[قاهرات السرطان 1] مريم.. حتى زوجها لم يعرف عن إصابتها واجهت المرض 5 أشهر وانتصرت واستعادت صحتها
القطيف: ليلى العوامي
في كلّ قصة تفاصيل، وفي كلّ تفصيل؛ بطولةٌ من نوع خاص. سيدات لم يستسلمنَ، واجهن السرطان، وخضن تجربة المواجهة الصعبة، لكنهنّ انتصرن في النهاية، واستعدن تاج الصحة..
“صُبرة”، تسرد قصصهن في سلسلة يومية..
حتى زوجها
حين أصيبت “مريم” بسرطان الثدي، كانت في الـ 35، وأكبر أطفالها في الـ 13، وأصغرهم في الـ 9. واجهت الخطر وحيدة، لم تُخبر أحداً، بمن فيهم زوجها. خاضت تجربة الكيماوي بصمت وصبر، وقضت 5 أشهر مترددة على المستشفى.. إلى أن عادت إلى الصحة والعافية.
بدأت قصتها بالانتباه إلى وجود كتلة صغيرة في أحد ثدييها. لم تسبب الكتلة أي قلق أو حتى شك، في البداية. وظنّت أنها ربما كانت تكتلاً من حليب، أو كيساً دهنياً. لكن ظهور طفح جلدي حول الثدي، وحرّك قلقها، لتبحث عن إجابةٍ عند استشاري عن طريق الأنترنت. الاستشاري طلب منها سرعة مراجعة طبيب.
على الرغم من جدّية طلب الاستشاري؛ تجاهلت الأمر. بعدها بأسبوع؛ أحسّت بقلق حقيقي.. قرّرت مراجعة الطبيب.
اضطراب الدورة
رغم القلق والقرار؛ أخفت كلّ شيء عن أسرتها وأهلها، بمن فيهم زوجها الذي طلبت منه مرافقتها إلى طبيبة نساء وولادة. المبرّر الذي ذكرته له، هو اضطراب في الدورة الشهرية. حين كشفت الطبيبة عليها نبّهتها إلى مشكلة الكتلة الصغيرة.
كان زوجها في الخارج، والطبيبة تحدّها عن ضرورة إجراء مزيد من الفحوصات، الطفح كان مقلقاً حتى للطبيبة، نبّهتها إلى أنها قد تكون مصابة فعلاً بسرطان الثدي.
التوقع غير السار؛ لم يجعلها تذعر أو ترتبك.. خرجت مبتسمة، ولم يسألها زوجها عن شيء.. عادت إلى لمنزل، دون أن تُشعره بشيء.
صدمة
لكن سرعان ما تحوّل توقّع طبيبة النساء والولادة إلى تأكيد. زارت “مريم” طبيباً مختصاً، وأجرت فحوصاتٍ موسعة، وكشفت الأشعة إصابتها بالمرض. عندها؛ حدثت الصدمة.. دخلت في نوبة بكاء.. حاولت الممرضة طمأنتها.. لا خوف من المرض.. “أصبح مثل الإنفلونزا في عصر الطب المتقدم”.. قالت الممرضة.. وأضافت “هناك الكثيرات تعافين من المرض”.
جرعات كيماوي
الطبيب ذكر لها بأنها لن تحتاج إلى الكثير من الجلسات. انتظمت في تلقّي جرعات الكيماوي مدة خمسة أشهر.
لم يعلم أحد بحالتها وبرنامج علاجها.. أبناؤها وأهلها. حتى زوجها لم يعلم.. ظروف عمله ترفض عليه الغياب خارج المنطقة 30 يوماً. وفي الشهر الذي يعود يظن أنها متعبة من ألام الدورة الشهرية. تابعت العلاج الكيماوي الذي كان خفيفاً ولم تشعر به كثيراً. طمأنها الطبيب إلى السبب.. إنه رحمة الله، ثم بُنيتها الجسمانية.
عادت “مريم” إلى حياتها، واستعادت صحتها، وتخطّت التجربة الصعبة بفضل الله، ثم بفضل عزيمتها وصبرها.
[قصة جديدة غداً، في الثامنة صباحاً]