مقبرة توسون.. “تشليح” عالمي تذهب إليه الطائرات السعودية “الخردة” تستقبل 300 طائرة سنوياً.. وتخرج منها قرابة 100.. وأكثرها قطع غيار
القطيف: صُبرة
بقبلة حارة، ونظرة وداع أخيرة، ألقى الطيار السعودي محمد آل شيبان السلام على طائرته الـ747، بعد أن أقلع بها للمرة الأخيرة، متجهاً بها إلى مقبرة الطائرات في الولايات المتحدة الأمريكية.
هبوط الـ747 تم على مدرج قصير على أطراف المقبرة، وبعد توقف الطائرة تماماً، ترجل منها الطيار، حاملاً حقائبه، وتوجه إلى المحرك، وطبع عليه قبلة وداع، وربت عليه، ثم رحل، تاركاً طائرته للأبد، تلقي مصيرها المحتوم.
مشاهد الطيار السعودي مع طائرته، جاء في مقطع فيديو، لقي تفاعلاً كبيراً من متابعين، تساءلوا عن هوية هذه المقبرة، وآلية عملها، وكيف تتعامل مع هذا الكم من الطائرات المدنية والحربية.
قطع غيار
ومقبرة الطائرات هي منطقة كبيرة لتخزين الطائرات، التي تم الاستغناء عنها، أو إحالتها للتقاعد، ويتم التعامل مع الطائرات التي “تتقاعد” في ذلك المكان، إما بتحويلها إلى خردة، وبيعها في المزاد العلني، أو بإعادة تأهيلها وصيانتها كلياً أو جزئيا (قطع غيار)، لتستخدم ضمن أسطول سلاح الجو أو حرس السواحل أو غيرهما، وبالتالي تشبه “تشاليح” السيارات المنتشرة في دول العالم.
وتستقبل المقبرة سنوياً قرابة 300 طائرة، سواء للتخزين أو لإعادة تأهيلها، لتستخدم مرة أخرى، ويتراوح عدد الطائرات التي يُعاد استعمالها ما بين 50 و100 طائرة سنوياً، ما بين مدنية أو حربية، ووراء كل طائرة قصة حرب أو قصص مسافرين، تنقلوا بها من بلد إلى آخر.
ويعمل داخل المقبرة قرابة 700 شخص، وتقدر القيمة السنوية لقطع الغيار التي توفرها هذه المنشأة للقوات المسلحة الأميريكة بنحو نصف مليار دولار.
الحرب العالمية
وتقع هذه المقبرة الضخمة للطائرات في منطقة توسون بولاية أريزونا، في قاعدة ديفس مونثان للقوات الجوية، وكانت قد تأسست لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية. وتم اختيار المكان بدقة، نظراً لارتفاعه الشاهق، وأجوائه الجافة، وهذا يعني أن من الممكن ترك الطائرات في العراء، دون أن تصاب بالصدأ بسرعة، كما أن الأرض الصلبة بشكل كاف ولا تحتاج الي رصف..
2600 فدان
وتمتد هذه القاعدة على مساحة 2600 فدان، أي ما يوازي مساحة 1430 ملعباً من ملاعب كرة القدم. وتضم مجموعة مكونة من حوالي 4000 طائرة، أحيلت إلى الاستيداع، منها تقريباً كل الطائرات الحربية الأمريكية التي استخدمها سلاح الطيران الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن بين الطائرات الموجودة في المقبرة، قاذفات القنابل 52 الثقيلة التي كانت تستخدم في زمن الحرب الباردة، وتقاعدت في التسعينيات، وفقاً لأحكام معاهدة “سولت” لنزع السلاح، التي وقعت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
وفي تسعينيات القرن العشرين، أسندت إلى مجموعة الصيانة وإعادة التأهيل في المقبرة، التخلص من هذه القاذفات، وذلك تنفيذاً لمعاهدة ستارت 1 لخفض الأسلحة الإستراتيجية.
أيضاً، تظهر عشرات من طائرات “اف 14” المقاتلة التي خرجت من الخدمة في البحرية الأمريكية في عام 2006 وظهرت في أفلام هوليوود، مثل فيلم “توب جن” كما ظهرت في سلسلة من الأفلام آخرها فيلم Transformers: Revenge of the Fallen.
مركبة فضاء
وهناك مركز كبير يطلق عليه AMARG يحتوي على أكثر من 4200 طائرة، و40 مركبة فضاء قديمة، بالإضافة إلى كون المركز مأوى للطائرات العملاقة، يعتبر AMARG أيضا ورشة ضخمة لتجديد الطائرات، وإعادتها إلى الحالة التي تسمح لها بالعودة للطيران أو بالتحميل والنقل.
وحدة عسكرية
وتتولى وحدة عسكرية ضمن قاعدة ديفيس مونثان عملية صيانة وتأهيل الطائرات العسكرية، وتسمى المجموعة رقم 309 للصيانة، وإعادة التأهيل.
وفي حال قرر المسؤولون عن الوحدة المكلفة بصيانة الطائرات وتأهيلها، فإن هذه الطائرة أو تلك أصبحت عديمة القيمة، فإنه يتم تحويلها إلى مركز تابع إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) من أجل التخلص منها، عن طريق المزادات الحكومية، ولكن بعد إزالة التجهيزات العسكرية الموجودة فيها، والتخلص من المكونات الضارة فيها
المكان ليس كما ذكر المقال انه ارتفاع شاهق. لايوجد اي ارتفاع مطلقا وقد تجولت فيه وبامكان اي احد زيارته.