[قاهرات السرطان 2] زهرة سعيد.. ضلّلها تشخيص طبيبة نساء في البداية 4 من أسرتها أصيبوا بالمرض.. أمها وأخوها وخالها وابنته
القطيف: ليلى العوامي
في كلّ قصة تفاصيل، وفي كلّ تفصيل؛ بطولةٌ من نوع خاص. سيدات لم يستسلمنَ، واجهن السرطان، وخضن تجربة المواجهة الصعبة، لكنهنّ انتصرن في النهاية، واستعدن تاج الصحة..
“صُبرة”، تسرد قصصهن في سلسلة يومية..
.. زهرة سعيد، معلمة، وأم لستة، بينهم ابنتان. كان تشخصيها الأولي تخميناً غير موفق لطبيبة نساء وولادة في مستوصف خاص. قالت لها الطبيبة إن البروز الصغيرة الذي ظهر في الثدي الأيمن ليس إلا حليباً هرمونياً. كانت، وقتها في الأربعين من العمر.
قبل اكتشاف المشكلة، ظهرت عليها أعراض تعرق وحرارة وخمول وكسل. لكنها مالت مع تشخيص الطبيبة.. الكلام المطمئن يُقنع أحياناً، بل كثيراً. خاصة أنها كانت تعرف الطبيبة، وتراجعها مراراً.
مع مرور الأيام كبر ذلك البروز وزادت الأعراض، فذهبتْ إلى مركز الرعاية الأولية بالظهران وكان لديهم طبيب أمريكي، وأجرى لها كشفاً، وهنا بدأت علامات القلق.. قال لها الطبيب إنها تحتاج إلى مونغرام للثدي. اتسع الهاجس أكثر بتذكرها أن السرطان له تاريخٌ في العائلة. سبق أن أصاب أمها وخالها وأخاها وابنة خالها.
تم الكشف المونوغرام في اليوم نفسه. وما إن مرّت ساعة على عودتها من المنزل؛ إلا واتصال من المركز الطبي يطلب منها إعادة الأشعة صباح اليوم التالي.
ذهبت في السابعة من اليوم التالي.. دخلت غرفة الأشعة.. ثم بعد ساعة أخذوا منها عينات من المنطقة البارزة في الثدي الأيمن، وعادت إلى المنزل.
استدعاء سريع
وبعد أسبوع من إجراء الفحص؛ تلقّت اتصالاً من طبيب الرعاية الأولية بالظهران، وتم استدعاؤها لموعد سريع.. ذهب زهرة سعيد برفقة ابنتها طبيبة الجراحة. قبل وصولها إلى المركز؛ تعمّق لديها توقع الإصابة بسرطان الثدي.
ولكنها كانت تنتظر النتائج وخطة العلاج. تقبلتْ الأمر برضا واحتساب. تم تحويلها إلى طبيب أورام. وبعد ثلاثة أيام من ذهابها إلى الطبيب الأمريكي حصلت على خطة العلاج. البداية جراحة، وبعدها يتم القرار، هل تحتاج إلى علاج كيماوي أم إشعاعي.
أصعب المراحل
ووصفت زهرة مرحلتيْ التشخيص والعملية بأنهما من أصعب المراحل في العلاج نفسياً وصحياً. وقالت إنها عادت إلى طبيب الأورام بعد إجراء العملية، وطمأنها بأنها لا تحتاج إلى العلاج الكيماوي، وإنما إلى الإشعاعي فقط، وتم تحويلها إلى طبيب آخر حدد لها 36 جلسة.
آخر جلستين
وقالت زهرة “الحمد لله كانت آخر جلستين لي الشهر الماضي، وكان حجم الورم 1.5 سم. وقد قرر الطبيب ضرورة أخذ العلاج الهرموني، وكنت أشعر مع هذا العلاج بالتعرق وتقطع النوم، وسبب ذلك اختلال في الهرمونات وستنتهي”، حسب كلام الطبيب لها.
الأعراض التي كانت تشعر بها هي الزيادة الكثيرة في الدورة الشهرية، وقد استمر علاجها الهرموني 5 سنوات.
لكن متاعبها على تقتصر على مواجهة سرطان الثدي وحده.. فبعد ثلاث سنوات من الإصابة في الثدي؛ ظهرت عليها أعراض نزيف شديد في الدورة الشهرية، وكان ذلك وجود أكياس على المبايض وسماكة في جدار الرحم، وتم تحويلها إلى طبيبة النساء والولادة وقررت استئصال الرحم.
لكن زهرة أنها بخير وعافية الآن، وتعيش مع عائلتها، وما زالت تراجع الفحص دورياً ومواعيدها مستمرة، واصفة ما حدث لها بأنه حلم خفيف، وستبقى ذكراه لها ولكل مريض أصيب بهذا المرض.