لا متعة بلا إجراءت سلامة في برك السباحة
د. زهراء محمد جواد*
عاد الصيف وعاد معه موسم الاستراحات وبرك السباحة، هذه الأماكن هي الملجأ من حرارة الجو، وعادةً ما تجتمع العائلة والأصدقاء وتمتلئ الأجواء بالضحك والمتعة والمزاح.
لكن مع الأسف عندما تتحول هذه الرحلة الممتعة إلى كارثة بسبب المزاح. فعادة ما يحلو المزاح في هذه الأجواء وبعضها قد يكون من السوء الذى يؤدى إلى إصابات مميتة إذا لم يتلق الرعاية الصحية المناسبة في وقتها.
التدافع في برك السباحة كنوعِ من المزاح قد ينجم عنه إصابات خطيرة مثل ارتطام الرأس بحافة البركة أو بقاع البركة مما ينتج عنه فقدانٍ للوعي أو صداعٍ شديد أو التقيؤ، وفي مثل هذه المواقف قد يعتبر البعض أنها إصابة خفيفة ويتم إهمالها أو وضع الثلج مكان الإصابة وتناول بعض المسكنات والمضي في اليوم في حين أنها إصابة من الممكن أن تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، حيث من الممكن أن يكون هناك نزيف بسيط في الدماغ وقد يكبر مع الوقت ليصبح نزيفاً قاتلاً.
بعض إصابات الرأس قد تتسبب في نزيف بسيط أو نقص تروية في الدماغ ومع تغيرات ضغط الدم في بضعة أيام ينتج عنها تلف شديد في الدماغ وقد تؤدي إلى الموت.
تتراوح علامات إصابة الرأس من أعراض بسيطة كالصداع وقلة التركيز وتشتت الانتباه وتقلب المزاج والتقيؤ والتغير في الرؤية إلى إصابة شديدة كالتشنجات وفقدان الوعي وفقدان الذاكرة والارتباك لمدة تزيد عن النصف ساعة. كل تلك الأعراض قد تمر دون أن تسترعي انتباهنا على إنها أعراض خطرة.
وهنالك أعراض أكثر وضوحا كضعف التنفس وتواصل التقيوء والصداع الشديد والإغماء المستمر وهى تعكس شدة النزيف وأن التأخير في التدخل الجراحي يعنى تلف في الدماغ.
وفي كل الأحوال حتى الإصابات الخفيفة ذات الأعراض البسيطة كالألم مكان الإصابة فقط تحتاج إلى معاينة الطبيب للتأكد من سلامة المصاب.
يجب أخذ إصابات الرأس في برك السباحة على محمل الجد حتى ولو كانت إصابة بسيطة ويجب مراقبة المريض والتعرف على الأعراض السابقة التي تعكس وجود نزيف سواء كان بسيط أو شديد وفى كلتا الحالتين هنالك حاجة للرعايا الصحية.
في المقلب الآخر للمخاطر التي يجب التنبه لها في السباحة هي أنه حتى السباح الماهر يمكن أن يغرق ويعرض حياته للخطر، فغالباً ما يعتمد السباحين على أسلوب حبس النفس لمدة طويلة إما عن طريق التنفس السريع المفرط قبل الدخول في الماء أو عن طريق التدرب على حبس النفس وفي كلتا الحالتين قد يتعرض السباح لتراكم ثاني أكسيد الكربون في جسمه مما يؤدي إلى الإصابة بتشنجات تحت الماء أو فقدان الوعي ويترتب عليه الغرق والموت.
وكما يقال “الحذر ليس بجبن والتهور ليس بشجاعة”، فهناك بعض الإرشادات التي يجب إتباعها في برك السباحة لتبقى مع أحبتك بخير وسلامة ومنها:
- وجوب وجود شخص مؤهل على الإنقاذ والإسعاف.
- يجب مراقبة الأطفال دائماً عند تواجدهم في المسبح أو حوله.
- يجب فحص البركة قبل البدء في السباحة للتأكد من عدم وجود أسطح زلقة ومعرفة عمق البركة.
- التأكد من وجود أطواق النجاة داخل البركة وحولها ومن توفير سترات النجاة.
- وجود مقابض يدوية في جدران البركة لتساعد على الدخول والخروج من المياه وتكون هذه المقابض ممتدة إلى القاع في أحد الجوانب فقط.
- عدم التهاون في مراجعة المشفى عند وجود أي إصابة
ختاماً برك السباحة أماكن رائعة للاستجمام والمرح لكن يبقى الحذر واجباً فيها ويجب تفادي المزاح العنيف والتدافع والتهور لكي لا تكون رحلةً لا يحمد عقباها.
ـــــــــــــــــــــ
*طبيبة امتياز من مملكة البحرين.