن عوام بن ناسك، والعوامة قبيلة كثيرة العدد، تستوطن مناطق تمتد من مصر شرقاً، إلى بنغازي ليبيا غرباً.

صورة من موقع تاريخ وأصول الليبيين

وفي ليبيا أيضاً يوجد كثير من بطون العوامة ضمن قبيلة العواقير، وتتكون هذه القبيلة من 4 بطون كبيرة، و14 بيتاً، برزت منهم شخصيات لعبت أدواراً على مختلف الصعد؛ الوطنية، الثقافية، الأدبية, الاجتماعية والاقتصادية.

العوامي الكبير

إلى جانب عوامية الأقصر؛ هناك قبيلة “العوامي” في المحافظة نفسها وسميت بهذا الاسم نسبة إلى العوامي الكبير.

نزحت القبيلة إلى مصر مع الفتح الإسلامي، واستقرت في قرية حجازة في محافظة قنا المصرية؛ ثم منطقة الكرنك القديم؛ والعوامية حالياً، ويرجع تاريخ استقرار القبيلة في موقعها الحالي إلى حوالى 300 سنة، وكانت أراضي العوامي الكبير تمتد من شارع المنشية في الأقصر، مروراً بالبياضية حتى جزيرة التمساح على حدود قرية البغدادي من الجهة الغربية.

قرية الهيجة – اليمن

عوامية اليمن

في اليمن، العوامي أصغر من قرية، مجرد محلة تابعة لقرية الهيجة، التابعة بدورها لعزلة الاهمول في مديرية فرع العدين إحدى مديريات محافظة إب جنوب صنعاء.

بحسب تعداد أجري عام 2004، لا يتجاوز عدد سكان عوامية اليمن 136 نسمة، لكن عوامية اليمن أنجبت شخصيات بارزة على الصعد الثقافية والأدبية، وآخرون برزوا في الخدمة المدنية والعسكرية، يحمل بعضهم اسم “العوامي”.