عن تهجير الشيعة.. لا تردّوا على “بناوين” السفارات “جوابُوْ”…!

حبيب محمود

هكذا كانت جدّاتنا يكسرن النحو واللغة، ويرفعن “جوابا”؛ فيقلنَ “جوابُ”..! وهذا الكسر آتٍ ضمن بيت شعر مكسور هو الآخر؛ ولا يحسن بي أن أُكمله، احتراماً لرأي عمّنا ابن الرومي الذي هجا رجلاً ورفض المقارنة بين المهجوّ وبين الكلب؛ فقال:

والكلبُ وافٍ، وفيكَ غدرٌ

ففيك عن قدره سُفولُ..!

نعم؛ ليس علينا أن نردّ جواباً على “المحروقة أوراقهم”، في دعوى “تهجير الشيعة” في السعودية. “المحروقة أوراقهم”؛ هم الذي “اخترعوا” مصطلح “الهجرة”، منذ 40 سنة، فهجّروا شبابنا من وطنهم، وأحرقوهم في مشاريع لا بطن ولا ظهر لها في وطنهم.

ثم رموا بهم في الجوع والبرد، ليواجه كلّ منهم مصيراً لم يُنقذه إلا وطنهم الذي صافحهم، وفتح قلبه وخيراته و “أراضيه”، وفرصه للعائدين منهم، وكأن شيئاً لم يكن.

ثمّ منهم من أعادوا الكرّة؛ و “قلبوا ظهر المجن” لوطنهم، فورّطوا مجتمعهم في مواجهةٍ مع الدولة، و “شيّموا” لأغرارٍ من شبابنا ليكونوا وقوداً لمشاريع تخلّى عنها “مموّلوها” رسمياً.

ومع ذلك؛ فإن “الحَبّ” لمّا ينطحن، في رؤوس “المحروقة أوراقهم”، على أملِ أن يجد فيهم مُموّل جديد “ابْنَاوْ” في إصبع الوطن.

والـ “ابْناوْ” ـ في لهجة القطيف ـ هو الزائدة اللحمية التي تجاور الظفر؛ فتكون مؤذية. وهو ـ أيضاً ـ ولد الزوجة من زوج آخر، وولد الزوج من زوجة أخرى..!

وكلاهما كريه، ومُزعج..!

وفي القطيف يقولون “ابناو” للذكر و “ابناوَهْ” للأنثى.. والجمع “بناوين”..!

وسبق أن وجد “البناوين” تمويلاً سخيّا لمشاريع “حقوق الإنسان” ودورات السياحة في عواصم عربية.. وأوروبية، وغيرها من المشاريع، من سفارات ووزارات خارجية؛ تدفع بالـ “دولار” والـ “يورو”، ليبقى الـ “بناوْ” جاهزاً للمضايقة.. عند الحاجة..!

وفي السياسة؛ هناك من يراقبك ليس لكونك مهمّاً، بل لأنك قد تكون مفيداً في توقيتٍ ما.. وحين تنتهي “مقاولتك” مع سفارة؛ ستبحث سفارة أخرى “مقاوَلةً” جديدةً معك، وسوف ترحّب، لأنك تظنّ أن قلب “السفارة” عليك وعلى “جماعتك”، وكلّ ما في الأمر هو أنها “تستخدمك” من جهةٍ، وتبتسم لحكومة وطنك من جهة أخرى..!

الكلام عن “البناوين”؛ طويل، فيا ليت قومي يفكّرون…!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com