مبارك العوض.. وداعاً لـ “الحواس الثلاث” ابن الأحساء أحب القطيف وصفوى.. وصرف حياته في الفن والصحافة.. وحب الناس

متابعة: ليلى العوامي

من نخيل الأحساء، إلى نخيل القطيف وصفوى وعين دارويش والعين الجنوبية، والمعهد الصحي، وجمعية الثقافة والفنون، وجريدة اليوم، وصحة الشرقية، والدمام، والخبر، وفيس بوك، وواتساب، والسرطان..!

 شريط حياة طويل أنهكه الركض وأتعب روحه وجسده، وقال له، مساء البارحة “توقف”..!

هكذا عاش مبارك العوض، وهكذا رحل، بعد صمتٍ غير معتاد. منذ 25 أبريل الماضي؛ لم تعد صفحته نشطة، تفرّغ لصراعه الأخير، مع الورم الذي أعاق عمل رئتيه، وأصمت شكاواه، وإشاراته إلى ما يكابده في هذه الحياة التي لم ترحمه لقرابة 70 عاماً.

آخر مشاركة له في فيس بوك

مساء البارحة، نشط اسم “مبارك العوض”، في تأبين أصدقائه ورثائهم.. مات ذو الابتسامة السمراء، المراقب الصحي السابق، الصحافي الفني السابق، الممثل السابق، الكاتب السابق..

صاحب الاسم الذي لم يحصل على ما ينبغي أن يحصل عليه رجل بمثل ذكائه، وحسه الأدبي، ورهافة شعوره، ونكاته المتلاحقة.. وبسمته..

رحم الله مبارك العوض، وربط على قلوب ثاكليه..

صديقه حميد قاسم يتساءل عنه قبل أيام

مع عائلته في صور نشرها بنفسه في صفحته

في يوم تخرجه من المعهد الصحي بصفوى يونيو 1972م

مما كتبه في الأشهر الأخيرة

قطار الرحيل

رحم الله الشيخين ويا حُسْنَ الختام..!

الصورة أعلاه تضمّني والصديقين الراحلين شاكر عبدالله الشيخ بوبدر ( من (اليمين ثم آخر الراحلين من أحبائنا جواد فارس الشيخ بوفارس (رحمهما الله رحمة واسعة، ومحسوبكم أقصى يسار الصورة وتم التصوير بمبنى فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام بداية افتتاحه في شارع الخزان (شارع 18).

هذه الصورة عزيزة بذكراها ومناسبتها ؛ بعث بها إليّ الصديق الفنان محمد علي الموسى مصحوبة بالتعزية والمواساة ، وأشكره على التعزية.. وعلى الصورة بالتأكيد ؛ وصاحب المقالب الفنان محمد علي الموسى لديه مئات الصور ؛ لكنه اختارها لينصحني بالعمل على أن أحصل على حسن الختام شكراً بوعلي، ربي يطوّل عمرك وأنتظر الالتحاق بالراحلين في أية لحظة يدنو بها الرحيل كما أرادها الله.

مبارك العوض

23 نوفمبر 2022

من أصدقائه القدامى

كما عرفوه:

صاحب دور مؤثر في الصحافة الفنية

عبدالرحمن السليمان*

عملت معه عام 1983، أي منذ أربعين عاماً في صحيفة اليوم. أما معرفتي به فكانت قبل هذا التاريخ بكثير، فعندما تأسست جمعية الثقافة والفنون في الدمام؛ عمل رئيساً لقسم الاعلام والنشر فيها. وفي “اليوم”؛ كان المشرف والمحرر لملحق الحواس الثلاث الفني والصفحة الفنية اليومية في الصحيفة.

أسهم بمتابعته وحرصه على دعم الفن والفنانين والموهوبين بكل اهتماماتهم الفنية، ودوره معروف بتقديم والتعريف بالنشاط الفني على مستوى المملكة وبالخصوص في المنطقة الشرقية.

عرفت فيه روحه المرحة وحبه للجميع وحرصه على دعم اي نتاج فني او موهبة فنية.

لم تفارق مبارك ضحكته التي رسمها من قلب، او تعليقاته التي تمتزج بالذكاء والدعابة. كان مرحاً حتى قبيل وفاته حتى عندما تحدثت معه للسؤال والاطمئنان عليه.

خبر وفاته؛ كان بالفعل حزينا، بعد صبره وتحمله ومعاناته من المرض الذي أصاب وانهك رئتيه.

عن دوره في صحيفة اليوم:

في بدايات الثمانينيات كانت الحركة الفنية في المنطقة الشرقية والمملكة عامة مزدهرة ومنطلقة، وقد تأسست بعض فروع جمعية الثقافة والفنون قبل ذلك العقد، في الدمام كانت الجمعية قد انطلقت مع العام 1978، ومواكبة لكل الأحداث الفنية والنشاط المتقد.

وقد أطلقت جريدة “اليوم” ملحقاً فنياً مهماً تحت اسم “الحواس الثلاث” مع صفحة يومية، وكُلّف بالإشراف عليه.

استحضر العوض كل طاقته لعمل متميز يتماشى مع تلك الحيوية التي تشهدها أروقة جمعية الثقافة والفنون بالأحساء والدمام وفروع الجمعية الأخرى المنتشرة في مدن المملكة، بجانب نشاطات الفنانين الفردية خاصة المطربين والملحنين والكتاب.

وكذلك الأنشطة بكل أشكالها المسرحية والموسيقية والأدبية والشعبية والتشكيلية حاضرة، حيث شهدت الثمانينيات ظهور العديد من الأسماء الذين شجعتهم الجمعية كما دعمتهم، وواكبت نشاطهم وحضورهم. كما دعمتهم “الحواس الثلاث” عبر الملحق الذي لم يكن يخلو من أخبار أيوب خضر أو محروس الهاجري أو رابح صقر أو سعد الشهاب أو ناصر المبارك وسمير الناصر وحسين الهويدي وعبدالمحسن النمر وإبراهيم السويلم وإبراهيم جبر وأحمد النوة وراشد الماجد وعبدالرحمن الحمد ومحمد المبيريك وجواد الشيخ وعمر العبيدي ومبارك السعيد وصالح بوحنية وعلي المصطفى.. وغيرهم كثير.

كان الملحق – ذو الصفحات الأربع – يبني علاقة مع كل المؤسسات المعنية بالفنون والثقافة، خاصة الجمعيات التي انطلقت أعمالها في الطائف وجدة والقصيم وغيرها.

خصص الملحق زوايا ومساحة كبيرة ترصد النشاطات التي تنشرها الصحف التي خصصت هي الأخرى ملاحق فنية أو صفحات، وحملت المتابعة أو الزاوية اسم بانوراما وهذا عمق شيئا من العلاقة مع بعض المحررين في الصحف المحلية.

زميلنا الراحل؛ تفرغ للعمل الصحفي فعمل في عكاظ بعد اليوم لكنه عاد الى عمله الحكومي بعد ان ترك العمل الصحفي وفتح نوافذه الاعلامية من خلال صفحة على الفيس بوك.

* تشكيلي، رئيس جمعية التشكيليين السعودية سابقاً، مشرف الصفحات التشكيلية في “اليوم”، سابقاً.

—————-

صاحب “الحواس الثلاث”

سليمان أبا حسين*

عرفت الاستاذ مبارك العوض في سن مبكرة، من دخولي الصحافة عبر صحيفة اليوم. كان ذلك في بداية الثمانينات الميلادية في مبنى “اليوم” في حي الطبيشي، شرقي الدمام. كان المبنى يقع قرب سكة القطار، قبل أن ينتقل مقر الصحيفة ـ فيما بعد ـ إلى المبنى الواقع في شارع النخيل، بحي البادية.

كان الاستاذ مبارك يحرر ويشرف على الصفحة الفنية التي عرفت باسم “الحواس الثلاث”، ليصبح رئيسا للقسم بعد تولي الأستاذ عتيق الخماس ـ رحمه الله ـ منصب مدير التحرير في المطبوعة.

كان مكتبه ـ رحمه الله ـ يعج بالفنانين والمثقفين، من العاملين في جمعية الثقافة والفنون بالدمام والوسط الثقافي والفني في المنطقة، خاصه وان مكتبه يلاصق القسم الثقافي الذي تناوب على الإشراف عليه عدد من المثقفين، منهم الاستاذ على الدميني، رحمه الله، والصديق الاستاذ عبدالرؤوف الغزال.

كانت الحواس الثلاث، إحدى الصفحات الرئيسية اليومية في “اليوم”، وكان العوض قد كوّن شبكة من المراسلين المتعاونين من داخل المملكة ومنطقه الخليج.

كانت تجربة ثرية تبنّى فيها العوض المواهب الناشئة في الغناء والتمثيل.

كانت رسالتي الصحفية الأسبوعية من خارج المملكة، حيث أدرس الجامعة، وتحمل أغلبها مواد فنيه بحكم وجود أضخم منشأه للإنتاج التلفزيوني العربي بقربي.

رحمه الله رحمه وسعه، كان موجه ويتعامل مع المادة التحريرية بشغف وحب ومع احتواء جميع الاقلام والاصوات، اسس لمنهج ومسار جديد للصفحات الفنية في الصحافة العربية والخليجية.

* رئيس تحرير “اليوم” سابقاً، رئيس دار “ميديا”

—————-

يلتف الفنانون حوله

يوسف الحربي*

الكاتب والصحفي مبارك العوض.. عرفته من خلال الفعاليات والمناسبات الفنية والثقافية في جمعية الثقافة والفنون بالدمام. كنت اعرف هذا الرجل الذي يلتف حوله الكثير من الفنانين والمثقفين، صاحب الضحكة العالية والابتسامة لكل من يراه، يناقش بعفوية وأريحية.

حضوره مميز في الفعاليات، ملازم لكثير من المناسبات المهمة، خصوصا المسرح والشعر. عمل مع الكثير من المثقفين لاسيما أنه رأس قسم الإعلام في الجمعية في عقود سابقة.

لحضوره ووجوده نكهة مغايرة.

وللأمانة كنا نسعد بوجوده وحديثه الممتع ومزحه المعتاد في كل مكان في الجمعية، قد تكون علاقتي به حديثة، مقارنة بالكثير من الأسماء، لكنني لا أقول الا رحمه الله واسكنه فسيح جناته. عظم الله أجر كل المحبين والمقربين له وعائلته وأعضاء الجمعية بكل مكان وأحسن الله عزاهم.

* رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام حالياً.

—————-

روح غاية في الصفاء

عيد الناصر*

أول معرفتي الشخصية به كانت عام ٢٠٠٠م في جمعية الثقافة والفنون. في أًول حديث لي معه لفت انتباهي بمعرفته بالكثير من وجوه الثقافة والفن في المنطقة الشرقية، معرفة دقيقة الى حد كبير.

وبعد ذلك عرفت أنه يعمل في الصحافة وكذلك تولى مسئولية قسم الاعلام في الجمعية.

أكثر ما يميزه أنه كان طيب المعشر، الابتسامة والضحكة لا تفارق محياه، تميز بروح وطنية وانسانية غاية في الصفاء والصدق.

ولكن يبدو ان الحياة كانت قاسية عليه في كثير من الوجوه. رحم الله الصديق مبارك بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وأعان أهله على هذا الفقد الجلل.

* كاتب، رئيس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام سابقاً.

حضوره في الفعاليات

من صفحته وصفحات أصدقائه

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×