مريم ومريا.. تبوحان بسر صناعة الدمى في “صنعتي 2023” مصدر راحة وسلام نفسي نستمد منهما إصرارنا على النجاح
الظهران: شذى المرزوق
لم تكن الدميتان اللتان تطالعان المارة عند جناح 117 في معرض “صنعتي 2023” سوى تعويذة الحظ التي تحملها “مريم آل سالم” معها دائماً كلما شاركت في مهرجان أو فعالية للأسر المنتجة.
وبحسب ما ذكرت “مريم” فهما تعريف بهوية العمل على صناعة الدمى من خيوط الكروشيه الذي شغفت به وتعلمته منذ أكثر من 9 سنوات.
واستدركت “ما لا يعرفه مرتادي الجناح أن هاتان الدميتين تمثلان مريم وأختها ماريا، ماريا هي من بدأت الفكرة فرسمت صورتي وصورتها رسماً كرتونياً، في حين عملت أنا على تصميم وتنفيذ الدميتين”.
وأوضحت “أحداهما حملت شخصية، واسم ماريا الفتاة النشطة التي تفضل شعرها مجعداً دائماً، والأخرى أنا بشعر منسدل وملامح هادئة كما تراني شقيقتي في نظرها”.
لافتة أنهما دميتان صنعتا بحب.. ليستا للبيع كباقي الدمى المعروضة في الجناح، بل هما مصدر راحة وسلام نفسي استمد منهما قوتي بإصرار على النجاح.
هواية واحدة جمعت الأختان، لغة الشغف نفسها، والميول نفسها، والأجمل من ذلك كله أنها هواية مكتسبة من والدتهما منى ال سالم معلمة الرياضيات في متوسطة القديح.
وعن ذلك قالت “مريم”: كانت هواية أحبتها أمي في الأساس، فأبدعت فيها، وعلمتها لنا لنجتمع معاً في هواية مشتركة، وشغف كبير مع اختلاف الميول.
وأبانت: “فيما ركزت والدتي على تعلم حياكة الأزهار والورود مختلفة الأنواع بين زهرة الخزامى، والنرجس، والتوليب إلى وردة الروز والقرنفل، والخش خاش وحتى اللوتس.
كنت أنا على جانب مختلف تستهويني الدمى بتفاصيلها المختلفة من دمى الرسوم الكرتونية كالأقزام السبعة، إلى الدمى الكاريكاتيرية للشخصيات ومنه للدمى العامة بتصاميم كنت أسعى بجهد في احترافها وطورتها ذاتياً.
أما “ماريا” ومع أنها تستهويها ذات الفكرة للدمى لكنها تميل بشكل كبير للجانب الفني التشكيلي من العمل، كرسم الشخصيات، وتصميم البنارات والبطاقات التي مثلت مشروعي في مبادرة داعمة منها لي، فضلاً عن اهتمامها وتركيزها على جانب التصميم الفني العام والموشن جرافيك والجوانب التقنية الفنية.
وبحسب ما تذكر مريم فقد بدأت فعلياً بافتتاح مشروعها عام 2014 بصناعة دمى كرتونية مختلفة، وعرضها للبيع، حتى بدأت تنال اهتمام المتابعين لها ولقيت رواجا طيباً، ولكنها حاولت ابتكار شخصيات جديدة مستعينة بقراءة الباثرونات الخاصة بالتصاميم لعمل أشكال مختلفة، حتى تطورت في هذا الجانب وانطلقت منه لصناعة متنوعة وحياكة مختلف الأشكال”.
ولفتت “شاركت في معرض صنعتي سابقاً وأيضاً مشروعي تحت مظلة جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف، كما شاركت في فعاليات مختلفة في المحافظة وخارجها”.
طورت مريم من عملها فعملت على تقديم دورات حياكة الدمى بالكورشيه وعن هذا قالت مبتسمة ليست كل الطلبات التي يتقدم بها العميل تتناسب مع بصمتي ولأنني أعمل بحب أسعى دائماً أن يكون العمل بجودة عالية وابداع، وهذا لا يمكن أن يكون في أمر أنا غير مقتنعة به، لذلك فضلت أن أعلم هؤلاء العملاء طريقة العمل من خلال دورات تدريب ليكون المجال متاحاً له لصناعة ما يرغب، وكانت سبيلاً آخر يضاف لعملي أيضاً
وأكملت كما قمت ببيع خيوط الكورشيه والأدوات الخاصة بالحياكة وبعض الاكسسورات التابعة لها مثل الباروكات الصغيرة لشعر الدمية، وغيرها
وعن ذلك أشارت أن فترة كورونا أسهمت في توسع نطاق عملها في البيع ففترة الحجر انتجت هوايات وابداعات مختلفة منها تعلم فن الحياكة بالكورشيه وصناعة الدمى وبالفعل منه بدأت واستمرت في بيع الخيوط والأدوات التي وصلت فيها حجم الطلبيات لخارج المنطقة وحتى خارج المملكة
يجدر ذكره أن مريم خريجة كيمياء حيوية من جامعة الملك سعود بالرياض، وهي أم لثلاث أولاد أكبرهما في سن الـ ١٢ عاما، وشقيقتها ماريا خريجة تخصص تربية خاصة من ذات الجامعة.