فاطمة آل سيف.. معلمة الحب والعطاء اللهم ارحم قلوب عائلتها.. وضمد جرح محبيها

خضراء آل أسعد

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَا دْخُلِي جَنَّتِي}

رحم الله قلباً أسعد القلوب..

ببالغ الحزن والأسى أنحني لأقدم رسالة تعزية خاصة بهذا المصاب الجلل لعائلة أحد رموز العلم الفقيدة (فاطمة علي آل سيف)

معلمة الحب والعطاء…

هل تسمحين معلمتي.. هل تسمحين للكلمات أن تدنو لوصفك؟ وكيف لي أن أستطيع وأنا أحتضر في الغربة لفقدك؟.. ما أقسى قلبي معلمتي حين يقترب من رثائك..!، وأنا جبانة لا أقوى على فراقك ولا حتى حضور عزائك، وكيف لي والكلمات المبجلة تقف تحت قدميك وقوافي الرثاء عاجزة عن لثم جرحي، والقصائد لا تكفي لبناء مدينة حزن عزائي، ما أقساه من جرح وما أصعبه من وجع..!.

سيدتي.. هل تسمحين أن أواسي قلبي، المثقل بالوجع لفقدك، وقلب عائلتك وأحبتك وكل من عرفك؟، فدوحة العلم تفتقدك، وكوكبة المعرفة تنعاك والأجيال التي نهلت من فيض علمك مازالت تلهج باسمك، أما الفصول فكيف جنباتها حين يتردد صدى صوتك وحين تُسمع خطاك بين ممرات وساحات المدرسة التي طالما أحبتكِ فأغدقتِ عليها من وقتك وراحتك.

 هل تسمحين معلمتي.. أن أقف على ناصية الذاكرة بعدك؟

 فاطمة في راحتيك تثقل موازين المحبة لتهب لكل الأحبة من حولك الراحة والطمأنينة، وفي حديثك خطاب الود والرحمة يطول به المقام فنعجز عن كنه وصف كينونة شخصك وعمق فكرك ورحمة قلبك.

 صديقتي يحتار قلب العاشقين في وصفك ماذا عساي أن أقول أيّها الملاك الطاهر، وكيف للملاك أن يعيش في عالمنا، فلا عجب أن ترحلين، وتغادرين الدنيا مسرعة، تغادرين لتبقى صورتك وصوتك في قلوب محبيك.

 نعم حبيبتي في قلوبنا وهل الأفئدة إلا مقابر للأحبة في زمن الألم والوحشة، لكنما هو القدر رحماك ربي – الأمر كله لك، يا صاحب الملك – صديقتي تودعين وترحلين، لتودعك الليالي وتفارقك الأيام وتبحث عنك الساعات، أحقاً لن أراك صديقتي، وأنا مازلت أصبر نفسي وأطمئنها عليك؟!

 أحقاً تسافرين وتسافر معك الآمال والأحلام؟!

 سيفتقدك العالم وترثيك الأيام وتحن إليك الحياة وتشتاقك القلوب المحبة، وتسأل عنك ضحكات الأطفال وجمعة الأهل والأحبة. صديقتي كيف السبيل إلى المراثي التي اشتعلت حين رحيلك؟، وكيف للكلمات أن تلملم نيران الحرقة وأنت أكبر منها؟

 فاطمة..

 ترحلين لتؤلمني الذكريات الجميلة معك، كل الذكريات، ليصبح قلبي بعدك مدينة للحزن والشجن، أحقاً يوصد ميثاق صداقة أرواحنا ليموت نبض الصداقة فينا؟!

 سبحانك ربي..!، لكنها الغربة التي حالت بيننا، في غربتي لا شيء يطفىء جمرة الحزن والألم، كل الوجوه أخالها طيفٌ بلا سكن وأنا حزينة دون روحك.

صديقتي لا أستطيع، كل الكلام حائر مبعثر حتى المراثي بعدك بلا ثمن، فأنا عاجزة عن رؤية العالم بعدك، مثقلة بالألم لفقدك، ما أصعب الطريق وأطوله وما أمر فراقك!، صديقتي لكنما الله ارتضى لقاءك، فعزاء قلبي أنك لبستي ثوب الراحة لتصبح -إن شاءالله – الجنة لك وطن.

فاطمة سيف

 وداعاً أيها الجسد الطاهر، وداعاً أيتها الروح المعطاءة الكريمة، وداعاً أيتها الصابرة القوية، وداعاً أيتها النقية، وداعاً أيتها المضحية النبيلة، وداعاً فاطمة علي إلى جنان الخلد، إلى الجنان إن شاء الله.

فاطمة علي آل سيف

 صديقتي سأدفنك في قلبي وأذكرك ما حييت.                            

قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}

رحماك ربي، ارحم قلبا عشقناه وأسكنه فسيح جناتك واجمعه بمحمد وآله الأطهار، وارحم قلب عائلتها وقلوبنا من ألم الفراق، اللهم ضمد جرح وألم وحزن عائلتها بالصبر والسلوان، يا كريم يا رحمن.

قال تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×