نصّاب نيجيري يمنح “صُبرة” لقب “فضيلة الشيخ”.. ويطلب “فلوس” لـ “حفر آبار” أجابته: النظام السعودي لا يسمح بالتحويل إلى الخارج.. فاقترح: حوّلوا لوسيط عندكم

واتساب: صُبرة

هناك آلاف من السعوديين والخليجيين يتلقون مثل هذه الرسالة، استعطاف، استدرار مشاعر، إيهام بفعل الخير، ادعاء حاجة إنسانية.. الأساليب مختلفة، والقصة التي نسردها ليست أكثر من واحدة من آلاف.

بدأت القصة برسالة “واتساب” إلى الرقم المخصص لتلقّي رسائل القرّاء. بدأ المرسل بالسلام، ووصف “صُبرة” بـ “الشيخ”.. و “فضيلة الشيخ”، ثم عرض المطلوب..

تحويل أموال لمساعدة الفقراء.. مقاطع فيديو تزعم وجود حاجة وتبرير.. وبعدها رسالة صوتية تكرر وصف الصحيفة بـ “فضيلة الشيخ”..!

“صُبرة” ـ بدورها ـ ردت على الرسالة الصوتية برسالة صوتية؛ خلاصتها أن التشريعات السعودية لا تسمح بتحويل أموال تبرعات إلى الخارج إلا عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، بوصفها القناة الخيرية الوحيدة المأمونة والخاضعة للشفافية والحوكمة الرسمية.

“النصّاب” اقترح وسيلة “آمنة” في رأيه.. هي عدم تحويل الأموال إلى الخارج مباشرة، بل عبر وسيط داخل السعودية، وهو بدوره يحوّل الأموال إليهم..!

نيجيريا أخطرهم

“النصب تحت مسمي الأعمال الخيرية”.. وسيلة احتيالية قديمة يستخدمها النصابون وتطورت مع الوقت بفضل تطور التكنولوجيا وظهور التطبيقات الحديثة على الانترنت التي جعلت من العالم كرة صغيرة فعلا.

وحتى اللحظة لم يكف النصابون عن الطرق على جولات السعوديين، من دول افريقية مثل: تانزانيا، واوغندا، وزامبيا، وتشاد، ونيجيريا أخطرهم اذ يستخدم نحو 20% من سكانها الانترنت في عمليات الاحتيال المالي، وتنشط مجموعات كبيرة من الشباب المحترف في هذا المجال على اصطياد الضحايا من كافة دول العالم وخاصة دول الخليج وتحديداً، من السعوديين باسم التبرع مستغلين كرمهم وإنفاقهم في سبيل الخير.

احد مستخدمى وسائل التواصل يستغل هذا الحشد لطلب مساعدة باسم الفقراء

طرق احتيالية

وجاءت على رأس الطرق الاحتيالية انتحال أشخاص لصفة جمعيات خيرية أو شخصيات مجتمعية بارزة والطلب من الجمهور التبرع لأشخاص معينين، لجمع مبالغ مالية على أنها أموال تذهب لمساعدة الفقراء، وطلب التبرعات لتأسيس مشروعات خيرية في الخارج كبناء مساجد وحفر آبار مياه، ومساعدة أيتام.

استخدام مقاطع الفيديو لمطالبة أهل الخير بالتبرع

استخدام الفيديوهات

وفي مقطع فيديو مصور لشباب من نيجيريا يتحدث العربية بطلاقة حيث استغل وجود بعض النساء وهن يحملن المياه فوق رؤوسهم من بئر في احدى الغابات في بلدة تسمي “كسب”.

وناشد من خلال المقطع الذي ارسله بشكل عشوائي ووصل لنا في “صُبرة “.. قائلا: محتاجين منك المساعدة في بناء بئر، لان هؤلاء النساء يقطعن مسافات بعيدة لبعد موارد المياه عن منازلهن”، مشيراً إلى نفسه بوصفه من جمعية خيرية تتولى نشاط التنمية الاجتماعية، “وزرت هؤلاء لتحقيق أمرهم ورفع طلبهم إلى أهالي الخير للتبرع لهم”، مختتماً بعدد من الأحاديث النبوية.

طلب التبرعات لبناء المساجد لاستعطاف أهل الخير

أمن الدولة تحذر:

وفى وقت سابق حذرت رئاسة أمن الدولة من الاستجابة لدعوات متزايدة لجمع تبرعات وأموال لأعمال خيرية خارج المملكة مؤكدة أن ذلك يعرض المتبرع للمساءلة.

جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم رئاسة أمن الدولة: “انطلاقًا من الحرص على سلامة العمل الخيري، وتنامي مصادر دخله، ونظرًا لما لوحظ في الآونة الأخيرة من كثرة الرسائل والدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جهات خارجية مجهولة تقوم بإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت، وتدعو لجمع أموال أو تبرعات لغرض المساهمة في العمل الخيري خارج المملكة”.

كما حذرت من الاستجابة لتلك الدعوات والرسائل أو تداولها، أو المشاركة فيها، وحثّت الجميع على عدم التبرع لتلك الجهات؛ كون ذلك يعرّض المتبرع للمساءلة وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة.

ودعت الرئاسة في بيانها “الراغب في التبرع داخل المملكة أن يتوجّه إلى القنوات المصرّح لها في الداخل، وأما من يرغب التبرع للخارج؛ فإن الجهة الوحيدة المصرّح لها بإيصال التبرعات خارج المملكة هي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.