متعافون] “حبة روَقان” قبل نتيجة الثانوية قصة إدمان بدأت وراء سور المدرسة.. وانتهت بإعادة التأهيل
القطيف: شذى المرزوق
قادته قدماه إلى خارج أسوار المدرسة، ليبدأ مشوار تعاطي المخدرات بتشجيع من الرفقة السيئة. وبعد سنوات سوداء؛ عادت به قدماه لتقوده ـ بصدق ـ إلى العلاج في مركز الرعاية والتأهيل.
الشاب “خ . س” استبدل شهادة تخرج الثانوية بحبوب المخدرات، ووقع في هاوية الإدمان. وهو الآن في وقفة مع النفس حولت قصة السقوط إلى قصة إرادة وقوة، ونفض عن نفسه غبار هذه الآفة ونهض بخطوات صلبة نحو طريق التعافي.
خلف السور
استرجع “خ .س” قصته قائلاً “كنت أحد الطلاب المتميزين والمتفوقين في الدراسة، والمحبوبين لدى الزملاء والمعلمين، حتى جاءت نقطة التحول في اليوم الذي لا ينسى، وهو آخر يوم من أيام اختبارات الثانوية العامة، ولم يبق أمامي سوى انتظار ثمرة نجاحي.. الشهادة التي أحقق بها هدفي بالتسجيل في التخصص الأكاديمي الذي أريده.”
وأردف “سوء الصدف قادني خلف أسوار المدرسة لأجد أحد الأصدقاء مختبئاً يستخدم المواد المخدرة، وحين سألته عن سبب وجوده هنا وماذا يفعل، أجابني بعبارات مشجعة أنه يستخدم نوع من الأقراص التي تجعله في حالة رائعة، بكلمات تحفيز، وعبارات تشجيع استثارتني لخوض التجربة، وبدافع الفضول وحب الاستطلاع قبلت العرض وجربت”.
هبوط وخسائر
وأكمل “كانت تلك هي بدايتي مع التعاطي، حيث بدأت رحلتي نحو الهبوط إلى الهاوية، دون أن أشعر بدأت أزيد في جرعات التعاطي، لم أدرك أنني أيضاً كنت أخسر أصدقائي، أسرتي، أقاربي، ومستقبلي، حتى سمعتي”.
واستدرك “لم أكن أعي هذه الخسائر في ذلك الوقت لأنني كنت أسيراً للمخدر، وبدأت معاناتي تزداد، وكلما شعرت بمعاناة الإدمان والخسارة ازددت في طريق تعاطي المخدر أكثر، كي لا أشعر بما يدور حولي، فيما لا يشغل تفكيري سوى طرق الحصول على المخدر، وكنت على إستعداد تام بأن أضحي من أجله”.
نهاية رحلة الضياع
وأضاف “خ . س” بقوله “معاناتي لم تتوقف حتى وصلت إلى طريق مقفل، أدركت أنني لا أملك القدرة على التوقف عن المخدر، وأن رحلة الضياع قذفتني في الهاوية، شعرت بالعجز أكثر، فلا يوجد ما أستطيع أن أفعله لإنقاذ نفسي، حتى راودتني فكرة الدخول إلى مجمع إرادة للتأهيل، وقررت الدخول وبالفعل ذهبت للمركز للعلاج، ومكثت في الأقسام الداخليه شهراً، ثم التحقت بمركز الرعاية المستمرة”.
ولفت “الصراع داخل نفسي بين الخير والشر كان قوياً ومتعباً، وهنا كان علي أن أكون أقوى فإما أكون أو لا أكون، حتى بدأت الأيام تزف بشرى التعافي التدريجي، كنت أشعر كمن حل قيود الألم، وفك أغلال الضعف، التي كانت تحبسني أسيراً للمخدرات، وأصبحت الآن حراً طليقاً”.
من فضل ربي
واستأنف موضحاً “تلك الإرادة والقوة للاستمرار في طريق التعافي والابتعاد عن المخدرات رغم صعوبتها، إلا أنها أتت ثمارها بفضل الله، ثم بمساعدة القائمين على البرنامج العلاجي بالمجمع، ومساعدة أعضاء الفريق العلاجي بمركز الرعاية المستمرة، فلقد مدوا لي يد العون، و انتشلوني من أعماق الوحل إلى بر الأمان، فأصبحت إنساناً متجدداً في سلوكي وتصرفاتي وفكري، و أصبحت إنساناً ملتزماً بأمور حياتي، إنساناً مرغوب به في المجتمع وعضواً فعالاً”.
ويختتم خ . س “قررت أن أكمل دراستي الجامعية، وها أنا على مقاعد الدراسة من جديد، فشكراً جزيل الشكر لكل من ساعدني وقدم لي أكبر هدية في حياتي، وهي العودة من جديد إلى الحياة الطبيعية، حياة السكينة والاطمئنان، والهدوء، فشكراً لمركز الرعاية والتأهيل، والأعضاء الفاعلين، والاختصاصين”.