لهجة القطيف العامية من الشعر الفصيح: حرف الجيم [6]
بعد حلقات استدراك على حروف سابقة، يستأنف الشاعر عدنان العوامي استعراضه للكلمات العامية القطيفية ذات الأًصول الفصيحة، ومن شواهد الشعر العربي. ويُنهي، في هذه الحلقة استعراض كلمات حرف الجيم، ليستمر غداً في حرف الحاء.
جَحْلة
الجَحْلُ: السِّقاءُ الضَّخْمُ، أو الزِّقُّ، عن أبي زَيد، جمعه: جُحُولٌ وجُحْلانٌ بضمِّهما. (السيد مرتضى الزبيدي – تاج العروس).
أهل القطيف يأنثون الكلمة، ويعنون بها وعاءً من الفخار أكبر من الحُبِّ ( الراقود)، يتخذونه لحفظ ماء الشرب.
ومما جاء فيه شعرًا قول الأعشى:
إِذا ما الآثِماتُ وَنَينَ حَطَّت
عَلى العِلّاتِ تَجتَرِعُ الإِكاما
وَأَدكَنَ عاتِقٍ جَحْلٍ سِبَحلٍ
صَبَحتُ بِراحِهِ شَرباً كِراما
مِنَ اللاتي حُمِلنَ عَلى الرَوايا
كَريحِ المِسكِ تَستَلُّ الزُكاما([1])
وقول النابغة الجعدي:
وَشَمُولٍ قَهوَةٍ باكَرتُها
فِي التَبَاشِيرِ مِنَ الصُّبحِ الأُوَل
باشَرَتهُ جَونَةٌ مَرشومَةٌ
أَو جَدِيدٌ حَدَثُ القارِ جَحَل([2])
وقول النابغة الشيباني:
كَأَنَّني شارِبٌ مِن ذِكرِهِم ثَمِلٌ
لَذٌّ يُعَلُّ بِخَمرِ الطاسِ وَالكوبِ
أَخو نَدامى كِرامٍ حَلَّ ضَيفُهُمُ
بِرَيَّةٍ باتَ يُسقى غَيرَ مَسلوبِ
تَدِبُّ فيها حُمَيّاها وَقَد شَرِبوا
مِنها قِطابٌ وَمِنها غَيرُ مَقطوبِ
شَربٌ يُغَنّونَ وَالرَّيحانُ بَينَهُمُ
وَكُلُّ جَحْلٍ مِنَ الخُرطومِ مَسحوبِ([3])
([1])ديونه، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1404هـ، 1984م، ص: 191.
([2])ديوانه، جمعه وحققه وشرحه د. واضح الصمد، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1998م، ص: 114.
([3])ديوانه، شرح وتقديم قدري مايو، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1415هـ، 1995م، ص: 37.
[يُتبع غداً في الثامنة صباحاً]