اظهر وبانْ عليك الأمان.. يا صاحب “سياكل النسوان”…!
حبيب محمود
مرّت أكثر من 24 ساعة على انتشار الإعلان “المريب” الذي دعا إلى تجمّع نسائي لقيادة الدراجات الهوائية، في صفوى. وحتى الآن؛ لم يُعلن أيُّ أحد عن صلته بجماعة “كلنا نقدر” المزعومة في الإعلان. لم يُطلَّ أحدٌ ليقول إن جماعة “كلنا نقدر” موجودة على السطح مطلقاً. كان مجرد إعلان مجهول المصدر..!
الجماعات التطوّعية كثيرة، في القطيف وغير القطيف. وهي تعمل “في السطح”، في العلن، واضحة. أعضاؤها يعرّفون أنفسهم، ويشرحون أنشطهم. العمل تطوعيٌّ نبيلٌ بالتأكيد. والمتطوّعون أفرادٌ لديهم رغباتٌ مقبولة في خدمة المجتمع. القطيف؛ مجتمع متطوّع في تكوينه. يمكننا القول إن القطيف تعيش وفرة جماعات تطوّعية إلى الحدّ الذي لا نحفظ أسماء كثير منها، على ما لديها من تأثير وفاعلية. ناهيك عن معرفة ما تقدّمه للمجتمع من خدمات..!
يمكننا التجرؤ والقول إن الجماعات التطوعية انتشرت حدّ الفوضى، وهي تتناسل حدّ الإرباك، ويعيش بعضها خلافات ونزاعات وانشقاقات أيضاً. وهذا موضوع متشعّب لا يهمني أمره الآن. ما يهمني أمره، في هذا الصدد، هو أن الجماعات التطوّعية معلَنة على الملأ، ويمكن تحديد كلّ منها جغرافياً وبشرياً وفنياً.
ولذلك؛ فإن أول ما يقفز إلى ذهن قاريء إعلان “السياكل”؛ هو أسئلة البديهة العامة: من..؟ ماذا..؟ أين..؟ متى..؟ والإعلان لم يُجب إلا عن سؤال واحد “أين”. الإعلان يزعم بأن الجماعة “قروب كلنا نقدر النسائي بصفوى”. أما الأسئلة الباقية؛ فهي مهمَلة تماماً.
بصرف النظر عن محتواه الذي أثار استهجان الناس؛ فإن الموضوع الأساس هو وجود “مسؤول/ مسؤولة” لديه/ لديها الشجاعة الكافية للإفصاح عن الذات. إذا كان القرار نابعاً من قناعة؛ فلا داعي للعمل “تحت السطح” وجسّ نبض الشارع. قل من أنت وافعل ما تريد وتحمّل المسؤولية.. ببساطة…!
بعد مضيّ كلّ هذا الوقت؛ لا يمكن الاطمئنان إلى “استنتاج” أقرب إلى المنطق؛ سوى الإشارة إلى أن صاحب الإعلان “ما عنده سالفة”، كما نقول في العامية، وليس لديه جماعة، ولا شيء في صفوى يحمل اسم “كلنا نقدر”…!