حرّية التعبير تُهين قرآن أمة كاملة في يوم عيدها الأكبر التطرُّف يجب أن يتوقف عن "ازدراء الأديان" إذا كانت أوروبا صادقة في دعاواها
تويتر: صُبرة
في بلاد حقوق الإنسان، ومنظمة مجلس حقوق الإنسان، وتطبيقات الشرعة الدولية، والحقوق الثقافية والاجتماعية؛ تُهان أمة كاملة، وثقافة أمة، وعقيدة أمة، باسم حرية التعبير..!
وجاءت واقعة حرق نسخة من المصحف الشريف، عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد، أمس الأربعاء، وتحديداً بعد صلاة عيد الأضحى المبارك، لتؤكد مجدداً على استمرار الإهانات الأوروبية لمقدسات المسلمين.
واقعة حرق نسخة من المصحف الشريف، أمس، لم تكن الأولى، فقد سبقتها أحداث مؤسفة أخرى، تؤجج مشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم.
بيانات استنكار
قوبلت هذه الواقعة العنصرية، بإدانات ورفض واستنكار، حيث أصدرت الخارجية السعودية أمس بياناً قالت فيه إن “هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول.”
وتوالت البيانات من الدول العربية والمؤسسات الإسلامية، حيث أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام أحد المساجد في العاصمة السويدية، في خطوة استفزازية خطيرة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم.
وأكدت الخارجية الكويتية في بيان موقف دولة الكويت المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية مسؤولية التحرك السريع لنبذ مشاعر الكراهية والتطرف، والعمل على وقف هذه الإساءات التي تستهدف رموز ومقدسات المسلمين، ومحاسبة مرتكبيها.
استدعاء السفيرة
من جهة أخرى استدعت الخارجية الاماراتية سفيرة مملكة السويد لدى دولة الإمارات ليزلوت أندرسون وأبلغتها احتجاج الدولة واستنكارها الشديدين لسماح حكومة السويد لمتطرفين في العاصمة السويدية ستوكهولم بحرق نسخة من القرآن الكريم، وتهربها من مسؤوليتها الدولية وعدم احترام القيم الاجتماعية في هذا الصدد.
وشددت على أهمية مراقبة خطاب الكراهية والعنصرية التي تؤثر سلباً على تحقيق السلام والأمن.
كما استدعت الحكومة الأردنية اليوم، السفيرة السويدية لدى الأردن وأبلغتها احتجاج الأردن الشديد على سماح الحكومة السويدية لمتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم.
وعدت وزارة الخارجية الأردنية، حرق نسخة من المصحف الشريف فعلاً عنصرياً من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، مؤكده أن مثل هذه الأفعال لا يمكن تبريرها في سياق حرية التعبير مطلقاً.
مشهد مشين واستفزازي
من جانبها أدانت رابطة العالم الإسلامي- بأشدّ العبارات- جريمةَ حرق نُسخةٍ من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، في مشهدٍ مُشينٍ واستفزازيٍّ لمشاعر المسلمين، لا سيما في عيد الأضحى المبارك.
كما استنكر رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، بأشد العبارات إقدام متطرف سويدي على تمزيق المصحف الشريف وتدنيسه تحت حماية السلطات السويدية، تزامناً مع بدء عيد الأضحى المبارك.
من جهتها أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي قيام أحد المتطرفين أمس، بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام المسجد المركزي بالعاصمة السويدية ستوكهولم، بعد صلاة عيد الأضحى المبارك.
ازدراء العقائد
وأعربت الأمانة العامة في بيان لها اليوم, عن استنكارها لتكرر هذه الاعتداءات الدنيئة، ومحاولات تدنيس حرمة القرآن الكريم، وغيره من قيم الإسلام ورموزه ومقدساته، مؤكدةً مجددًا الالتزام الذي أخذته جميع الدول على عاتقها، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بتعزيز وتشجيع احترام ومراعاة حقوق الإنسان، والحريات الأساسية للجميع على الصعيد العالمي، دون تمييز بسبب العرق، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين.
كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأشد العبارات، سماح السُلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف الشريف على يد متطرف، في أول أيام عيد الأضحى.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان له اليوم، إن مسؤولية الحكومات ليست تشجيع التطرف أو التساهل مع من يروجون أفكار الكراهية والإسلاموفوبيا، وإنما مواجهة هذه التوجهات بحزم، مشيرًا إلى أن ازدراء عقائد الآخرين ليس من حرية التعبير في شيء.
وتعددت جرائم المتطرفين في أوروبا تجاه الدين الإسلامي، وازدراء المقدسات والمعتقدات الخاصة بالمسلمين، حيث كثرت جرائم حرق المصحف الشريف في عدة دول بدأت بالسويد مروراً بهولندا والدنمارك، وهو الأمر الذي دفع الدول العربية والإسلامية إلى إدانة هذه الأفعال، والمطالبة بتبني حلولاً عاجلة لوقف الانتهاكات.