“راعي صبعبلي” سيهات.. أبو وجيه رحل بعد 30 عاماً من إسعاد الأطفال باع المثلّجات في مدارس سيهات.. وخلفه ابنه بابتكار جديد
سيهات: أفراح آل شويخات
لأكثر من 30 سنة؛ وزّع الفرح على أطفال سيهات، من خلال عمله في المثلّجات المعروفة محلياً بـ “صبعبلي”.. وكان جزءاً من مشاهد شوارع وزوايا كان يعرض فيها بضاعته المفضلة للصغار. وهذا الأسبوع؛ اختفى “أبو وجيه” من المشهد، برحيله إلى الدارة الآخرة عن عمر 79 سنة..
رحل الرجل البسيط ذو الابتسامة المستمرة.. صالح محمد صالح البحراني
بدأ أبو وجيه عمله في المثلجات، بعد تركه العمل في شركه أرامكو، وذلك قبل 30 عاماً تقريباً، حيث امتهن البيع بعربته البسيطة المنتقلة، التي تحتوي على مثلجات “الصبعبلي”، والعصائر، والمأكولات الشعبية مثل “النخّي ـ النخّج” البليلة والباقلاء “الباجلّة” وتساعده في إعدادها زوجته وبناته.
ابنه علي قال لـ صُبرة، إن والده -رحمه الله- اتخذ مواقع للبيع بالقرب من المدارس، حيث ينتظر خروج الأطفال للشراء منه، ولم يتخذ هذه المهنة لجلب المال فقط، بل للترفيه عن النفس ومخالطة الأجيال.
وذكر علي، أن أكثر أمر كان يسعد أباه، هو أن الأطفال الذين كانوا يشترون منه، أصبحوا الآن آباء وأمهات ولديهم الآن أطفال يلاحقون “أبو وجيه” أيضاً للشراء منه. وأشار علي إلى أن والده كان يأبى الخروج بعربته إلا إذا كان الماء البارد متوفراً، وذلك لتوزيعه لوجه لله، وإذا لم يتوفر لا يخرج من البيت.
وأضاف أن والده لديه مشاركات كثيرة في المهرجانات المجتمعية، مثل المهرجانات الدينية، ومهرجانات كرة القدم، التي تقام في الحواري، واستمر في هذه المهنة طوال 30 عاماً حتى أتت جائحة كورونا و أوقفته.
وذكر علي بعض المواقف العالقة في الأذهان، ومنها عام 2015م حين مرض والده ولم يذهب إلى المدرسة ليعمل، وافتقده الطلاب ومعلموهم، وفي اليوم التالي حضروا للبيت بشكل جماعي وأخذ المعلمون العربة وأوصلوها إلى المدرسة، وأخذوا الوالد معهم في سيارة.
وكشف علي أن أخاه عبد الله، امتهن مهنة والده ولكن بطريقة مبتكرة، وحديثة، حيث ابتكر مثلجات “الصبعبلي” التي تباع عن طريق المواقع “أون لاين” أو المحلات.
وفي نهاية حديثة أكد علي، أن حالة من الحزن خيمت على كل من سمع بخبر وفاة والده، وجاء المعزون من كل حدب وصوب للقيام بواجب العزاء.