شقيقة ياس خضر تنعاه من القطيف: آخر عهد عينيّ به قبل كورونا ملوك القزويني فسّرت نبرة الحزن في حياة شقيقها الأصغر
القطيف: ليلى العوامي
بصوت مبحوح مشحون بنبرة العراق الحزين؛ تحدّثت السيدة “ملُّوك” عن شقيقها الذي رحل مساء البارحة، الفنان ياس خضر. السيدة الثاكلة المعروفة، في القطيف، بلقب “العلوية”؛ تحدثت لـ “صُبرة” من منزل ابنتها “ابتهاج”، حيث تقيم منذ أشهر، وحيث تلقّت النبأ، مساء البارحة.
وقالت “العلوية” إن آخر عهدها بشقيقها الراحل الكبير كان قبل انتشار جائحة كورونا، ناعية إياه بقولها “لله الأمر، هو منذ أن جاء للدنيا وهو مصدوم ومنكوب، فقد توفي والده وهو في بطن أمه في الشهر السابع”. ثم صمتت “العلوية” لبرهة لتغالب دموعها، ثم قالت “كنت أريد أشوفه.. لكنه مات”. وأضافت أنه كان يومياً يحدثها من المستشفى ليطمئنّ عليها وتطمئنّ عليه.
فراق الشقيق
إنه فراق الشقيق، لكن السيدة المكلومة في شقيقها؛ تقبّلت مواساة “صُبرة” لها، وترددت الكلمات على لسانها مبعثرة، مثل بعثرة مشاعرها وهي بعيدة عن شقيقها الأصغر.. قالت “ما أقدر أحچي عنه.. هو مات وأنا بعيدة عنه.. يحبنا ويحب أولادي”. ثم عطفت حديثها التلقائي نحو شقيقها قائلة “سامحني أنت كنت تريد رؤيتي لكني بعيدة عنك، لم أستطع الذهاب إليك”.
لكن الحزن الشديد لم يؤثّر في ثبات إيمان المرأة الفاضلة.. قالت وهي تبكي “هم السابقون ونحن اللاحقون”. وهكذا بدت الحاجة “ملوك” حزينة متوشحة بحجاب نساء العراق الأسود”. وحين استأذنّاها في التقاط صورة، كان الأمر صعباً، لأن دموعها كانت أوضح من أن تُخفى.
قالت إنها لم تره منذ ثلاث سنوات، بسبب جائحة كورونا، وحين توفيت ابنتها “افتخار” لم يكن موجوداً في بغداد. وقبل أشهر جاءت إلى القطيف لزيارة ابنتها “ابتهاج”، وكان ترتيبها أن تعود إلى بغداد الشهر المقبل، وكان في خاطرها أن تلتقي أخاها الذي تلاحقه شائعات الموت.. ومساء البارحة لم يكن موته شائعة، بل حقيقة صعقتها وأجرت دموعها.. وعصرت قلبها حزناً على رحيل أصغر أشقائها”.
من هي ملّوك العلوية..؟
كريمة السيد خضر بن السيد علي القزويني الحسيني ولدت في العراق، وكان والدها شاعراً وخطيباً، توفي في الثلاثين من العمر، وكانت أمها حاملاً بـ “ياس” حين توفي. ولذلك وصفته بأنه “ولد بلا أب”، وقالت إن “هذا أثر كثيراً في حياته”. أما عن تسميتها بـ “ملوك” فتقول إن السبب هو علاقة والدها بالملك غازي.
تزوجت “ملُّوك” من الحاج حسن الشيخ علي الخنيزي وهي في منتصف العشرين، لكنها ترمّلت بعد ثلاث سنوات من زواجها، لتكمل الحاجة حياتها في العراق، وبقيت فيها، لكنها تزور القطيف بين فترة وأخرى.
أنجبت “العلوية” ابنتين من الحاج الخنيزي، الأولى المرحومة “افتخار” زوجة الحاج محمد رسول الزاير، حيث كنا اليوم في منزله. والثانية هي “ابتهاج” أرملة العراقي الحاج مشرق القزويني، وتقيم حالياً في القطيف.
ياس خضر القزويني
في المنزل نفسه استقبلنا الحاج محمد رسول الزاير الذي قدّم إيضاحًاً لتاريخ أسرة الراحل ياس خضر، وبدأ بتعريفه قائلاً “السيد ياس بن السيد خضر بن السيد علي الحسيني القزويني، وهو من القزاونه الذين يسكنون النجف، والحلة”، في العراق.
وأضاف “عُرفت هذه الأسرة بوجود عدد من العلماء والخطباء، أمثال المرجع الكبير السيد مهدي القزويني الحسيني، وأنجاله الأربعة الميرزا صالح القزويني، والسيد حسين القزويني، والسيد محمد القزويني، والميرزا جعفر القزويني، وجميعهم معروفون في الأوساط العلمية والأدبية في النجف والحلة”.
وعن والده يقول الزاير “كان من أبرز خطباء النجف المرموقين، وقد كتب سيرته الشيخ علي الخاقاني في الكتاب المشهور “شعراء الغري”، حيث قال عنه: حُبي بجمال الصوت، والصورة حتى أن الشعراء في النجف إذا أرادو أن تروجَ قصائدهم؛ فإنهم يقدمونها للسيد خضر لينشدها”.
“وقد توفي شاباً عمره لا يتجاوز 34 بسبب مرض السل وله ديوان مطبوع”.
أما السيد ياس فقد بدأ في وقت مبكر يقرأ القرآن في المحافل الدينية، وفي إحدى مجالس العزاء أعجب بصوته أحد المسؤولين، ومنها أتجه للفن”.
اقرأ أيضاً
https://www.sobranews.com/sobra/237970
السيد القزويني يلحق برفيقيه كريم العراقي ومظفر النواب في “قطار الليل”