ريما الألمعي.. أنقذت إخوتها وماتت أمام عين أبيها موجة رثاء تملأ فضاء منصة "إكس" إجلالاً لابنة "حسوة"
متابعة: شذى المرزوق
سطرت بنت الجنوب ريما مناع راشد الألمعي -رحمها الله-، قصة بطولية حين قررت أن تضحي بنفسها في سبيل إنقاذ إخوتها من الموت سقوطاً بسيارة والدها، وتوفيت أمام عين والدها.
في التفاصيل، فقد تعطلت سيارة الأب على سفح جبل في محافظة رجال ألمع، حين كان متجهاً مع عائلته صعودًا إلى مقر قريتهم في مركز حسوة عبر عقبة (المعلك)، وذلك في الساعة الخامسة من مساء أمس الأربعاء.
خرج الأب من السيارة في محاولة لسحب المركبة التي كانت على جرف هاوية الجبل، ولكن السيارة بدأت تعود للخلف بسرعة كبيرة، الأمر الذي دفع “ريما” للتصرف العاجل والمسؤول بحماية حياة إخوتها.
أسرعت ريما بقذف إخوتها واحداً تلو الآخر قبل الوصول إلى حافة الجبل؛ واستطاعت إنقاذ 3 منهم، ولكن القدر لم يمهلها لإنقاذ نفسها، فيما كانت تحاول سحب أخيها البالغ من العمر 11 عاماً إلا أن أمر الله نفذ؛ لتسحبهمت المركبة سقوطًا من أعلى الجبل، وتقذف بريما متوفاه، وبأخيها في العناية الفائقة، ويُنجي الله من بقي بفضله ثم بفضل البطلة ريما -رحمها الله-.
أثار الحادث موجة حزن مجتمعية كبيرة لفقد الشابة التي لم تتجاوز الـ 21 عاماً من العمر، فيما كانت تستعد لبدء حياة طموحة وعملية لممارسة العمل في مطار الملك خالد بالرياض بعد أن أنهت مرحلة التدريب هناك، لتنتهي حياة الشابة بطريقة مؤلمة ستبقى في ذاكرة الأخوة الصغار الذين افتدتهم ريما بنفسها.
وتوالت التعازي من مختلف مناطق المملكة في منصة X “تويتر سابقاً”، من بينها ما دونه يحيى الألمعي “صادق التعازي للأخ الكريم مناع بن راشد الألمعي في وفاة ابنته، واسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان، كما اسأله جل في علاه أن يشفي ابنه المصاب عاجلاً غير آجل، تعازينا للأسرة الكريمة”.
وعلق دكتور عبدالله الجميل قائلاً “رحمكِ الله وغفر لكِ أيتها الفتاة العسيرية بنت الرجال، البطلة ريما بنت مناع رمز الوفاء و الإيثَار، اقترح أن يوضع شارع باسمها في محافظة رجال ألمع، البطلة الشهيدة ريما بنت مناع لتضحياتها لإخوتها، ليتذكرها الجميع ويدعو لها كل يوم، وليس مستغرب على أهل منطقة عسير الوفاء والإيثار.”
وكتب قس بن ساعدة “اللهم ارحم البطلة ريما بنت مناع، التي سطرت موقفاً فدائياً ودفعت حياتها ثمنًا لإنقاذ 3 من أشقائها، بعد أن هوت بهم سيارتهم المتوقفة قرب سفح أحد جبال رجال ألمع.”
وبرثاء كتبت رنيم عبد السلام “كم آلمتني قصتها، اللهم تقبلها في الشهداء والصالحين، وأربط على قلوب ذويها ومحبيها، اللهم أجعل قبرها روضة من رياض الجنة، اللهم أطعمها من ثمار الجنة، وافسح لها في قبرها، وأفتح لها بابًا تهب منه نسائم الجنة لا يسد أبدًا”.
لاحول و لاقوة إلا بالله
موقف بطولي و شجاع يسطر بأحرف من ذهب
شكراً للمتألقة على الدوام الأستاذة شذى