[3 من 4] قبل استلام شهادة وفاة علاقتكم الزوجية

نعيمة آل حسين

“أثناء الطلاق، لا تضعوا أبناءكم كوقود في محرقة الصراع”

 أثناء الطلاق:

    لحظة الطلاق “وما يسبقها وما يليها” هي لحظة مروعة فهي شهادة وفاة لعلاقة زوجية طال مرضها أو اشتد، ولهذا فهي تموج بمشاعر سلبية هائلة مثل: “الغضب والحزن والضيق والخوف واللوم وأحياناً الرغبة في الثأر والانتقام”.

 وقد تحدث مشاحنات أثناء إجراءات الطلاق، وقد يحاول كل طرف أن يؤلم الطرف الآخر ويضغط عليه كنوع من الثأر أو العقاب أو كمحاولة لإثنائه عن ذلك القرار. 

وفي كثير من الأحيان يُستخدم الأطفال كأدوات في الصراع والمساومة، فيحاول أحد الطرفين أن يستخدم الأطفال كورقة ضغط رابحة يساوم بها الطرف الآخر ليدفعه إلى قبول شيء أو التنازل عن الشيء، وقد يلجأ هذا الطرف المستغل إلى وسائل غير شريفة.

 كأن يُشوه صورة الطرف الآخر في عين الأبناء أو يلّوح لهم بمزايا أو رشاوى في حالة وقوفهم في صفه، أو يبالغ في تدليلهم وتلبية كل مطالبهم في مقابل استقطابهم، أو يستخدمهم للتنصت والتجسس على الطرف الآخر، أو يقسو عليهم أكثر من اللازم، أو يحول بينهم وبين رؤية أمهم أو أبيهم.

 وهكذا يدخل الأطفال كوقود في معركة الطلاق وقد يترك ذلك جروحاً نفسية لا تلتئم أبداً بعد ذلك.

أما إذا كان قد بقي لدى الزوجين المتنازعين قدراً من الحكمة والرحمة والبصيرة وفقاً للقاعدة القرآنية الأخلاقية “ولا تنسوا الفضل بينكُم”، فإننا نقول لهما:

▪️لا تعتبرا الطلاق صفقة تحاولان الحصول فيها على أكبر مكسب.

▪️حين تتنازل عن بعض حقوقك للطرف الآخر في سبيل الحفاظ على الحدّ الأدنى من العلاقة الجيدة فأنت الرابح لنفسك ولأطفالك.

 ▪️تذكروا أيها الأزواج أنه بالرغم من انتهاء علاقتكما كزوجين بالطلاق إلا أن ثمة علاقة أخرى باقية بينكما وهي أبوتكما المشتركة لأبنائكما، وهذا يستدعي الإبقاء على قدر من الودّ والاحترام يسمح بالتواصل من أجل مصلحة الأبناء.

▪️لاتضعوا أبنائكم كوقود في محرقة الصراع الزوجي مهما كانت استفزازات الطرف الآخر.

 ▪️حين يجد أحدكما أن الطرف الآخر يبالغ في التعدي ويحاول استخدام الأطفال، فلا مانع من طلب المساعدة من طرف ثالث يتسم بالحكمة والقدرة على ضبط الأمور.

▪️”تمسك، تمسكي” بهدوئك قدر الإمكان لحظة الطلاق ولا تدع غضبك يدفعك إلى قطع كل حبال الودّ مع الطرف الآخر أو مع عائلته، ” فلا تحرقوا كل السفن، واتركوا لكم دائماً خط للرجعة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً”

▪️ لا تلجأوا لأساليب غير شريفة لتوريط الطرف الآخر في إشكالات قانونية أو إجرائية ولا تلتفتوا لإغراءات بعض المحامين أو بعض الأقارب أو المعارف لفعل ذلك، فالخسارة بشرف أكرم وأفضل من الكسب بدناءة وخساسة أو تزوير أو افتراء.

ماذا بعد الطلاق؟