[قاهرات السرطان 4] 10سم غيرت مجرى حياة عواطف

القطيف: ليلى العوامي

قبل 4 سنوات؛ بدأت المواجهة. كانت في الـ 34 والثلاثين، حين أحست بتغير في صدرها الأيسر، ووجود كتلة غريبة، صاحب ذلك ارتفاع في الحرارة وتعرق. كان قرار الذهاب إلى الكشف سريعاً، زارت مستوصف الحيّ، لكن الطبيبة العامة لم تُظهر اهتماماً كافياً، وحاولت طمأنتها “قد يكون تكتل حليب”..!

خرجتْ من عندها وهي تحدث نفسها “ما هذه الطبيبة..؟”. لجأت إلى أمّها التي لم تدّخر النصيحة، بل أطلقتها “”ارجعي لدكتورة أخرى واطلبي منها الفحص”. في صباح اليوم التالي؛ زارت طبيبة أخرى بالفعل.. الطبيبة الأخرى أظهرت الاهتمام منذ البداية، تجاوبت مع أسئلتها.. أعطتها إجابات مريحة.. وفي الحال حوّلتها إلى قسم الأشعة…

لحظة التغيير

تلك هي مقدمة قصة عواطف حسن الشهري التي سردتها لـ “صُبرة”.. وقالت مسترسلة “عند عودتي إلى الطبيبة من قسم الأشعة؛ حدثت لحظة التغيير.. تغيير شريط حياتي كله.. انتقلت فيها من حالة الى حالة أخرى من الهذيان.. لم أصدق ما قالته الطبيبة “لديك ورم في الصدر الأيسر وتحت الإبط وهو لمفاوي”.

تضيف “أخذوا مني عينة، وفُحِصَت العينة، وقال الطبيب إن حجم الورم 10 سم، وهو في مرحلته الأولى. لذا لا بد من استئصاله.. عندها أصبت بالذهول.. استئصاله ليش..؟ أجاب الدكتور لا بد من ذلك حتى نبدأ العلاج الكيماوي.. وتم تخيري بين الاستئصال الكامل أو الجزئي.. اخترت الكامل والحمد لله ومن هذه اللحظة القرار الحاسم”.

أول الدرب

وتقول الشهري “كان القرار الحاسم في موعد مع طبيب جراحة في مستشفى القاعدة الجوية بالظهران.. وهذا أول درب من دروب العلاج.. كانت خطواتي إلى عيادة الجراح مثقلة بالألم والحزن.. لكن لم أيأس.. بالعكس كنت مقتنعة بأن هناك رباً كريماً.

 تم أخذ عينة من صدري، وبعد ثلاث أيام تنوّمت.. لم أتأخر أبداً في إجراء العملية وذهبت يوم العملية المحددة.. لم تكن بعيدة جداً عن يوم القرار.. مرّت ساعتان في غرفة العمليات، وخمس ساعات ينتظرني أهلي كي أفيق من العملية”.

ما بعد الاستئصال

لم يكن الاستئصال نهاية القصة.. تقول عواطف “زرت الطبيب مرة أخرى فقال لي سيكون هناك علاج كيماوي. رضيتُ بما قسمه الله لي طالما أن هذا كله سيكون ـ بعد الله ـ سبباً في شفائي. أخذت تحويلاً من المستشفى الذي أجريت فيه استئصال الورم، وذهبت إلى المستشفى التخصصي للعلاج الكيماوي.. استمر العلاج 4 أشهر، كل ٢١ يوماً أتلقى جرعة. وكان للعلاج الكيماوى أثره وتعبه.. لكن لدعم أمى وأخوانى وأولادى وزوجى أثر في تحملي وصبري.. كانت مشاعري لا توصف.. بين نوعين من الخوف.. الخوف من العلاج والخوف على أولادي وأمي وأهلي.. لأنهم بعد معرفتهم بالخبر خافوا كثيراً عليَّ.. كنت أمامهم قوية متماسكة حتى لا أزيد همهم هماً”.

آثار الكيماوي

تضيف “تقبلت كل أثار العلاج بالكيماوي حتى مع سقوط شعري.. كنت أجلس مع أولادى وأهلى وأنا بلا شعر.. أمى تمازحنى وتقول “صرتى أحلى”.. نظرتهم كلها حب.. لذلك لم أتأثر بسقوط شعري أو أي تغيير من العلاج.. اهتمامهم كان نصف العلاج بالنسبة لي”.

الإشعاعي

“انتهيت من  العلاج الكيماوي، ودخلت مرحلة العلاج الإشعاعي. كان متعباً كثيراً أيضاً. و الحمد لله مرت هذه المرحلة بسلام.. لم تستمر طويلاً. وأنا اليوم بصحة وعافية.

طبعاً بسبب العلاج الإشعاعي كنت أشعر بالإرهاق الشديد ومشاكل في الجلد ونقصان في عدد كريات الدم، ولكن بفضل الصبر والتحدي والثقة في الله انتهى كل ذلك”.

استكملت علاجي.. الحمد الله.. إنها مرحلة قاسية في حياتي..  غيرتنى وغيرت نظرتي إلى الحياة.. علت مني إنساناً قوياً.. أنا متعافية منذ أربع سنوات.. وهذا المرض ليس نهاية بل هو بداية لكل شيء جميل.. ورسالتي لكل امرأة: إذا لاحظتِ أيّ تغير في الصدر اذهبي وافحصي ولا تتأخري.. الصحة هي أهم ما يملك الانسان وهى نعمه من ربى.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×