[قاهرات السرطان 3] علياء العوّامي: الإصابة نعمة من الله.. تعلّمتُ منها الكثير بدأ بأعراض تعب وآلام في الظهر.. وكشف عن نفسه في غدة لمفاوية

القطيف: ليلى العوامي

في كلّ قصة تفاصيل، وفي كلّ تفصيل؛ بطولةٌ من نوع خاص. سيدات لم يستسلمنَ، واجهن السرطان، وخضن تجربة المواجهة الصعبة، لكنهنّ انتصرن في النهاية، واستعدن تاج الصحة..

“صُبرة”، تسرد قصصهن في سلسلة يومية..

لم تكن مواجهة علياء العوامي مع سرطان الغدد اللمفاوية سهلة، إلا أنها وصلت إلى ضفة الصحة بفضل الله، ثم بفضل صبرها الجميل. كانت البداية غير الطيبة شعوراً بآلام في الظهر. امتدّت المكابدة معها قرابة 3 أشهر. لم يُساورها أدنى شكّ بأن للمشكلة صلة بغير التوقُّعات السهلة. راجعت مركزاً للعلاج الطبيعي في الدمام. أجرت حجامة، دخلت في برنامج جاكوزي ومساج.. لكن كلّ ذلك لم يحقق لها راحة.

تلا هذه المتاعب سعال غريب.. سعال يقطع كلامها أثناء الحديث.. “لم أكن أستطيع إكمال جملة”، على حدّ قولها لـ “صُبرة”. تعاطت حبوباً لحساسية الصدر مدة أسبوع، دون أي نتيجة إيجابية. راجعت طبيب أنف وأذن وحنجرة فأعطاها أدوية منها حبوب حساسية وبخاخ.

بعد مرور 3 أسابيع بدأت تلاحظ أن عروق وجهها ورقبتها تبرز بشكل غريب. تشعر بالتعب دون سبب واضح، لا تنام جيداً. فقدت راحتها التي كانت تحصل عليها بعد كل زيارة للصالة الرياضية التي اعتادتها سابقاً. تصحو من النوم لترى وجهها في المرآة مختلف الملامح.

شرح الحالة 

تحدثت مع طبيب يعمل معها في المستشفى، وشرحت له الحالة، فنصحها بالتوجه إلى طبيب الطوارئ. خضعت لأشعة عادية وتحاليل دم. ذكروا لها أنهم رأوا شيئاً غريباً ويجب إجراء أشعة مقطعية. تم تحويلها إلى مستشفى تابع للمستشفى العسكري الذي تعمل فيه. وعلى الفور تم تنويمها. وفي اليوم التالي ذهبت إلى مجمع المستشفى العسكري وظهرت النتيجة وأخبروها بوجود كتلة في الصدر، وتم بعدها تحويلها لأخذ عينه في قسم الجراحة الصدرية بالمستشفى التخصصي.

عند هذه النقطة بدأ مسلسل القلق يتعمّق أكثر.. خضعت لفحص الأشعة في المستشفى التخصصي، أخذوا منها عينة مستعينين بأشعة مقطعية. كشفت الأشعة النووية أن المشكلة في الغدة اللمفاوية.. سرطان من الدرجة الأولى.

ضعف المناعة

بتشخيص المرض عرفت خطة العلاج.. 6 جلسات علاج كيماوي.. وبعد كل جلسة لا بدّ من التنويم في المستشفى ستة أيام، تحسّباً لأي انتكاسة بسبب ضعف مناعتها.. بدأت تلقي إبر لرفع المناعة وتغيير الخط الذي كانوا قد وضعوه لحقن المادة الكيماوية.. الكيماوي يختلف إدخاله عن المغذي الكيماوي، ومنطقة الإدخال كانت قوية للغاية.

استمرّ العلاج الكيماوي 6 أسابيع.. ثم كشفت الأشعة أن المشكلة لم تنتهِ.. تبقّى من الكتلة جزء بسيطٌ. تطلب ذلك 20 جلسة علاج إشعاعي. كان الورم صغيراً وعميقاً بحيث لا يمكن أخذ عينة منه. نصحتها إحدى الطبيبات المتخصصات بأخذ وخزة للتأكد.

في أمريكا

ثم سافرت العوامي لاستكمال علاجها في الولايات المتحدة.. تقول “ليس رغبة مني وليس عجزاً من الأطباء”.

أضافت “سافرت إلى أمريكا وأكملت علاجي وأخذوا مني الوخزة وتأكد لهم فعلاً أنه تبقّى منه القليل، وأعطوني 22 جلسة، وأكملتها بحمد لله. وأنا الآن في رحلة المتابعة، خاصة أن مناعتي لا تزال ضعيفة، ولدي موعد في يناير المقبل للاطمئنان على النتائج”.

علياء العوامي تصف التجربة بأنها “نعمة من رب العالمين”، وأنها استفادت من تجربتها الكثير من الأشياء التي لم تعطها أي اهتمام، وقدمت شكرها لكل من ساعدها على تجاوز هذه المحنة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×