بعد 65 سنة.. “قهوة اقريش” إلى أرشيف الذاكرة
عبدالله حسن شهاب |
يعرفها أصحاب الباصات واللواري والشاحنات وحملات الزيارة بقهوة اقريش. فيما يعرفها البعض الآخر بقهوة “اصبيغاوي” وهو أسم السيحة الزراعية التي تقع فيها. على الطرف الشرقي من طريق التابلاين الذي عرف فيما بعد بطريق الكويت القديم تقبع هذه المحطة في منطقة صحراوية معزولة تماما.
في وسط رمال الصحراء المتحركة أنشأها في منتصف القرن الميلادي الماضي وتحديدا في نهاية الخمسينات الحاج علي اقريش من أهالي مدينة صفوى الطيبة. كان ذلك تحديا حقيقيا لهذا الرجل العصامي الذي حملت هذه المحطة أسمه.
تتكون من محطة وقود للبنزين والديزل وقهوة شعبية وبقالة واستراحة للمسافرين مع خدماتها. وعلى بعد مرمى حجر منها هناك عين نباعة تستسقي منها الماء لازالت قائمة حتى الآن.
يقصدها الناس من كل مكان حيث كانت دائمة الحركة والنشاط ليلا ونهارا .
أعتاد المسافرون إلى العراق ودول الشام والكويت وشمال المملكة أن يحطو رحالهم فيها للتزود بالوقود والراحة والصلاة فهي بالنسبة لهم أشبه بالمطار. كان لها صيت وشهرة واسعة لا يشق لها غبار.
انحسر دورها وتراجع نشاطها بعد فتح طريق ابوحدرية مطلع الثمانينات حتى قرر مالكوها إحالتها إلى التقاعد، والاكتفاء بالمزرعة الخضراء الواقعة خلفها على مساحة واسعة.
ما زالت أطلال مبانيها وغرفها العتيقة شاهدة على تلك الحقبة الزمنية الجميلة.
في طريق عودتي من مشوار عقاري توقفت بجانبها…وفي نفسي حسرة على هذا التراث الجميل… رادودتني فكرة أن يجدد إحد بنائها ويعاد فتحها لتكون قهوة للمزارعين ومحطة لهم بعد انتشار المزارع والاستراحات الكثيرة حولها.
كم أتمنى على هيئة السياحة والمهتمين بالتراث والآثار الدفع بهكذا فكرة لعل وعسى أن ترى النور يوما ما.
ولعل الصحفيين والإعلاميين عليهم مسؤلية تسليط الضوء الإعلامي على هذه القهوة وإبراز دورها وعمل مقابلة مع مالكها أو أحد ابنائه.