الجنين الوحشي.. جراحة علاج الأجنّة داخل الرحم.. من أين تبدأ وأين تنتهي؟ مدينة الملك فهد تعالج ٨ حالات باستخدام المنظار والليزر..

الرياض: صُبرة

مع تقدم “علاج الأجنة” داخل الرحم في المملكة، أوضح الدكتور ماجد فادن استشاري طب الأجنة والحمل عالي الخطورة وجراحات الأجنة التداخلية، أن علاج الأجنة داخل الرحم، يهدف إلى إنقاذ حياتهم، بمختلف الوسائل الممكنة، عن طريق التدخلات، التي من الممكن عملها في فترة الحمل.

وتحدث فادن، الذي يعمل في مستشفى النساء التخصصي في مدينة الملك فهد الطبية، أحد مكونات تجمع الرياض الصحي الثاني، عن أنواع علاج الأجنة المتوفرة، ومنها “نقل الدم للأجنة المصابين بفقر الدم داخل الرحم”.

وقال “يتم تشخيص فقر الدم للأجنة بالأشعة الصوتية الدقيقة وعمل بعض الفحوصات لدم الأم للأجسام المضادة التي تسبب تكسر في دم الجنين”، مشيراً إلى أنه “عندما يتم تشخيص الجنين بالخطورة العالية لفقر الدم الشديد، يتم التدخل من قبل الفريق الطبي من خلال إبر متناهية الصغر، للوصول إلى الدورة الدموية للجنين عن طريق الوريد للحبل السري، واستعمال الأشعة الصوتية الدقيقة، لإعطاء الجنين كميات من الدم المجهزة لمحاولة تجنب المضاعفات المترتبة على فقر الدم الجنيني الشديد التي قد تؤدي إلى وفاة الأجنة لا سمح الله”.

العلاج المتقدم

ومن طرق العلاج  المقدمة، رعاية حمل التوائم أحادي المشيمة (التوائم المتشابهة) والتشخيص المتقدم عن طريق الأشعة الصوتية لحالات متلازمة نقل الدم بينهم (Twin-Twin Transfusion Syndrome) التي قد تؤدي إلى مضاعفات شديدة، قد تصل إلى وفاة أحد الجنينين أو كلاهما في حال عدم التدخل السريع والمناسب.

ويتم التدخل عن طريق استخدام منظار خاص متناهي الصغر، يتم إدخاله عن طريق بطن الأم إلى داخل الرحم، تحت التخدير الموضعي، ما يمكن الفريق الطبي من فحص المشيمة والتعرف على الأوعية الدموية المسببة للمتلازمة، ويتم كيها وإغلاقها باستخدام تقنية الليزر المخصص لمثل هذه الإجراءات، الذي بدوره يحل المشكلة من جذورها. هذا التدخل يمثل أفضل تدخل لحل المشكلة، وتحسين فرص النجاة للطفلين.

استخدام الإبر

وكذلك تم توفير نوع آخر من التدخلات عن طريق استخدام الإبر ذات النهاية الحرارية. حيث يتم استخدام هذه التقنية لعلاج بعض أمراض الأجنة مثل ما يعرف بالجنين الوحشي أو بمتسلسلة التروية الشريانية العكسية، ويتم استخدام هذه التقنية لعلاج هذا النوع من الحالات، وإيقاف تدفق الدم للحفاظ على حياة الجنين، وإكمال الحمل وولادة آمنة ونجحت المدينة الطبية في عمل هذا الإجراء بنجاح، فضلاً عن أنه يمكن استخدام نفس التقنية لعلاج بعض أورام الأجنة التي ثبتت فعاليتها لمثل هذه الحالات.

محطات علاج

عالجت المدينة الطبية  ٨ حالات جراحية باستخدام المنظار والليزر، وما يزيد عن ٣٥ إجراء نقل دم للأجنة داخل الرحم بنتائج مماثلة للمراكز العالمية. كما تستقبل الحالات التي تحتاج لعلاج الأجنة من مختلف المستشفيات داخل المملكة لتميزها في علاج الأجنة، حيث تعتبر المدينة الوحيدة على مستوى مستشفيات وزارة الصحة المقدمة لهذا النوع من علاجات الأجنة المتقدمة، وقلة على مستوى المستشفيات العالمية التي تقدم هذا النوع من التدخلات النوعية. وكذلك تتميز مدينة الملك فهد الطبية بوجود ٣ استشاريين متخصصين في هذا المجال، وهم الدكتورة سمر الطوخي والدكتور علاء منصور، والدكتور ماجد فادن بخبرات من مراكز عالمية بين أمريكا وكندا.

حماية الأم

فيما أكد الدكتور فادن أن “دورنا لا يقتصر على حماية الأجنة، بل يمتد لحماية الأم من مضاعفات الحالات”، مشيراً إلى أن “زيادة السوائل غير المتوازنة قد تعرض الأم للولادة المبكرة، نزيف، آلام شديدة وصعوبات في التنفس أو الحركة والتي يتم علاجها كذلك بهذه التدخلات”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×