ما لا يروق للصديق حسن المصطفى 4] السعوديون الشيعة والتحوّل الوطني ـ هامش

حبيب محمود

على نحوٍ ما؛ شغلني ما ذهب إليه الصديق ـ والزميل ـ حسن المصطفى؛ في “اقتناص” عنوان مقالة منشورة في “صُبرة”، وإيضاح رأيٍ تجاهها.

العنوان هو “قطيفي في الديوان الملكي”. ووجْهُ رأي الزميل المصطفى المنشور في صحيفة “النهار” اللبنانية، اليوم الجمعة؛ هو أن المقالة تقع ضمن معالجة سابقة لمرحلة الرؤية السعودية 2023.

حقّ الزميل أن يرى ما يراه بالتأكيد، وحقّي أن أشير إلى أن ما يسعى إليه الفقير لله، أوسع من الوجه الذي وضع له الزميل توصيفاً محدوداً. وعنوان السلسلة التي أشار إليها “الشيعة السعوديون والتحوّل الوطني”؛ يحمل المضمون الأوسع. بل إن عنوان المقال ـ محلّ نظر الزميل ـ فيه من السعة التي لا أظنّ أن حصافة الزميل تغفل عنها..!

الزميل نفسه كتب عن المقالة نفسه “أراد من خلالها محمود التأكيد أن أبواب “الديوان” ليست موصدة أمام أحدٍ من المواطنين، وأن من لديه الكفاءة وتنطبق عليه الشروط، سيتم قبوله والاستفادة من خبراته في مختلف مؤسسات الدولة”.

ثم، لاحقاً، وضع رأيه “من هنا، لا يروق لي كثيراً التوصيف “قطيفي في الديوان الملكي”، وأجدني مختلفاً معه، لأن المواطن القادم من محافظة القطيف، هو سعودي أولاً وقبل كل شيء، واختير لا بسبب مدينة أو عائلته أو انتمائه المذهبي، بل للكفاءة أولاً وقبل كل شيء”.

ما حدث؛ هو أن الزميل؛ أعاد بناء الفكرة لغوياً؛ لنظهر وكأننا مختلفان..!

وهو قال قبل ذلك “إلا أن إشكالية مقالات حبيب محمود، أنها تعالج الموضوعات بطريقة – بحسب وجهة نظري – تجاوزها الزمن، لأن ما بعد “رؤية المملكة 2030″ ليس كما قبلها، على مختلف الصعد، لأن البيئة العامة في السعودية أضحت اليوم أكثر انفتاحاً ووعياً وتماسكاً وطنياً، وأقل تشنجاً وانغلاقاً وتمذهباً!”..!

والمعنى؛ أن حسن المصطفى وحبيب محمود؛ غير مختلفين بتاتاً في مسالة قراءة الرؤية الوطنية، والتحوّل الكبير في بلادنا. ربما نختلف في طريقة التعبير، وفي سقف “الجرأة”، وفي منصّة التعبير؛ إلا أن ما يجمعنا هو محاولة قراءة معطيات التجربة السعودية الجديدة، وتحليل مضامين التجربة الاجتماعية في المحيط الشيعي، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، من أجل مكاشفة الناس بما علينا أن نُكاشفهم فيه.

وكلانا يُشتمُ بألسنة من لا يُعجبهم ما نقول ونكتب. بل أحياناً نواجه اتهامات “خنفشارية”..!

وشخصياً؛ أتابع طروحاته بإعجاب، وأشفق عليهِ أحياناً من الهجوم الذي يتشنّع ضدّ بعض كتاباته، ولقاءاته الفضائية.. بل ضدّه شخصاً وفرداً.

وما ذاك؛ إلا لأننا ـ حسب رأيي ـ على مقربة شديدة مما كان يحدث في مجتمعنا الصغير، القطيف، وما كان يحدث في مجتمعنا الكبير، السعودية. وليس بعيداً عن انتباهنا؛ ما تمرُّ به بلادنا من تحوّل وطني كبير. وفي هذا الواقع الجديد؛ فإن أفضل ما يمكننا قوله هو أن “الرائد لا يكذب أهله”..!

كلانا يقول إن هناك تاريخاً مضى، وحاضراً يتشكّل، ومستقبلاً آتياً. ولحسن المصطفى كلماته، ولحبيب محمود كلماته.. ولا توجد بصمة تشبه بصمة..!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com