أبطال الحج 3] بعد 5 سنوات من الحلم.. الطلالوه يخدم الحجيج من باب “الطوارئ” يحتفل بعيد ميلاده في الأراضي المقدسة
القطيف: شذى المرزوق
منذ 5 سنوات، والشاب علي الطلالوه يمارس عمله اختصاصياً في الإسعاف وطب الطوارئ في أحد مستشفيات المنطقة الشرقية، وكل عام، كان يمنّي النفس بأن يكون أحد المنتدبين من وزارة الصحة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ولكن لم يحالفه الحظ.
لم يتسرب اليأس إلى نفس الشاب، وظل يدعو الله، وينتظر تحقيق الحلم، وينال شرف الحجاج، وأخيراً تحقق الحلم هذا العام، ويتلقى الطلالوه خبر انتدابه للأراضي المقدسة، بفرح استثنائي. وتقرر أن يشارك في الفرق الإسنادية للنقاط الإسعافية في المشاعر المقدسة، ضمن فرق الطوارئ والأزمات.
الدعاء هدية
ويذكر الطلالوه، الذي يستعد لإكمال عامه الـ29 “بعد أيام قليلة، تحل ذكرى مولدي، وسأحتفل بهذه المناسبة في أطهر بقاع الأرض، وأنا أخدم حجاج بيت الله الحرام، وليس هناك أجمل من أن يتمنى المرء في عيد ميلاده البركة والتوفيق في أرض الدعاء، بين أكف الحجاج، الذين نقوم بخدمتهم، لأحظى منهم بالدعوات المباركة”.
أعداد مليونية
وعن آلية العمل، يقول الطلالوه “فرق الطوارئ والأزمات ومساندة النقاط الإسعافية موجودة منذ سنوات، ولكنها الآن مُفعّلة بشكل أكبر، بسبب ازدياد عدد سيارات الإسعاف، والمراكز الإسعافية، نظراً للإرتفاع المتصاعد لعدد الحجيج، خصوصاً بعد أزمة كورونا”.
ويضيف “يشهد هذا العام إقبالاً كبيراً على الحج، بعدة ملايين، ويحتاج هؤلاء إلى رعاية صحية خاصة، وهذا ما حرصت عليه قيادة هذه البلاد”. واستدرك “بدأ الزحام في الأراضي المقدسة منذ قرابة يومين بوصول المعتمرين”.
فرضية واستعداد
وأكمل “أنا هنا منذ يوم 19 من شهر ذي القعدة الماضي، وقد عملنا مع الفرق الإسعافية طوال الفترة الماضية، حتى هذا المساء، من أجل التدريب على تنفيذ تجارب فرضية لنقل مجموعات كبيرة من الحجاج دفعة واحدة في وقت قياسي داخل المشاعر المقدسة، كما رفعنا مستوى الجاهزية من خلال تجهيز وإعداد السيارات الإسعافية الإسنادية، التي تتمركز في نقاط معينة، وسيارات الإسعاف الصغيرة التي يمكن معها الدخول إلى الأماكن الضيقة، وهو ما يسهل علينا نقل الحاج المريض بسرعة لإسعافه، ونقله إلى أقسام العناية المركزة في مستشفيات مكة أو حتى خارجها، وذلك بحسب ما تستدعيه الحالة الصحية للحاج، حيث يحتاج البعض منهم إلى إجراء طارئ، قد يستلزم معه نقله إلى مستشفيات خارج حدود مكة نفسها، وكانت آخر فرضية مساء أمس عند موقع عرفة”.
حالة تأهب
وأضاف “نهدف من خلال تطبيق الفرضية إلى رفع حالة التأهب القصوى ميدانياً في المشاعر المقدسة، وتمكين الفرق المشاركة من تنفيذ المهام المُوكلة إليها بكفاءة عالية، وفقًا لإجراءات السلامة المتبعة، ورفع جودة العمليات التشغيلية والتنظيمية، لنقل المرضى من الحجاج بسهولة ويسر للمراكز الإسعافية والمستشفيات، وهذا يعكس استعداد المنظومة في التعامل مع الأزمات المفاجئة”.
الإجهاد الحراري
ولفت “أعمل ضمن فرقة إسعافية، تضم بين 12 إلى 16 مسعفًا، متأهبين للإنتقال أي نقطة إسعافية، إلى أخرى، بحيث لا نتمركز داخل مستشفى واحد، بل نتوزع بحسب الإسناد والحاجة لدى النقاط الإسعافية الموزعة في المشاعر المقدسة؛ منى، مزدلفة، عرفات، ومكة، متأهبين لأي طوارئ”.
وقال “حتى اليوم، لم نبدأ في خضم العمل الإسعافي الطارئ، الذي يبدأ فعلياً في اليوم السادس أو السابع من شهر ذي الحجة الجاري، ونتوقع أن نلقى حالات تعب وإجهاد حراري كثيرة من الحجاج، بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة في عرفة ومنى على وجه التحديد”.
وبحماس اختتم الطلالوه حديثه قائلاً “الجاهزية موجودة، ورقم الحجاج المفتوح يجعلنا في ترقب للعمل على خدمتهم، بأكثر من المهام المُوكلة لنا”.